20 سبتمبر 2024 | 17 ربيع الأول 1446
A+ A- A
الاوقاف الكويت

مدير المؤسسة العالمية لمساعدة الطلبة العرب: معظم مواردنا من كويت الخير

28 أبريل 2012

قدمنا قروضاً لـ 7070 طالباً ومساعدات لـ 17 ألف طالب ولدينا 19500 مشارك في الدورات التدريبية

 نهدف إلى إعداد علماء في ميادين التخصص التكنولوجي والعلوم الطبيعية والاجتماعية على مستوى الماجستير والدكتوراه

 الطالب المستفيد يوقع على وثيقة يتعهد فيها بالعودة إلى خدمة وطنه بعد التخرج

 أملنا كبير أن يقدم رجال الأعمال مساعداتهم للصندوق الاستثماري للمؤسسة حتى تستمر في تقديم رسالتها

 

انطلقت المؤسسة العالمية لمساعدة الطلبة العرب من الكويت عام 1976، وتعود فكرة إنشائها إلى مجموعة من رجال الأعمال ومنهم الدكتور يوسف القطب، وداود القطب، وداود مساعد الصالح، وأنور النوري، وسليمان المطوع، والحاج محمد هادي العوضي، ومجموعة من الأكاديميين الذين تدارسوا مشكلة تعليم الطلبة المحتاجين من العرب، بعد أن عجز بعض أبناء محدودي الدخل عن الالتحاق بجامعة الكويت، الأمر الذي استدعى عقد اجتماع من جانب هذه النخبة لدراسة الأمر، وبالفعل تبلورت فكرة المؤسسة، وتم جمع 60 ألف دولار تم تخصيصها لعمل دراسة جدوى للمؤسسة وتسجيلها في الولايات المتحدة الأميركية.

 

ويروي المدير العام للمؤسسة الدكتور إسحق قطب ملامح تجربة المؤسسة لـ"العالمية" على هامش زيارته للهيئة قائلاً: لقد تم افتتاح أول مكتب للمؤسسة بتبرع من جمعية السلطان التعليمية وشركة الغانم وآل القطب والملاحة العربية، حيث وفروا لنا مكاتب وقدموا لنا تسهيلات مكنتنا من تسجيل الطلبة وإرسالهم إلى المقر الرئيس للمؤسسة في الولايات المتحدة، ثم توسعت المؤسسة، وأصبح لها فروع في الكويت والأردن والقدس والضفة الغربية وقطاع غزة، وهناك ممثلون لها في السعودية والإمارات، ويجري افتتاح فرع لها في لبنان، ويبلغ عدد أعضاء أمناء المؤسسة 106 أعضاء، وتبقى منهم الآن 84 عضواً موزعين على دول مختلفة، ويرأس فرع الكويت داود مساعد الصالح، وعلى رأس المؤسسة الأمير تركي بن عبدالعزيز.

 

مؤسسة خيرية مهنية

 

 وعن هويتها وتوجهاتها، قال إسحق القطب : إن المؤسسة جمعية خيرية تربوية مستقلة، لا علاقة لها بالسياسة أو العمل الحزبي، تعمل بشكل مهني واحترافي في مجال تقديم الخدمات إلى الطلبة العرب المتفوقين في مراحل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، خاصة غير القادرين على متابعة تحصيلهم العلمي، وذلك عن طريق منح الدارسين في برنامج الدراسات العليا قروضاً حسنة، حيث إن المؤسسة مهتمة بإعداد العلماء المتخصصين في الميادين التكنولوجية الهادفة التي تخدم المشاريع التنموية الاقتصادية والاجتماعية في الدول العربية، ولأن المؤسسة مستقلة فإنها تتمتع بحرية كاملة في اختيار الطلبة والجامعات والشروط دون الخضوع لأي تأثيرات داخلية وخارجية، وهذا سر نجاحها.

 

وفي مجال المساعدات تنطلق المؤسسة- كما يقول القطب- من فلسفة أن الاستثمار في الإنسان هو الأفضل، وأن التنمية البشرية أساس في الحضارة المتطورة، وأن تنمية القدرات لصانعي القرار في مؤسسات المجتمع المدني تسهم في النمو الاقتصادي والاجتماعي، وتقدم مساعداتها من خلال توفير فرص التعلّم عن طريق إعطاء القروض والمنح، وتنظيم برامج تدريبية لرفع مستوى الأداء في عمل الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني، على أساس بناء القدرات لديها وتأهيلها إدارياً ليكون لديها دور أكثر تأثيراً في تنمية المجتمع المحلي.

 

وأوضح القطب أن المؤسسة تهدف إلى إعداد علماء في ميادين التخصص التكنولوجي والعلوم الطبيعية والاجتماعية على مستوى الماجستير والدكتوراه، وذلك بهدف نقل التكنولوجيا من الدول الصناعية الحديثة إلى البلاد العربية، لاسيما في مجالات التخصصات النادرة التي لا تتوافر في الجامعات العربية والتي تحتاج إليها مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية المطلوبة في تلك البلدان، مشيراً إلى أن الهدف الكمي للمؤسسة تحقق بتخريج سبعة آلاف طالب وطالبة يحملون شهادات عليا أغلبيتهم من الدول ذات الدخل المحدود، وقد عادوا إلى بلادهم وتبوؤوا مراكز قيادية في القطاعين الحكومي والخاص.

 

وعزا القطب وجود المقر الرئيس للمؤسسة في ولاية أوهايو بمدينة دبلن بالولايات المتحدة الأميركية، لوجود جامعات مرموقة ومتطورة في التخصصات النادرة والتكنولوجية بالإضافة إلى توفير منح دراسية من قبل الجامعات الأميركية، فضلاً عن وجود جاليات عربية تساند المؤسسة وتدعمها.

 

مصادر التمويل

 

ورداً على سؤال حول مصادر تمويل المؤسسة، قال القطب لدينا ثلاثة موارد رئيسة، المورد الأول ونعتمد فيه على تبرعات وزكوات وصدقات رجال وسيدات الأعمال سواء من أعضاء مجلس الأمناء أو من خارجه، وكويت الخير هي المتبرع الرئيس لبرامجنا، أما المورد الثاني، فهو صندوق الاستثمار المخصص لتنمية الموارد المالية، والمورد الثالث عن طريق تسديد القروض من قبل الخريجين الذين هم عصب المؤسسة، حيث يسهمون في تعليم الطلاب الجدد عن طريق الأقساط الشهرية التي يدفعونها بعد التخرج، مشيراً إلى أن سياسة المؤسسة تقوم على مبدأ الصدقة الجارية من المتبرع إلى الطالب المتفوق، ثم من الخريج إلى طالب آخر وهكذا، ويعد الالتزام بتسديد القروض عاملاً مهماً في نجاح العمل، ولدينا مراقب حسابات يتمتع بخبرة عالمية يدقق في جميع المصروفات والإيرادات.

 

برامج المؤسسة

 

وعن أبرز جهود وبرامج المؤسسة التي أنجزتها قال المدير العام لقد شملت مساعداتنا حتى الآن 7070 طالباً عن طريق القروض الدراسية من غير فوائد، و17000 ألف طالب عن طريق المنح غير المستدرة، ولدينا 19500 مشارك في الدورات التدريبية التي عقدت في الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن ومصر والسعودية ولبنان وسورية منذ تأسيس المؤسسة، بالإضافة إلى مساعدات الجامعات الفلسطينية.

 

 ولدى المؤسسة سجل حافل من المساعدات التي منحت بشكل خاص لأبناء اللاجئين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، حيث بلغت مساعداتنا 31 مليون دولار على مدى 35 عاماً، وقدمنا مساعدات مالية لـ 30 طبيباً فلسطينياً تخصصوا في مجالات دقيقة تحتاج إليها المستشفيات الأهلية والحكومية. كما ساعدنا أيضاً طلبة محتاجين ومتفوقين من أبناء الشهداء والمعتقلين والعاطلين عن العمل والفقراء في غزة والمخيمات والضفة الغربية الملتحقين بالجامعات الفلسطينية العشر، حيث منحنا 230 دولاراً لكل طالب يحصل على معدل أكثر من 80 % على مدار 15 سنة، وساعدنا كذلك 120 عضو هيئة تدريس فلسطيني للحصول على الدكتوراه من خارج فلسطين ثم عادوا إلى بلادهم والتحقوا بتلك الجامعات لرفع المستوى الأكاديمي والعلمي فيها. وقدمنا ما يعادل 60 ألف دولار لكل جامعة فلسطينية لاقتناء أدوات مختبرية دقيقة لمساعدتها على البحث العلمي وتحسين المستوى الدراسي وخدمة المجتمع المحلي في مجالات البيئة والزراعة، وأخيراً ساعدنا ثلاث جامعات فلسطينية منها جامعة النجاح في بناء قاعة للمؤتمرات ومدرج دراسي، ثم جامعة القدس التي ساعدناها في تحديث بناء كان منهاراً، وساهمنا في بناء آخر في جامعة غزة الإسلامية.

 

ضوابط المساعدة

 

وعن شروط وضوابط تقديم المساعدات قال القطب : إن المؤسسة تشترط في الشاب العربي المرشح للاستثمار في قدراته صفات معينة منها أن يثبت الطالب أنه من فئة المحتاجين، وأن يقدم كفيلين لتسديد القرض في حال عدم تمكنه بعد التخرج من تسديده، فضلاً عن التخصص حيث تحتل علوم التكنولوجيا المرتبة الأولى، تليها تخصصات العلوم الطبيعية ثم الاجتماعية ثم الإنسانية، ومن الشروط أيضاً أن تكون الجامعة التي التحق الطالب بها معترفاً بها عالمياً، ويتم قبول الطالب ويمنح المؤسسة كشفاً للدرجات عن السنة الأولى لكي نتحقق من أنه طالب مجتهد، وكذلك يشترط للاستفادة من المساعدات أن يوقع الطالب على وثيقة بأن يعود إلى بلده بعد التخرج بهدف الاستفادة من خبراته في الوطن العربي.

 

ويتقدم الطالب بتلك المعلومات عبر نماذج الطلبات الموجودة على الموقع الإلكتروني للمؤسسة www.arabstudentaid.org، ويشترط تجديد العقد في السنة الثانية شرط التفوق العلمي والحاجة المادية، ولا يوجد «كوتا» أو مخصصات من المقاعد لأي دولة عربية.

 

برامج مستقبلية

 

وعن أبرز البرامج المستقبلية للمؤسسة قال القطب إننا نسعى إلى إحداث تغيير ملموس في تركيبة بناء الطاقة البشرية المتميزة في البلاد العربية، بحيث يكون لخريجي المؤسسة دور فاعل وبناء في مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية عن طريق تبوء المراكز القيادية في هذه المجالات المختلفة، وأن يحققوا اختراعات وتطورات في العديد من الميادين. وطموحنا أيضاً يتركز على وصولنا إلى القرى والمخيمات لرفع مستوى المعيشة، وتحقيق التقدم الحضاري، والعمل على رفع قدرات العاملين في مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الأهلية، ليقوموا بدور فعال في تنمية المجتمعات المحلية.

 

كما تتواصل جهود المؤسسة للعمل على تحقيق تقدم ملموس في إثراء الطاقة العاملة بالبلاد العربية كمياً ونوعياً، على أساس تزويدها بالخريجين الأكفاء. وأملنا أن نزيد من أعداد المستفيدين بواقع 10% سنوياً مقارنة بالسنوات الماضية، وأن نضاعف رأس المال إلى 15 مليون دولار.

 

وأملنا كبير في رجال الأعمال أن يقدموا مساعداتهم للصندوق الاستثماري للمؤسسة حتى تستمر في تقديم رسالتها. كما نأمل زيادة أعداد المشاركين في الدورات التدريبية بواقع 15 % سنوياً، بالإضافة إلى إنشاء العديد من الفروع في الدول العربية.

 

وفقنا الله لصالح القول والعمل، وفي الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل للدكتور/ يوسف القطب، لما تفضل به علينا من علمه الوفير راجين المولى تبارك وتعالى له دوام الصحة والعافية، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت