20 سبتمبر 2024 | 17 ربيع الأول 1446
A+ A- A
الاوقاف الكويت

رئيس منظمة (SALIMAH) الإندونيسية تكشف بالأرقام: الفقر يهز بلادنا اجتماعيا واقتصاديا

07 أكتوبر 2012

** المرأة المسلمة الواعية ليس أمامها إلا التحرك لخدمة وطنها ومواجهة الانحرافات المجتمعية

** نرى ضرورة أن تؤدي المرأة دورا متوازنا بين مسؤولياتها الأسرية وأنشطتها الدعوية والخدمية

**القرآن الكريم والسنة النبوية يحملان المرأة المسلمة مسؤولية الإسهام في بناء المجتمع

تسعى المرأة الإندونيسية المسلمة إلى تحمل مسؤوليتها المجتمعية والدعوية حيال شعبها، ولأجل ذلك أنشأت المنظمات الخيرية للاضطلاع بدور تنموي لتخفيف معاناة المحتاجين، والإسهام في بناء المجتمع المدني، وحاولت تذليل العوائق بتنمية الوعي، وتصحيح المفاهيم، وإعداد الدراسات من خلال المراجع الفقهية والفكرية الوسطية.

وفي هذا الإطار، كشفت رئيس منظمة (SALIMAH) الإندونيسية نور الهداياتي أن عدد الفقراء في بلادها يتراوح بين 30 - 50 مليون إندونيسي حسب تقديرات بعض الخبراء، فيما يقدر البنك الدولي العدد بـ 100 مليون، وهو الأمر الذي يعد الأكثر سوءا حسب تعبيرها.

وقد دفعت معاناة الشعب الإندونيسي المرأة الإندونيسية إلى التحرك للعمل الجد- كما تقول الهداياتي- لإنشاء منظمة مسلمة باسم "الأخوات المسلمات" واختصارها "سالمة" (SALIMAH)، وذلك منذ 12 عاما في 31 محافظة إندونيسية، ويسهم في هذه المنظمة العديد من المسلمات المتطوعات بهدف تنمية وعي المرأة، وتثبيت الأسرة، ورعاية الأطفال، مشيرة إلى أن حوالي مليون نسمة استفادوا المشاريع المنظمة منذ إنشائها وحتى الآن.

وأوضحت الناشطة الإندونيسية في حديثها لموقع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن عدد سكان إندونيسيا يبلغ حوالي 237 مليون، وأن الفقر من أهم التحديات التي تعانيها البلاد لتأثيره الخطير على مستوى الخدمات التعليمية والصحية ، مشيرة إلى أن إندونيسيا تحتل في مؤشرات التنمية البشرية المرتبة 124 من مجموع 189 دولة، وأن هذه المرتبة تعد الأقل مقارنة بالدول المجاورة لإندونيسيا مثل سنغافورة وتايلاند وفلبين وبروني وفيتنام.

وعن دوافع تحمل المرأة الإندونيسية عزت الهداياتي أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تعيشها بلادها من الأسباب الرئيسة، بالإضافة إلى أن القرآن الكريم يحمل المرأة المسلمة مسؤولية الإسهام في بناء المجتمع، مصداقا للعديد من الآيات الكريمة منها قوله تعالى " الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِنَات بَعْضهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْض يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَ يُقِيمُونَ الصلَوةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَ يُطِيعُونَ اللَّهَ وَ رَسولَهُ أُولَئك سيرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" (التوبة: 71)، وقوله تعالى أيضا "وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصالِحَاتِ مِن ذَكر أَوْ أُنثى وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئك يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَ لا يُظلَمُونَ نَقِيراً" (النساء: 124)، وقوله تعالى "وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" (المائدة: 2)، فضلا عن التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين والصحابيات الجليلات.

وعن دور المرأة الإندونيسية في التنمية البشرية قالت ان هناك جهودا نسائية حثيثة في قطاعات التربية والصحة والتنمية الاقتصادية، كاشفة أن نسبة الأمية تصل إلى 33 في المائة ، وان نسبة الجامعيين لاتزيد على 5 في المائة ، وفي قطاع الصحة تتدني خدمة التطبيب، الى درجة ان عدد الأمهات المتوفيات أثناء الولادة وصل إلى 214 حالة في كل 100 ألف حالة الولادة، وهذا يعتبر العدد الأكبر في مستوى الوفيات بقارة آسيا، والخطير في الأمر أيضا أن عدد وفيات الأطفال دون الـ 5 سنوات وصل إلى 44 حالة في كل 1000 حالة في عام 2007، وفي قطاع التنمية الاقتصادية يتسلم حوالي 70 مليون فقير مساعدات غذائية، هذا في الوقت الذي يبلغ فيه عدد العاطلين عن العمل إلى 57 مليون نسمة.

وبالأرقام، تابعت رئيس منظمة (SALIMAH) رسم ملامح الحالة الإندونيسية في المجالات الاجتماعية والاقتصادية قائلا: من آثار الفقر أنه في عام 2010 شهدت إندونيسيا حوالي مليونين ونصف المليون حالة زواج، والكارثة أنة وقعت 250 ألف حالة الطلاق من هذا العدد، 40 في المائة منهم من الأزواج الجدد، مؤكدة أن الفقر يهز الأسرة ويسهم في تفكيكها وعدم استقرارها، وأن ظاهرة الطلاق تضاعف عدد الفقراء، وأن عدم استقرار الأسرة يؤدي الى تراجع دورها في المجتمع، وقد يؤدي ذلك إلى تنامي عنف الزوج ضد الزوجة وتعامل الأبوين بقسوة مع الأبناء.

وعن ظاهرة المخدرات ومضاعفاتها السلبية كأحد التحديات التي تؤرق الشعب الإندونيسي ذكرت – الهداياتي- ان عدد المتعاطين 3 ملايين و6 آلاف متعاط، وأن عدد ضحايا المخدرات الذين قضوا وصل إلى 15 ألف ضحية في كل سنة بمعدل 40 نسمة يوميا، ويرى الاختصاصيون أن هناك سببا رئيسا لهذه الظاهرة المؤسفة وهو ضعف مراقبة ورعاية الأبناء من قبل الآباء.

وفي رصدها للتحديات التي تواجه الشعب الإندونيسي أعربت عن أسفها قائلة: ان التقدم التكنولوجي أدي إلى انتشار الإباحية في أوساط الشباب ، كاشفة ان الإحصائيات تظهر أن زوار المواقع الإباحية في إندونيسيا يعدوا الأكثر زوارا في العالم، وأنه حسب الخبراء فإن تضرر المخ بسبب المشاهد الإباحية أكثر من تضرره بسبب المخدرات، ويؤثر انتشار هذه الإباحية على الانحلال الأخلاقي وانتشار الزنى في المجتمع يؤثر على انتشار إجهاض لدي الفتيات.

وعلقت – الهداياتي- على هذه الأخطار قائلة: إن هذا الوضع الاجتماعي والاقتصادي المتردي شجع المسلمات الإندونيسيات على العمل الجاد انطلاقا من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "خير الناس أنفعهم للناس"، مؤكدة انه لا خيار أمام المسلمة الواعية والداعية سوى التحرك لخدمة الناس والعمل على مواجهة هذه الظواهر المؤسفة.

وعن العوائق التي تحول دون أداء المرأة الإندونيسية لرسالتها بفاعلية، أوضحت ان البعض ما زال يشكك في قدرة المرأة المسلمة على أداء أي في بناء المجتمع، مشيرة إلى أن المرأة الإندونيسية تواجه مثل هذه المثبطات بالدراسات المكثفة المستندة إلى المبادئ الإسلامية والبراهين السديدة، ومن بينها إعداد دراسة علمية عن كتاب "تحرير المرأة في عهد الرسالة" الذي ألفه الدكتور محمود عبد الحليم أبو شقة، وهذا الكتاب من أهم المراجع التي تناولت قضايا المرأة المسلمة بفكر وسطي معتدل وخيارات فقهية تنتصر لأهمية تفاعل المرأة وإسهامها في خدمة المجتمع.

وأضافت: هناك أيضا تشكيك في قدرة المرأة المسلمة على القيام بدور إقليمي إسلامي، ونحاول التغلب على هذا العائق بتنمية وعي المرأة بضرورة أن يكون لها دور تجاه قضايا الأمة الإسلامية، على أن تؤدي دورا متوازنا بين مسؤولياتها الأسرية والزوجية، وأنشطتها الدعوية والخدمية، وأن تحسن ادارة وقتها، وتقديم برامج تدريبية لتأهيلها في المجالات المختلفة.

وفقنا الله لصالح القول والعمل، وفي الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل للداعية الاندونيسية/ نور الهداياتي ، لما تفضل به علينا من علمه الوفير راجين المولى تبارك وتعالى له دوام الصحة والعافية، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت