20 سبتمبر 2024 | 17 ربيع الأول 1446
A+ A- A
الاوقاف الكويت

وزير التربية القطري الأسبق: العمل الخيري الكويتي يحظى باحترام كبير في جميع أنحاء العالم وخاصة مواقع الأحداث

07 أبريل 2012

*التحولات الجديدة في المنطقة كشفت عن شعوب فقيرة تحتاج إلى الرعاية والدعم والمساعدة لإنهاضها من معاناتها المريرة

* الإسلام يحثنا دائما على تعلية شأن الأخوة الإسلامية، والإنسان للإنسان في أوقات الشدة والضيق

* نحتاج إلى برامج عمل معرفية وتعليمية وثقافية وتنموية لمواجهة الفقر والحد من تداعياته الخطيرة

يؤم الكويت سنويا العديد من الشخصيات الإسلامية للمشاركة في الفعاليات الإسلامية ومن هؤلاء وزير التربية والتعليم السابق في دولة قطر وعضو مجلس إدارة الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية عبد العزيز بن عبدالله تركي السبيعي الذي شدد على ضرورة ألا تحصر المؤسسات الخيرية والوقفية دورها في تقديم المسكنات أو الإسعافات الأولية للفقراء، أو التواجد في أوقات الكوارث والمحن لتقديم بعض المساعدات، وإنما لابد من برنامج عمل مستمر وممتد في المجالات العلمية والمعرفية والتعليمية والثقافية والتنموية.

وأكد السبيعي أن مستقبل العمل الخيري الإسلامي مبشر ومزدهر بإذن الله لأن كل مقومات نجاحه وانتشاره قائمة ومتوفرة، وهو بفضل الله موضع احترام وتقدير من جميع الحكومات، وذات سمعة طيبة لدى باذلي وفاعلي الخير من المحسنين والجهات المانحة، ويحظى باحترام كبير في جميع أنحاء العالم الإسلامي وفي مواقع الأحداث.

وفي هذا الحوار تناول عددا من القضايا ذات الصلة بالعمل الخيري وفيما يلي التفاصيل:

* في ظل ما تشهده المنطقة من تحولات، كيف ترى دور مؤسسات العمل الخيري في تلبية احتياجات بعض الشعوب الفقيرة؟

** إذا غابت الأدوار الأخرى لأي منظمات أو مؤسسات في هذا الظرف الدقيق والصعب الذي نعيشه، فلا ينبغي أبدا أن يغيب دور الهيئات والجمعيات الخيرية، لان هذه التحولات الجديدة في المنطقة كشفت عن شعوب فقيرة تحتاج إلى الرعاية والدعم والمساعدة لإنهاضها من معاناتها المريرة ، ومن ثم فالحاجة ماسة إلى تفعيل دور هذه المؤسسات بل ومضاعفة جهودها.

وعلى كاهل مؤسسات العمل الخيري الإنساني البعيد عن أي أغراض سياسية تقع مسؤولية كبيرة ، تستوجب إدراك الظروف الصعبة التي تمر بها الأمة والعمل على معالجة آثارها، بالإضافة إلى المضي قدما في مواجهة الكوارث الطبيعية التي ضربت مناطق عزيزة علينا في أنحاء متفرقة من العالم الإسلامي وبات الملايين يعانون الفاقة من جرائها، وعلى المؤسسات الخيرية أن تكون دائما مستعدة للتعامل مع هذه النوازل.

* في تقديرك من يملك زمام المبادرة لإطلاق دعوات تفعيل الجهود الخيرية..أفراد.. مؤسسات.. حكومات؟

** دعم جهود العمل الخيري مسؤولية الجميع، فكل إنسان مسلم يتحمل مسؤولية تجاه إخوانه لمواجهة أي محنة تصيب الأمة الإسلامية، والبشر لا يتساوون، فهناك العالم والمفكر والتاجر والطبيب والمهندس، وهناك أيضا الحكومات وهيئاتها وأجهزتها التنفيذية، وهناك المؤسسات الإنسانية التي تعمل بشكل مستقل وحيادي في عالمنا الإسلامي، وعلى كل هذه الجهات أن تأخذ زمام المبادرة وتقدم إسهاماتها الخيرية.

وأعتقد أن الهيئات الخيرية والمؤسسات الوقفية تقوم بأعمال رائعة وممتازة وجيدة في مجالات العمل الإغاثي ، وتواجدت على أرض المحنة بشكل سريع ، وأسهمت بدور طيب جدا في تخفيف معاناة إخواننا في باكستان والصومال والسودان وغيرها.

ولا يمكن القول أننا وصلنا إلى ما نبتغي ، والى الهدف الأسمى، فمازالت هناك تحديات عظيمة جدا تتطلب مضاعفة الجهود وتخفيف معاناة المتضررين ما استطعنا إلى ذلك سبيلا وأن ننطلق إلى إحياء التنمية في هذه المجتمعات، فلا يجب أن تعيش هذه المجتمعات على فتات المساعدات والتبرعات من هنا وهناك، وإنما لابد من حلول جذرية لمواجهة كل أشكال العوز، وأتصور أن الهيئة تسعى من خلال مشروعها الكبير- التنمية المجتمعية - إلى دمج الفقراء في أعمال ومشاريع إنتاجية في العديد من الدول، ونأمل أن تحذو حذوها الهيئات والمؤسسات الأخرى.

* بوصفكم وزيرا سابقا وقريبا من دوائر صنع القرار ماذا تقول للحكومات وما واجباتها تجاه العمل الخيري في هذا الظرف الدقيق؟

** لابد أن نسلم أن معظم الحكومات الإسلامية تستشعر جلال الموقف وعظمته، كما أن معظم مجتمعاتنا خيرة وتنطلق من مبادئ الإسلام، والإسلام يحثنا دائما على تعلية شأن الأخوة الإسلامية، والإنسان للإنسان في أوقات الشدة والضيق، ومعظم حكوماتنا لديها أعمال وبرامج خيرية في العالم الإسلامي، وكل ما نتطلع إليه هو التنسيق والتكامل في تنفيذ هذه الأعمال وتوزيع الأدوار والاختصاصات بين المؤسسات المختلفة حتى نتمكن من تحقيق النجاح المنشود.

* لكن في تقديرك كيف يكون العمل الخيري شريكا حقيقيا في عملية التنمية والبناء إلى جانب الجهود الرسمية؟

** إذا كان عند الإنسان مال فمن الطبيعي أن يستثمره، وأن يبحث عن وسائل تنميته، والجمعيات الخيرية والصناديق التنموية والبنوك الإسلامية لابد أن تقدم برامج طموحة للإسهام في عملية التنمية وانتزاع المجتمعات الفقيرة من مستنقع الفقر ووضع بنية تحتية لانتشال هذه المجتمعات من ظروفها الصعبة، وهذه المؤسسات تقوم بالفعل بدور في هذا الاتجاه لكنه يحتاج إلى تعزيز ودعم واستمرار وتخطيط وتنسيق مع الجهات المختلفة حتى يكون عملنا مدروسا وليس عشوائيا وعندها سنلمس أثر العمل الخيري على مسيرة التنمية.

*برأيكم ومن واقع خبرتكم هل يشهد العمل الخيري تطورا في أطروحاته وأفكاره وبرامجه؟

** ثقافة العمل الخيري جاءت من بطون الكتب، وقام أهل البحث والفكر والاهتمام بإنتاج أفكار العمل الخيري وتحول العمل الخيري من ممارسات فردية إلى أعمال مؤسسية، ولا شك أن هناك تقدم على هذا المسار وهناك تطور في مسيرة العمل الخيري والوقفي وهناك آلاف المشاريع والبرامج التي نفذتها المؤسسات الخيرية، وهذا دليل على ثراء العمل الخيري بالأفكار والتصورات، ولعلنا نحتاج اليوم إلى الاهتمام بمجال البحث والدراسات للاطلاع على منتجات العمل الخيري في كل مكان.

*كيف ترى مستقبل العمل الخيري؟

** مستقبل العمل الخيري مبشر ومزدهر بإذن الله لأن كل مقومات نجاحه وانتشاره قائمة ومتوفرة، وهو بفضل الله موضع احترام وتقدير من جميع الحكومات ، وذات سمعة طيبة لدى باذلي وفاعلي الخير من المحسنين والجهات المانحة، ويحظى باحترام كبير في جميع أنحاء العالم الإسلامي وفي مواقع الأحداث ، وهذه النظرة الإيجابية إليه تلقي على مؤسساته مسؤوليات إضافية لأداء مهماتها الإغاثية والإنسانية والتنموية بنجاح.

* قبل فترة كرم سمو أمير البلاد العم يوسف الحجي والدكتور عبدالرحمن السميط بوشاح الكويت من الدرجة الأولى؟

** هذه لفتة كريمة من سمو الأمير حفظه الله، والممنوحان من النماذج الخيرية المعروفة بعطائها في مجالات العمل الخيري والتضحية والبذل، ولهما تأثير كبير في المجتمع، ويحظيان بمحبة وتقدير كل من يعرفهما من أبناء العالم الإسلامي ولهما مكانة خاصة في قلوب ملايين الفقراء الذين استفادوا من المشاريع الخيرية التي أقامتها الهيئة أو جمعية العون المباشر، ومن هنا فالتكريم في موضعه ومكانه وأصاب أهله لأنهما من النماذج الطيبة، والشكر الجزيل لسمو أمير البلاد على هذه اللفتة، وخالص التهاني للمكرمين ، ونسأل الله أن يعجل بشفاء الأخ الكريم عبدالرحمن السميط.

وفقنا الله لصالح القول والعمل، وفي الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل للسيد/ عبدالعزيز السبيعي، لما تفضل به علينا من علمه الوفير راجين المولى تبارك وتعالى له دوام الصحة والعافية، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت