19 سبتمبر 2024 | 16 ربيع الأول 1446
A+ A- A
الاوقاف الكويت

د. عادل بصفر: إن اجتماع الكلمة والالتفاف حول القادة والعلماء هو الحصن الحصين وقت الفتن والأزمات

01 أكتوبر 2018

إن للوحدة واجتماع الكلمة شأن عظيم في الإسلام لا يخفى على عاقل، فالإيمان الذي جمع المسلمين على الحق، قد نسج فيما بينهم رابط متين من الأخوة والمحبة، ذابت به مختلف الأعراق والأجناس والثقافات في بوتقة الإسلام، وتلاشت العنصريات والعصبيات، ولم يبق إلا رابط الدين، من هنا يتأكد لكل ذي عقل أنه ليست ثمة قضية أجمع عليها المسلمون قديمًا وحديثًا مثلما أجمعوا على خطورة التفرُّق والتنازع والانقسام.

   حول أهمية اجتماع الكلمة ونبذ دعاوى الفرقة قال فضيلة الدكتور عادل عمر بصفر، الأستاذ المساعد في كلية العلوم والآداب بخليص، في المملكة العربية السعودية، أن المسلمين العقلاء هم من يعتصمون بحبل الله تعالى ويجتمعون على الخير، وينبذون أسباب الفرقة والاختلاف، فنحن أمةٌ واحدة، ربنا واحد، وديننا واحد، وقبلتنا واحدة، جمعنا الإسلام وألّف بين قلوبنا، ونزع العداوة والبغضاء من صدورنا، ووقانا شرور الجاهلية والعصبية، وجعل دعوتنا الأولى توحيد واتحاد، ومسعانا في الدنيا يقوم على الإخاء والتعاون، بيوت الله تجمعنا، وتحكيم شرع الله يشملنا، والمفاضلة بين الناس في مجتمعاتنا تكون فقط بتقوى الله والعمل الصالح.

   ولقد علمنا الشرع الحنيف أنه لا اجتماع إلا تحت مظلة هذا الدين، فمهما اجتمعنا تحت مظلة أخرى، فإن ذلك سيكون اجتماعا شكليا لا يدوم، وربما فاقت أضراره مصالحه على المدى الطويل، أما الاجتماع تحت مسمى وحدة الدين فهو الذي يبقى، وهو الذي يؤتي ثمرته في الدنيا، وجزاءه في الآخرة.

   إن دين الله هو دين الاجتماع والتوافق والخير، فإذا خرج الناس عن الإجماع إلى الآراء والأهواء والأفكار الهدامة، تفرقوا شيعا وأضدادا، وصار بعضهم عدوا لبعض، فما حلَّ بلاء في أمة، وما تفاقمت المشكلات في بلد من بلدان الدنيا، إلا نتيجة لتنازع أهله واختلافهم، فأينما حلت الأهواء نزل البلاء، ونزغ الشيطان بين الناس.

   من هنا ينبغي على كل مسلم أن يوصد الباب أمام كل دعاوى الفرقة والعداوة، وينأى بنفسه عن مواطن الاختلاف والتنازع، فالخلاف شرٌ كله، وعواقبه وخيمة على الفرد والجماعة.

   من أجل هذا فلنوحد الرأي ونقف صفا واحدا ضد من يريد أن ينال من أمننا وبلادنا، ولنثبت على نهج التوحيد الذي يجمعنا، فالأمة لا تصاب من الخارج وتلحقها الشدائد والفتن، إلا بعد أن تبتلى من الداخل، كما أن الحصن الحصين وقت الأزمات يكمن في الإيمان بالله وصدق التوكل عليه، وتفويض الأمور إليه، ثم بعد ذلك يكمن في تماسك المجتمع وتآزر أفراده، والتفافهم حول القادة والعلماء الذين لابد من حسن الظن بهم، فهم سياج الأمة وقت المِحن، وهم المرجع الشرعي وقت الفتن. 

   وأخيرا يقول فضيلة الدكتور أنه باجتماع الكلمة وألفة القلوب تتحقق مصالح الدنيا والدين، ويسود الأمن والعدل، وينتصف الضعفاء، ويتحقق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الْمُؤْمنُ للْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ، يشُدُّ بعضُه بعضَا" [رواه مسلم].
 

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت