21 نوفمبر 2024 | 19 جمادى الأولى 1446
A+ A- A
الاوقاف الكويت

د. بسام الشطي: الأخوة في الله هي مصدر قوة المسلمين وعزتهم

16 مارس 2016

​إن الأخوة من أسمى القيم الإنسانية التي أرساها الإسلام من أجل الحفاظ على ترابط المجتمع وتماسك بنيانه، وتذخر كتب السير بالكثير من النصوص التي تحث على كل فعل وقول يقوي أواصر الأخوة بين المسلمين، وتنهى عن كل ما من شأنه أن ينال منها، ولأهمية قيمة الأخوة فقد وضع الإسلام مجموعة من الحقوق والواجبات يلتزمها كل فرد، ويعمل بمقتضى أوامرها ونواهيها باعتبارها إطار مرجعي يحكم العلاقة بين المسلمين.  

     حول موضوع الأخوة في الله، الحقوق والواجبات، تحدث الدكتور بسام الشطي، الأستاذ بقسم العقيدة والدعوة بجامعة الكويت، مؤكدا أن الأخوة كانت منذ عهد النبي هي مصدر قوة المسلمين وعزتهم، وسبب من أسباب توحيد صفوفهم وإعلاء رايتهم في مشارق الأرض ومغاربها، مشيرا إلى أنه لما كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يريد أن يخرج من مكة ليبلغ رسالة ربه تبارك وتعالى، ذهب إلى يثرب، وكان أول ما فعل بعد بناء المسجد، هو الصلح والمؤاخاة بين الأوس والخزرج، بعد عقود من الشقاق والعداوة، وسماهم الأنصار، ثم أتبع ذلك بالمؤاخاة بين الأنصار والمهاجرين، بين أهل المدينة أصحاب الأرض، والمهاجرين القادمين عليهم ليشاركونهم الأرض والدعوة والمصير المشترك، وبهذا أضاف النبي - صلى الله عليه وسلم- معنى جديدا للعلاقات الإنسانية لم يكن معروفا في الديانات السابقة؛ وهو الأخوة بغير صلة الدم والنسب، أخوة الدين التي وثقها محمد صلى الله عليه وسلم، وأقرها القرآن في الآية الكريمة {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَة} ٌالحجرات:10.  

 

لقد بذل النبي جل جهده لغرس معاني الأخوة بين المسلمين الأوائل، وتربية جيل الصحابة، وتعليمهم الفروق ما بين الواجبات والمندوبات، ونهيهم عن كل سلوك قد يعكر صفو الأخوة، أو يفتح مجالا ينزغ فيه الشيطان فيما بينهم.

يقول فضيلة الدكتور أننا عندما نتأمل حديث النبي - صلى الله عليه وسلم- عن واجبات المسلم على أخيه؛ (حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس.) متفق عليه، هنا نجد أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد أقر أن رد السلام واجب، لأنه مدعاة إلى التآلف وتقريب القلوب بعضها من بعض، وأقر أن عيادة المريض وإتباع الجنائز من الواجبات لأنها توثق عرى الأخوة، فمن حق المسلم على أخيه المواساة في كل مصاب، والمساندة في الملمات والظروف الطارئة.

كذلك من حق المسلم على أخيه أن ينصحه إذا طلب النصح، وأن يتق الله في هذه النصيحة، خاصة إذا ما وقع في إثم، وجب على أخيه أن يستره، وألا يشوه سمعته بين الناس، فكل ابن آدم خطاء،  وأن يلتمس له المشورة من العلماء والمشايخ الثقات، حتى يحصل على النصيحة السديدة، دون انفعال أو تسرع.

 

من القيم النبيلة بين إخوة الدين أيضا؛ حسن المعاملة، فقد أمرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن نحسن معاملة إخواننا في الله، خاصة العمالة والمرؤوسين، ومن وكَل أمرهم إلينا، وأن نتقي الله فيهم، وأن نتعاون فيما بيننا على الخير وعلى المحبة، لا على الإثم والعدوان.

يضيف فضيلة الدكتور الشطي أن من الأمور التي توجد في النفس الغضاضة، وتوقع البغضاء بين الناس أن يسعى المرء إلى أخذ ما لم يكن له، حسدا أو طمعا، يقول النبي: «لا يخطب الرجل على خطبة أخيه» وقد روي هذا النهي مقروناً بقول آخر للنبي - صلى الله عليه وسلم - : «لا يبيعن أحدكم على بيع أخيه»، رواه مسلم وابن ماجه، فهذه التصرفات تؤذي مشاعر المسلمين وتوغر صدورهم.

 

   من ناحية أخرى يؤكد الدكتور الشطي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد حذر من التهاون في أمر الدماء، حين قال في خطبة حجة الوداع : (َإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا) رواه مسلم.

 

ويختم الشيخ: حري بنا في هذا الزمان المليء بالفتن أن يكف المسلم لسانه عن الطعن والتجريح في أخيه المسلم، وألا يستهين المرء بتكفير أخاه والزعم بخروجه عن ملة الإسلام، دون بينة من كتاب الله وسنة نبيه.

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت