10 نوفمبر 2024 | 08 جمادى الأولى 1446
A+ A- A
الاوقاف الكويت

د. توغلو: الردود السلبية على الإساءة للرسول تكرس صورا نمطية خاطئة في الذهنية الغربية (2/2)

25 نوفمبر 2012

ضمن مشروع التعريف الحضاري بالرسول عبر أحدث الوسائط المصورة والتفاعلية، أعدت منظمة النصرة العالمية بالتعاون مع الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وعدد من المؤسسات الإسلامية كتيبا تناول شهادات عدد من الغربيين عن الرسول صلى الله عليه وسلم وشمائله وشرح مبسط للسيرة النبوية، وكيف أصبح محمد نبيا ورسولا، وأجاب عن تساؤل ماذا أضاف الإسلام للبشرية وحقوق المرأة في الإسلام وكذلك حقوق الإنسان والحيوان، ودور الإسلام في المحافظة على البيئة.

وفي هذا السياق قال مدير المشروع د.حسام توغلو في الجزء الثاني من الحوار ان من واجب المسلمين  التحرك على الصعيدين الدعوي والاجتماعي عبر تكثيف حملات التعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم وابراز شمائله، والرد على الشبهات التي أثارها البعض، مؤكدا ضرورة التحرك على المسار الدولي قانونيا وسياسيا بهدف استصدار قانون يحظر التعرض للأنبياء والرسل والرموز الدينية.

وأكد د.توغلو أن الردود السلبية تسيء للإسلام والمسلمين بشكل أكبر بكثير من كونها وسيلة لإيصال رسالة غاضبة للغرب لاسيما أن الأخير يرى أن الإسلام هو دين عنف وتطرف، ومن ثم فان الردود السلبية تؤكد تلك الانطباعات غير الصحيحة وترسخها في الذهنية الغربية.

**لا شك أن مواضيع الكتيب متنوعة وشاملة..فهل راجعته مؤسسات وجهات شرعية؟

بالطبع فقد عرض الكتيب على وزارات الأوقاف وبعض المؤسسات الإسلامية في كثير من الدول كدولة الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية  ومملكة البحرين ودولة قطر ومصلحة الشئون الإسلامية في ماليزيا كما تم اعتماد الكتيب للتوزيع في دول أخرى كثيرة كأستراليا ونيوزيلاندة وجنوب أفريقيا وسنغافورة وبريطانيا.

والكتيب تم اعتماده بفضل الله من كثير من مؤسسات العمل الخيري والتعريف بالإسلام والتي قامت بطباعته وتوزيعه في مختلف دول العالم. كما أننا تلقينا اتصالات من المؤسسات الإسلامية في كثير من الدول الغربية وتمت طباعة كميات كبيرة منه وتوزيعها خلال نشاطات التعريف بالرسول عليه الصلاة والسلام  ونصرته في إيطاليا وبريطانيا وفرنسا وأستراليا وكثير من الدول

**ما عدد النسخ التي جرى طباعتها من هذا الكتيب وماذا عن أماكن توزيعه ؟

خلال عامين تم بفضل الله طباعة أكثر من ربع مليون نسخة من كتيب محمد المصور من خلال مؤسسات العمل الخيري والتي قامت بدورها بتوزيع الكتيب  في القارات الخمس أمريكا وأوروبا وآسيا وأفريقيا وأستراليا. وأود أن أنوه إلى أن الكتيب تم اعتماده للتوزيع في جنوب أفريقيا ضمن النشاطات الثقافية والتراثية المصاحبة لكأس العالم عام 2010 وقد تم توزيعه كذلك خلال أولمبياد لندن هذا العام.

**كيف يمكن لأهل الخير دعم مشروع التعريف الحضاري بالرسول صلى الله عليه وسلم؟

يمكن تحويل المساهمات في دولة الكويت للجان الخيرية والتي أطلقت حملات متنوعة لنصرة الرسول عليه الصلاة والسلام في كافة دول العالم كلجنة التعريف بالإسلام والأمانة العامة للعمل الخيري وجمعية الرحمة العالمية ولجان أخرى كثيرة.

كما يمكن تحويل المساهمات لحساب "مشروع طباعة وتوزيع كتيب محمد المصور" لدى الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية أو جمعية الشيخ عبدالله النوري.

** كيف ترى الرد المناسب والأنجع على الإساءات التي أطلقها بعض المغرضين ضد رسول الإسلام والإنسانية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟

لا بد من التحرك الفعال على جميع الصعد وأعني بذلك انطلاقا من محاور محددة ذات أهداف واضحة بدلا من الردود العفوية وغير المدروسة.  فعلى الصعيد الديني والاجتماعي لا بد من تكثيف حملات التعريف بالرسول عليه الصلاة والسلام والرد على الشبهات التي أثارها البعض. ويشمل ذلك عقد المؤتمرات والمنتديات الدولية والمعارض والنشاطات الهادفة للتعريف بالرسول عليه الصلاة والسلام وبتعاليمه الشريفة التي شكلت النواة للمقومات الأخلاقية للحضارة الإسلامية

وعلى الصعيد القانوني أو السياسي لا بد من التحرك الدولي لاستصدار قانون يحظر التعرض للأنبياء والرسل والرموز الدينية. وقد نجح اليهود في إصدار قانون يحظر كل من ينكر الهولوكوست واعتبار ذلك نوعا من العنصرية ومعاداة السامية. ولا شك إن التعرض لشخص الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فيه خروج صارخ عن حدود حرية التعبير لأنه يحرك مشاعر العداء والكراهية والسخرية من المسلمين.

في تقديرك ومن خلال احتكاكك الواسع بغير المسلمين في دول الغرب، ..ما دوافع مثل هذه الإساءات؟

قد تتنوع أهداف تلك الإساءات وربما تكون بسبب الجهل والصورة المشوهة التي تشكلت في أذهان بعض الغربيين عن الإسلام عبر عقود طويلة. وهذا قد يؤدي لتكرار تلك الإساءات والتي تزعم أن الإسلام هو مصدر العنف.

**كيف تقيم بعض الردود الخشنة على الإساءات وتأثيراتها؟

لا شك أنها تسيء للإسلام والمسلمين بشكل أكبر بكثير من كونها وسيلة لإيصال رسالة غاضبة للغرب فإذا اعتبرنا أن الغرب يرى أن الإسلام هو دين عنف وتطرف فإن تلك الردود تؤكد تلك الانطباعات الخاطئة وترسخها في أذهان أبناء الغرب لفترة طويلة.

ولنا في رسول الله أسوة حسنة فإنه لم يلجأ للعنف قط في رده الحكيم عليه الصلاة والسلام على إساءات المشركين والكفار. وفي حديث مسلم قال الرسول عليه الصلاة والسلام "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه  ولا ينزع من شيء إلا شانه" وفي رواية أخرى "إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف ومالا يعطى على مالا سواه.

فكيف لنبي قال هذا الكلام أن يتصرف أتباعه على عكس ما قال؟ . لقد قدم الله عز وجل الحكمة في الدعوة على غيرها حين قال عز من قائل " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن".

وفقنا الله لصالح القول والعمل، وفي الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل للدكتورة /حسام توغلو ، لما تفضلت به علينا من علمها  الوفير راجين المولى تبارك وتعالى لها دوام الصحة والعافية، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت