** تشكيل مجلس علمي عالمي لمتابعة تعليم القرآن الكريم عبر المستجدات التكنولوجية ووضع الضوابط اللازمة
** عالمنا المعاصر يشهد نهضة كبرى في تعلم وتعليم القرآن الكريم وعلى كل مخلص لكتاب الله تعالى أن يقف داعما ومؤيدا
** تخصيص غرف خاصة للنساء يشرف عليها معلمات يتمتعن بكفاءة عالية في التعليم والتعامل مع المستجدات التكنولوجية
** تقريب وتسهيل وعرض أحكام التجويد بواسطة الحاسب الآلي وكان لهذا المجال أثره الكبير جدا في تقريب هذا العلم وتيسيره للمبتدئين
** القرآن الكريم محور حياة الأمة ولا عجب أن نجد عندها اعتناءً كبيرا به - تلاوة وفهما وحفظا وعملا - وبخدمته من جميع الجوانب الممكنة
دعا مدير المركز الثقافي الإسلامي في الجامعة الأردنية د.أحمد خالد شكري إلى وضع ضوابط علمية وتقنية وشرعية لتعليم القرآن الكريم باستخدام المستجدات التكنولوجية بعد أن أصبحت واقعا، ولا مفر من التعامل معه، لتشكل الحد الأدنى من التنسيق بين العاملين في هذا الميدان الرحب.
كما رأى د. شكري في تناوله لهذه القضية ضرورة تشكيل مجلس علمي عالمي لمتابعة تعليم القرآن الكريم عبر المستجدات التكنولوجية، ووضع الضوابط اللازمة للعمل، وتوحيد خطط العمل أو التقريب بينها والإشراف على التنفيذ وتقويم المسيرة ومراقبة الإنجاز، مشيرا إلى أن القرآن الكريم هو محور حياة الأمة، ولا عجب أن نجد عندها اعتناءً كبيرا به - تلاوة وفهما وحفظا وعملا - وبخدمته من جميع الجوانب الممكنة.
النهضة الحديثة في تعليم القرآن
وأوضح د.شكري أن عالمنا المعاصر يشهد نهضة كبرى في تعلم وتعليم القرآن الكريم، وعلى كل مخلص لكتاب الله تعالى راغب في نشره ونشر علومه أن يقف مع هذه النهضة داعما ومؤيدا لها ومشاركا في بناء لبناتها، ومن أبرز مظاهرها:
1- كثرة المقبلين على تعلم القرآن الكريم، وكثرة المقبلين على حفظه، وكثرة من أتم الحفظ منهم.
2- الإقبال المتزايد على العلوم المتصلة بالقرآن الكريم كعلم القراءات وعلم رسم المصحف.
3- كثرة المؤلفات المنشورة في علوم القرآن وتفسيره، حيث يلحظ المتابع لحركة النشر والتأليف ظاهرة غزارة الملفات المتعلقة بالإسلام عموما وبالقرآن خصوصاً .
4- افتتاح أقسام خاصة بالقرآن الكريم في عدد من الجامعات، وافتتاح جامعات متخصصة في علوم القرآن الكريم ، وافتتاح معاهد متخصصة في تعليم القرآن الكريم وعلومه.
5- الإقبال على استخدام المستجدات التكنولوجية في تعليم القرآن الكريم.
6- انتشار مسابقات حفظ القرآن الكريم وتلاوته في دول كثيرة ومعظمها على المستوى الدولي .
7- غزارة المادة الإعلامية المتعلقة بالقرآن الكريم في القنوات الفضائية والإذاعات والتسجيلات بأعداد هائلة يصعب حصرها والإحاطة بها، ومنها التلاوات المسجّلة.
8- انتشار طبعات المصاحف بشكل كثير وفي بلدان عديدة، وبالروايات المتعددة، مع التنافس على إدخال الإضافات العلمية والتقنية الكثيرة إلى هذه المصاحف .
9- انتشار المقارئ الإلكترونية على نطاق واسع .
أنواع المستجدات التكنولوجية
وأشار إلى أن المستجدات التكنولوجية هي الأجهزة والأدوات التي تستخدم في عملية تخزين ومعالجة واسترجاع وبث المعلومات، وأهم مكوناتها الحواسيب، والبرمجيات، وقواعد البيانات، والشبكات، والإجراءات، والموارد البشرية، وأن التعليم الإلكتروني هو استخدام التقنية بجميع أنواعها في إيصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت وأقل جهد وأكبر فائدة، ومن أهم ميزات التعليم الإلكتروني كما – يرصدها د.شكري- الإقبال المتزايد من الناس على استخدام هذه الوسيلة، ووصولها إلى فئات كثيرة في المجتمعات، مخترقة الحدود الطبيعية والسياسية، وقلة كلفتها وسهولة استخدامها، وقلة الجهد المبذول فيها للوصول إلى عدد كبير من الناس واعتماد المتعلم على نفسه بشكل كبير، مما يؤدي إلى زيادة فاعليته ومهارته ، وإمكان تخصيص غرف خاصة للنساء يشرف عليها معلمات يتمتعن بكفاءة عالية في التعليم والتعامل مع المستجدات التكنولوجية، ويلحظ كثافة إقبال النساء على التعلم من خلال هذه الغرف .
مجالات استخدام المستجدات التكنولوجية
وأوضح د. شكري أن أشهر وأكثر مجالات استخدام المستجدات التكنولوجية في تعليم القرآن الكريم تظهر في المجالات التالية:
- تقريب وتسهيل وعرض أحكام التجويد بواسطة الحاسب الآلي، وكان لهذا المجال أثره الكبير جدا في تقريب هذا العلم وتيسيره للمبتدئين، وقد تعددت وسائل هذا المجال جدا، ومنها: استخدامُ صور مخارج الحروف المتحركة لتعليم هذه الجزئية المهمة من جزئيات علم التجويد، وكان معلمو هذا المبحث يعانون في السابق كثيرا مع طلبتهم في توضيح هذه المعلومات، واستخدامُ الصور المتحركة على هيئة أسئلة أو شرح لأحكام التجويد بأسلوب مشوق مرغّب ، واستخدامُ الألوان لتمييز أحكام التجويد، وفي هذا الأمر تيسير كبير على الراغبين في تعلم أحكام علم التجويد.
- تحفيظ القرآن الكريم بواسطة الحاسوب وفي البرامج المعدة لهذا الغرض خيارات متعددة يختار راغب الحفظ من بينها ما يعينه ويراه أقرب إلى طبيعته وقدرته على الحفظ.
- إنشاء برامج البحث في القرآن الكريم، وهي كثيرة ومتعددة ومتطورة .
- استخدام القلم الناطق للاستماع إلى تلاوات عدد من القراء المجيدين أثناء النظر في المصحف بتمرير القلم على الموضع المراد الاستماع إليه، وسماع معنى الآية أو إعرابها أو أوجه القراءات فيها، أو ترجمتها إلى عدة لغات أو تكرار الآية لحفظها .
- انتشار التعلم والتلاوة وتلقي علم التجويد والقراءات عن شيوخ الإقراء بواسطة المقارئ الإلكترونية، حيث أصبح من الممكن لكل راغب في التعلم وهو في منزله أن يجري اتصالا مع أحد مشايخ الإقراء ويبدأ التلقي عنه، وهذا الجانب كثر انتشاره والتوسع فيه إلى درجة احتاج معها إلى المتابعة والضبط.
- انتشار التسجيل الصوتي وتحويل كتب علم القراءات إلى نسخ إلكترونية تضم القراءات العشر الكبرى والصغرى بأسلوب إفراد القراءات وجمعها، وظهور موسوعات تعليم القراءات الإلكترونية بالروايات المختلفة، وفي عدد منها استخدام الألوان لتوضيح أوجه الاختلاف في القراءات من خلال تحديد لون لكل باب من أبواب أصول القراءات، وإضافة كثير من الفوائد إلى المصحف مثل: الإشارة إلى الاختلاف في عدّ الآي، وتلاوات صوتية بأوجه القراءات المتعددة، وإيراد الدليل على أوجه القراءة من متن الشاطبية أو الدرة .
- استخدام أجهزة حديثة لتعليم أحكام التجويد وإتقان جزئياته، ومن هذه الأجهزة:
• منظار الحنجرة، وفيه يتم الكشف عن وضع الوترين الصوتيين أثناء الكلام، مما يساعد على معرفة كيفية حدوث بعض الصفات، كالهمس والجهر، ويكشف مخارج الحروف الحلقية، وتحقيق المناطق التي لا تظهر بالعين كأقصى الحلق حيث مخرج الهمزة والهاء، كما يكشف منظار الحنجرة عن وضع غضروف الغلصمة أثناء نطق الحروف المفخمة.
• راسم الحنك الكهربائي: يكشف هذا الجهاز عن مخارج الحروف اللسانية، ويُظهر نقاط تلامس اللسان مع الحنك، كما يُظهر تحركات اللسان وانتقاله من مخرج إلى آخر.
• جهاز مقياس الغنة: يساعد هذا الجهاز على تحديد نسبة الغنة في الحروف الأنفية، ويكشف عيوب النطق المتعلقة بالغنة، كما يحدد نسبة الغنة عند حروف الإخفاء.
• جهاز التحليل الطيفي: يتم فيه عرض صورة مرئية للنطق تكشف عن خصائص الكلمة المنطوقة وصفاتها، ويفيد ذلك كثيرا في المقارنة بين نطق المتعلم والمعلم، فيكشف موضع الخلل في النطق من خلال الصورة الطيفية المرئية، كما يُنتفع من هذا الجهاز في قياس زمن أصوات الحروف، وزمن المدود بأجزاء الثانية، مما يعطي مقاييس دقيقة موثقة في مقادير المدود .
- صدور العديد من الموسوعات القرآنية المتخصصة في جوانب عديدة، منها ما يتعلق بالقراءات وعلوم القرآن ومنها ما يتعلق بالتفسير، ومنها على سبيل المثال: موقع المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية "مؤسسة آل البيت" حيث يحوي عددا كبيرا من كتب التفسير، والقراءات العشر، وكتبا أخرى في علوم القرآن الكريم ، والجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم، وهو قرص حاسوبي يحتوي على أكثر من مئة تفسير مرتبة زمنيا وحسب الموضوعات بكل مريح جدا .
- تعلم علم رسم المصحف "الرسم العثماني" وإتقان الفروق في الرسم بين الروايات حسب ما هو مروي في كتب الرسم، وفي بعض المواقع تم فصل الضبط عن الرسم، من خلال تمييز كل ما أضيف إلى الرسم من نقاط وعلامات ضبط وحركات وعلامات وقف ورؤوس الآي وغيرها، وتلوينها بلون مغاير للون مداد المصحف وهو السواد، ومن خلال هذا الإنجاز المتميز يمكن معالجة عدد من المسائل المختلف فيها بين علماء الرسم والضبط .
ضوابط استخدام المستجدات التكنولوجية
رأى د.شكري أن الضوابط العلمية استخدام المستجدات التكنولوجية تكمن في المعرفة الجيدة باستخدام الحاسب الآلي، وطريقة الاتصال بشبكة الانترنت، والإلمام بكيفية الدخول إلى غرفة الإقراء في المقرأة الإلكترونية، ومتابعة مواعيد الشرح والدروس النظرية، والقراءة في المقرأة الإلكترونية، ويلزم للتعامل الجيد مع الانترنت ومع الحاسوب الإلمام بقدر من اللغة الإنجليزية .
أما الضوابط التقنية المتعلقة بتعليم القرآن الكريم فعددها د.شكري كالتالي:
• أن يكون جهاز الحاسوب مجهزا بالتوصيلات اللازمة عند كل من المعلم والمتعلم، وأن يكون الاتصال بشبكة الانترنت بسرعة مناسبة لنقل الصوت والصورة بشكل واضح ومطابق للواقع، ووجود برنامج الاتصال الصوتي والمرئي المباشر، والتأكد من عمله قبل موعد الإقراء.
• أن يكون الصوت على درجة عالية من الوضوح، بحيث يسمع الشيخ الهمس والرخاوة والتفخيم والترقيق والتسهيل والروم والنبر والغنة وغيرها من أحكام التجويد والقراءات التي تحتاج إلى انتباه ودقة عالية، كالتمييز بين الفتح والتقليل والإمالة، والتمييز بين الحركة والاختلاس والروم والإشمام والسكون المحض، وأن يكون عند الدارس قدرة على استيعاب الملاحظات من الشيخ في هذه الأحكام الدقيقة وغيرها.
• في حال الاتصال المرئي يجب أن يتزامن ويتطابق نطق الحروف والكلمات مع شكل الشفتين قراءة ووقفاً.
• أن تكون سرعة الاتصال بشبكة الانترنت عالية تسمح بسماع الملاحظات مباشرة عند حصولها، وليس بعد أن يكون الدارس قد تجاوز محل الملاحظة إلى غيرها.
• عندما يتغير الصوت أو يتقطع بسبب وسيلة نقل الصوت أو يتضخم أو يتباطأ أو ينقطع جزء من الآية، فعلى الشيخ أن يطلب من الدارس إعادة المقطع مرة أخرى.
• إذا لم يستطع الدارس تمييز ملاحظة الشيخ مع تكرار نطقها وشرحها من قبل الشيخ، وعدم قدرة الدارس على نطقها بشكل صحيح وكان ذلك بسبب الوسيلة الصوتية في هذه الحالة تؤجل المعلومة إلى الجلسة التالية عندما تكون وسيلة الاتصال أكثر جودة.
وأضاف د. شكري هناك أيضا ضوابطُ خاصة بالإجازة عبر المقارئ الإلكترونية، وبيانها كالتالي:
• أن يتأكد الشيخ المجيز أن هذا الدارس هو الذي أكمل معه الختمة في مجالسها المختلفة، وذلك في حالات عدم حصول رؤية مباشرة بين الطرفين.
• أن يقرأ الدارس على معلمه بالرواية التي يختارها القرآن الكريم كاملا غيبا، واشترط عدد من أهل العلم أن يقرأ الدارس مقدارا لا يقل عن جزء من القرآن من خلال اللقاء المباشر مع الشيخ المجيز، وأن يعيد الدارس أمام معلمه بعض الأوجه الأدائية الدقيقة التي تحتاج إلى ضبط أكثر لندرة ورودها في القرآن كتسهيل الهمزات وإمالة الألفات والروم والإشمام، كل ذلك من باب التحوط للإجازة والاطمئنان إلى صحة نطق الدارس.
• يضاف إلى هذه الضوابط فيما يتعلق بالإجازة بالقراءات أن يكون الدارس حاصلا على إجازة برواية واحدة على الأقل بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يكون حافظا للمنظومة التي يريد التلقي من خلالها عالما بمعانيها، وأن يقرأ ختمة كاملة على شيخه بالشروط المذكورة عند أهل التخصص .
وفقنا الله لصالح القول والعمل، وفي الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل للدكتور/احمد شكري، لما تفضل به علينا من علمه الوفير راجين المولى تبارك وتعالى له دوام الصحة والعافية، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
** تشكيل مجلس علمي عالمي لمتابعة تعليم القرآن الكريم عبر المستجدات التكنولوجية ووضع الضوابط اللازمة
** عالمنا المعاصر يشهد نهضة كبرى في تعلم وتعليم القرآن الكريم وعلى كل مخلص لكتاب الله تعالى أن يقف داعما ومؤيدا
** تخصيص غرف خاصة للنساء يشرف عليها معلمات يتمتعن بكفاءة عالية في التعليم والتعامل مع المستجدات التكنولوجية
** تقريب وتسهيل وعرض أحكام التجويد بواسطة الحاسب الآلي وكان لهذا المجال أثره الكبير جدا في تقريب هذا العلم وتيسيره للمبتدئين
** القرآن الكريم محور حياة الأمة ولا عجب أن نجد عندها اعتناءً كبيرا به - تلاوة وفهما وحفظا وعملا - وبخدمته من جميع الجوانب الممكنة
دعا مدير المركز الثقافي الإسلامي في الجامعة الأردنية د.أحمد خالد شكري إلى وضع ضوابط علمية وتقنية وشرعية لتعليم القرآن الكريم باستخدام المستجدات التكنولوجية بعد أن أصبحت واقعا، ولا مفر من التعامل معه، لتشكل الحد الأدنى من التنسيق بين العاملين في هذا الميدان الرحب.
كما رأى د. شكري في تناوله لهذه القضية ضرورة تشكيل مجلس علمي عالمي لمتابعة تعليم القرآن الكريم عبر المستجدات التكنولوجية، ووضع الضوابط اللازمة للعمل، وتوحيد خطط العمل أو التقريب بينها والإشراف على التنفيذ وتقويم المسيرة ومراقبة الإنجاز، مشيرا إلى أن القرآن الكريم هو محور حياة الأمة، ولا عجب أن نجد عندها اعتناءً كبيرا به - تلاوة وفهما وحفظا وعملا - وبخدمته من جميع الجوانب الممكنة.
النهضة الحديثة في تعليم القرآن
وأوضح د.شكري أن عالمنا المعاصر يشهد نهضة كبرى في تعلم وتعليم القرآن الكريم، وعلى كل مخلص لكتاب الله تعالى راغب في نشره ونشر علومه أن يقف مع هذه النهضة داعما ومؤيدا لها ومشاركا في بناء لبناتها، ومن أبرز مظاهرها:
1- كثرة المقبلين على تعلم القرآن الكريم، وكثرة المقبلين على حفظه، وكثرة من أتم الحفظ منهم.
2- الإقبال المتزايد على العلوم المتصلة بالقرآن الكريم كعلم القراءات وعلم رسم المصحف.
3- كثرة المؤلفات المنشورة في علوم القرآن وتفسيره، حيث يلحظ المتابع لحركة النشر والتأليف ظاهرة غزارة الملفات المتعلقة بالإسلام عموما وبالقرآن خصوصاً .
4- افتتاح أقسام خاصة بالقرآن الكريم في عدد من الجامعات، وافتتاح جامعات متخصصة في علوم القرآن الكريم ، وافتتاح معاهد متخصصة في تعليم القرآن الكريم وعلومه.
5- الإقبال على استخدام المستجدات التكنولوجية في تعليم القرآن الكريم.
6- انتشار مسابقات حفظ القرآن الكريم وتلاوته في دول كثيرة ومعظمها على المستوى الدولي .
7- غزارة المادة الإعلامية المتعلقة بالقرآن الكريم في القنوات الفضائية والإذاعات والتسجيلات بأعداد هائلة يصعب حصرها والإحاطة بها، ومنها التلاوات المسجّلة.
8- انتشار طبعات المصاحف بشكل كثير وفي بلدان عديدة، وبالروايات المتعددة، مع التنافس على إدخال الإضافات العلمية والتقنية الكثيرة إلى هذه المصاحف .
9- انتشار المقارئ الإلكترونية على نطاق واسع .
أنواع المستجدات التكنولوجية
وأشار إلى أن المستجدات التكنولوجية هي الأجهزة والأدوات التي تستخدم في عملية تخزين ومعالجة واسترجاع وبث المعلومات، وأهم مكوناتها الحواسيب، والبرمجيات، وقواعد البيانات، والشبكات، والإجراءات، والموارد البشرية، وأن التعليم الإلكتروني هو استخدام التقنية بجميع أنواعها في إيصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت وأقل جهد وأكبر فائدة، ومن أهم ميزات التعليم الإلكتروني كما – يرصدها د.شكري- الإقبال المتزايد من الناس على استخدام هذه الوسيلة، ووصولها إلى فئات كثيرة في المجتمعات، مخترقة الحدود الطبيعية والسياسية، وقلة كلفتها وسهولة استخدامها، وقلة الجهد المبذول فيها للوصول إلى عدد كبير من الناس واعتماد المتعلم على نفسه بشكل كبير، مما يؤدي إلى زيادة فاعليته ومهارته ، وإمكان تخصيص غرف خاصة للنساء يشرف عليها معلمات يتمتعن بكفاءة عالية في التعليم والتعامل مع المستجدات التكنولوجية، ويلحظ كثافة إقبال النساء على التعلم من خلال هذه الغرف .
مجالات استخدام المستجدات التكنولوجية
وأوضح د. شكري أن أشهر وأكثر مجالات استخدام المستجدات التكنولوجية في تعليم القرآن الكريم تظهر في المجالات التالية:
- تقريب وتسهيل وعرض أحكام التجويد بواسطة الحاسب الآلي، وكان لهذا المجال أثره الكبير جدا في تقريب هذا العلم وتيسيره للمبتدئين، وقد تعددت وسائل هذا المجال جدا، ومنها: استخدامُ صور مخارج الحروف المتحركة لتعليم هذه الجزئية المهمة من جزئيات علم التجويد، وكان معلمو هذا المبحث يعانون في السابق كثيرا مع طلبتهم في توضيح هذه المعلومات، واستخدامُ الصور المتحركة على هيئة أسئلة أو شرح لأحكام التجويد بأسلوب مشوق مرغّب ، واستخدامُ الألوان لتمييز أحكام التجويد، وفي هذا الأمر تيسير كبير على الراغبين في تعلم أحكام علم التجويد.
- تحفيظ القرآن الكريم بواسطة الحاسوب وفي البرامج المعدة لهذا الغرض خيارات متعددة يختار راغب الحفظ من بينها ما يعينه ويراه أقرب إلى طبيعته وقدرته على الحفظ.
- إنشاء برامج البحث في القرآن الكريم، وهي كثيرة ومتعددة ومتطورة .
- استخدام القلم الناطق للاستماع إلى تلاوات عدد من القراء المجيدين أثناء النظر في المصحف بتمرير القلم على الموضع المراد الاستماع إليه، وسماع معنى الآية أو إعرابها أو أوجه القراءات فيها، أو ترجمتها إلى عدة لغات أو تكرار الآية لحفظها .
- انتشار التعلم والتلاوة وتلقي علم التجويد والقراءات عن شيوخ الإقراء بواسطة المقارئ الإلكترونية، حيث أصبح من الممكن لكل راغب في التعلم وهو في منزله أن يجري اتصالا مع أحد مشايخ الإقراء ويبدأ التلقي عنه، وهذا الجانب كثر انتشاره والتوسع فيه إلى درجة احتاج معها إلى المتابعة والضبط.
- انتشار التسجيل الصوتي وتحويل كتب علم القراءات إلى نسخ إلكترونية تضم القراءات العشر الكبرى والصغرى بأسلوب إفراد القراءات وجمعها، وظهور موسوعات تعليم القراءات الإلكترونية بالروايات المختلفة، وفي عدد منها استخدام الألوان لتوضيح أوجه الاختلاف في القراءات من خلال تحديد لون لكل باب من أبواب أصول القراءات، وإضافة كثير من الفوائد إلى المصحف مثل: الإشارة إلى الاختلاف في عدّ الآي، وتلاوات صوتية بأوجه القراءات المتعددة، وإيراد الدليل على أوجه القراءة من متن الشاطبية أو الدرة .
- استخدام أجهزة حديثة لتعليم أحكام التجويد وإتقان جزئياته، ومن هذه الأجهزة:
• منظار الحنجرة، وفيه يتم الكشف عن وضع الوترين الصوتيين أثناء الكلام، مما يساعد على معرفة كيفية حدوث بعض الصفات، كالهمس والجهر، ويكشف مخارج الحروف الحلقية، وتحقيق المناطق التي لا تظهر بالعين كأقصى الحلق حيث مخرج الهمزة والهاء، كما يكشف منظار الحنجرة عن وضع غضروف الغلصمة أثناء نطق الحروف المفخمة.
• راسم الحنك الكهربائي: يكشف هذا الجهاز عن مخارج الحروف اللسانية، ويُظهر نقاط تلامس اللسان مع الحنك، كما يُظهر تحركات اللسان وانتقاله من مخرج إلى آخر.
• جهاز مقياس الغنة: يساعد هذا الجهاز على تحديد نسبة الغنة في الحروف الأنفية، ويكشف عيوب النطق المتعلقة بالغنة، كما يحدد نسبة الغنة عند حروف الإخفاء.
• جهاز التحليل الطيفي: يتم فيه عرض صورة مرئية للنطق تكشف عن خصائص الكلمة المنطوقة وصفاتها، ويفيد ذلك كثيرا في المقارنة بين نطق المتعلم والمعلم، فيكشف موضع الخلل في النطق من خلال الصورة الطيفية المرئية، كما يُنتفع من هذا الجهاز في قياس زمن أصوات الحروف، وزمن المدود بأجزاء الثانية، مما يعطي مقاييس دقيقة موثقة في مقادير المدود .
- صدور العديد من الموسوعات القرآنية المتخصصة في جوانب عديدة، منها ما يتعلق بالقراءات وعلوم القرآن ومنها ما يتعلق بالتفسير، ومنها على سبيل المثال: موقع المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية "مؤسسة آل البيت" حيث يحوي عددا كبيرا من كتب التفسير، والقراءات العشر، وكتبا أخرى في علوم القرآن الكريم ، والجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم، وهو قرص حاسوبي يحتوي على أكثر من مئة تفسير مرتبة زمنيا وحسب الموضوعات بكل مريح جدا .
- تعلم علم رسم المصحف "الرسم العثماني" وإتقان الفروق في الرسم بين الروايات حسب ما هو مروي في كتب الرسم، وفي بعض المواقع تم فصل الضبط عن الرسم، من خلال تمييز كل ما أضيف إلى الرسم من نقاط وعلامات ضبط وحركات وعلامات وقف ورؤوس الآي وغيرها، وتلوينها بلون مغاير للون مداد المصحف وهو السواد، ومن خلال هذا الإنجاز المتميز يمكن معالجة عدد من المسائل المختلف فيها بين علماء الرسم والضبط .
ضوابط استخدام المستجدات التكنولوجية
رأى د.شكري أن الضوابط العلمية استخدام المستجدات التكنولوجية تكمن في المعرفة الجيدة باستخدام الحاسب الآلي، وطريقة الاتصال بشبكة الانترنت، والإلمام بكيفية الدخول إلى غرفة الإقراء في المقرأة الإلكترونية، ومتابعة مواعيد الشرح والدروس النظرية، والقراءة في المقرأة الإلكترونية، ويلزم للتعامل الجيد مع الانترنت ومع الحاسوب الإلمام بقدر من اللغة الإنجليزية .
أما الضوابط التقنية المتعلقة بتعليم القرآن الكريم فعددها د.شكري كالتالي:
• أن يكون جهاز الحاسوب مجهزا بالتوصيلات اللازمة عند كل من المعلم والمتعلم، وأن يكون الاتصال بشبكة الانترنت بسرعة مناسبة لنقل الصوت والصورة بشكل واضح ومطابق للواقع، ووجود برنامج الاتصال الصوتي والمرئي المباشر، والتأكد من عمله قبل موعد الإقراء.
• أن يكون الصوت على درجة عالية من الوضوح، بحيث يسمع الشيخ الهمس والرخاوة والتفخيم والترقيق والتسهيل والروم والنبر والغنة وغيرها من أحكام التجويد والقراءات التي تحتاج إلى انتباه ودقة عالية، كالتمييز بين الفتح والتقليل والإمالة، والتمييز بين الحركة والاختلاس والروم والإشمام والسكون المحض، وأن يكون عند الدارس قدرة على استيعاب الملاحظات من الشيخ في هذه الأحكام الدقيقة وغيرها.
• في حال الاتصال المرئي يجب أن يتزامن ويتطابق نطق الحروف والكلمات مع شكل الشفتين قراءة ووقفاً.
• أن تكون سرعة الاتصال بشبكة الانترنت عالية تسمح بسماع الملاحظات مباشرة عند حصولها، وليس بعد أن يكون الدارس قد تجاوز محل الملاحظة إلى غيرها.
• عندما يتغير الصوت أو يتقطع بسبب وسيلة نقل الصوت أو يتضخم أو يتباطأ أو ينقطع جزء من الآية، فعلى الشيخ أن يطلب من الدارس إعادة المقطع مرة أخرى.
• إذا لم يستطع الدارس تمييز ملاحظة الشيخ مع تكرار نطقها وشرحها من قبل الشيخ، وعدم قدرة الدارس على نطقها بشكل صحيح وكان ذلك بسبب الوسيلة الصوتية في هذه الحالة تؤجل المعلومة إلى الجلسة التالية عندما تكون وسيلة الاتصال أكثر جودة.
وأضاف د. شكري هناك أيضا ضوابطُ خاصة بالإجازة عبر المقارئ الإلكترونية، وبيانها كالتالي:
• أن يتأكد الشيخ المجيز أن هذا الدارس هو الذي أكمل معه الختمة في مجالسها المختلفة، وذلك في حالات عدم حصول رؤية مباشرة بين الطرفين.
• أن يقرأ الدارس على معلمه بالرواية التي يختارها القرآن الكريم كاملا غيبا، واشترط عدد من أهل العلم أن يقرأ الدارس مقدارا لا يقل عن جزء من القرآن من خلال اللقاء المباشر مع الشيخ المجيز، وأن يعيد الدارس أمام معلمه بعض الأوجه الأدائية الدقيقة التي تحتاج إلى ضبط أكثر لندرة ورودها في القرآن كتسهيل الهمزات وإمالة الألفات والروم والإشمام، كل ذلك من باب التحوط للإجازة والاطمئنان إلى صحة نطق الدارس.
• يضاف إلى هذه الضوابط فيما يتعلق بالإجازة بالقراءات أن يكون الدارس حاصلا على إجازة برواية واحدة على الأقل بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يكون حافظا للمنظومة التي يريد التلقي من خلالها عالما بمعانيها، وأن يقرأ ختمة كاملة على شيخه بالشروط المذكورة عند أهل التخصص .
وفقنا الله لصالح القول والعمل، وفي الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل للدكتور/احمد شكري، لما تفضل به علينا من علمه الوفير راجين المولى تبارك وتعالى له دوام الصحة والعافية، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.