20 سبتمبر 2024 | 17 ربيع الأول 1446
A+ A- A
الاوقاف الكويت

د.المرصفي: المناسبات الوطنية تعزز قيم الحس الوطني والانتماء والولاء

04 مارس 2012

* الله تعالى فطر الإنسان على حب الوطن الذي وُلد فيه، وتعلم في مدارسه، وعمل في مؤسساته، وأكل من خيراته

* الإسلام يعتبر أن من مات دون وطنه شهيدا وعلى أبناء الوطن أن يحرصوا على تنمية مقدراته والحفاظ على ممتلكاته

* الكويت من الدول الرائدة في دعم العمل الإسلامي والنشاط الإنساني في جميع أنحاء العالم

* لابد من دعم الوحدة الوطنية وتقوية الأواصر بين جميع مكونات الوطن، ونبذ الفرقة والمذهبية

حب الوطن ليس مجرد شعارات رنانة أو أحاسيس جوفاء، أو لافتات باهتة، وإنما فطرة غريزية متأصلة في في النفوس، ومتجذرة في الوجدان، ودافعة للعمل الخلاق الذي يستهدف رفعة الوطن والاعتزاز بالانتماء إليه والاستعداد للتضحية من أجله، وتعزيز لحمته الوطنية.

وفي هذا السياق شدد أستاذ الحديث وعلومه بكلية الشريعة جامعة الكويت سابقا الدكتور سعد المرصفي على أهمية المناسبات الوطنية في إحياء الحس الوطني، وتعزيز قيمة الانتماء لدى الشعوب واستذكار مسيرة كفاح الأوائل والشهداء الذين كان لهم الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في إجلاء المستعمر، ورفع راية الحرية والأمن والاستقلال خفاقة عالية في سماء الوطن.

وقال د.المرصفي- في معرض تعليقه على احتفالات الكويت باليوم الوطني وذكرى التحرير- إن الله فطر الإنسان على حب الوطن الذي وُلد فيه، وتعلم في مدارسه، وعمل في مؤسساته، وأكل من خيراته، وشرب من مائه، ونشأ على أرضه، واستظل بسمائه، وارتبط به طفلا وشابا وشيخا، مؤكدا أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ضرب أروع الأمثلة في تعليم أمته الانتماء للأوطان، ومن مواقفه المشهودة أنه عندما أخرجته قريش من مكة وقف على مشارفها، والتفت إلي وديانها وتلالها وجبالها قائلا: " أما والله إني لأعلم أنك أحب بلاد الله إلي وأكرمها على الله، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت"، والواقع أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يترك وطنه إلا مضطرا بعد أن حال كفار قريش بينه وبين تبليغ رسالة الإسلام، حيث اختار الهجرة إلى المدينة ليرفع راية الدين بما له من مكانة محورية في حياة المسلم، وعندما استقر في المدينة ارتبط بها ارتباطا وثيقا، وآخى بين المهاجرين والأنصار.

وأضاف د.المرصفي: حينما نتحدث عن الكويت في مناسباتها الوطنية فإننا نراها من الدول الإسلامية الداعمة بقوة للعمل الإسلامي والعمل الخيري في جميع أنحاء العالم، وهى من الدول السباقة إلى إقامة المؤتمرات الإسلامية واستضافة علماء الأمة من جميع أنحاء العالم الإسلامي، وهي أيضا من الدول التي تتميز بإيلاء المساجد وعمارتها اهتماما خاصا، كما تهتم الكويت بمراكز ودور حفظ القرآن الكريم والمؤسسات الخيرية بشكل كبير، وتحظى هذه المؤسسات بدعم جميع أبناء الكويت أميرا وحكومة وشعبا.

وحول واجب المواطنين نحو وطنهم، قال د. المرصفي إن الإسلام يهتم بالوطن ويعتبر أن من مات دون وطنه شهيدا، وعلى أبناء الوطن أن يحرصوا على تنمية مقدراته، والحفاظ على ممتلكاته ومؤسساته ومنشآته، والعمل من أجل تقدمه ورقيه وازدهاره، والتفاني في خدمته، والتضحية من أجله، والتصدي للتحديات والأخطار المحدقة به، وعن الوطن ومكانته، وفي هذا الشأن، يقول الداعية الراحل الشيخ محمد الغزالي: "والبشر يألفون أرضهم على ما بها، ولو كانت قفرًا مستوحشًا، وحب الوطن غريزة متأصلة في النفوس، تجعل الإنسان يستريح إلى البقاء فيه، ويحن إليه إذا غاب عنه، ويدافع عنه إذا هُوجم، ويغضب له إذا انتقص".

وأكد أن حب الوطن قيمة إسلامية وإيمانية عظيمة من مظاهرها وتجلياتها ما يلي:

أولا: الدعاء للوطن بكل خير و أمن وسخاء ورخاء، وسائر ديار المسلمين، فقد دعا الرسول صلى الله عليه وسلم لوطنه قائلا: "اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة".

ثانيا: دعم الوحدة الوطنية وتقوية الأواصر بين جميع مكونات الوطن، ونبذ الفرقة والعنصرية والمذهبية وإثارة النعرات.

ثالثا: تأمين الجبهة الداخلية، تأسيا بالرسول صلى الله عليه وسلم الذي وقع معاهدة بين المسلمين وغيرهم من سكان المدينة النصارى و اليهود والمشركين.

رابعا: تنمية صلة الأرحام، لقوله تعالى (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22)) (محمد).

خامسا: الإحسان للجيران، فعن أبي هريرةَ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَن لا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ"، هذا إلى جانب حب الخير لإخوانه من أبناء وطنه، قال صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدُكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّه لنفسه".

سادسا: ترسيخ قيمة التعاون: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)، وللإمام محمد رشيد رضا رحمه الله قول عظيم في هذا الصدد "نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه"، وبعض العلماء أضاف إلى هذا المعني "ولنتحاور فيما اختلفنا فيه".

سابعا: تمتين العلاقات مع شركاء الوطن من غير المسلمين على قاعدة البر والقسط والإحسان إليهم ، قال تعالى" لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ"

ثامنا: التخلي عن الحقد والضغينة والأنانية والانتهازية، وغيرها من الأخلاق والسلوكيات والممارسات السلبية.

تاسعا: الدفاع عن الوطن ضد أي هجمة تستهدف هويته أو ترابه أو مكوناته، وحمايته من التهديدات والمخاطر التي تهدد الوحدة الوطنية.

وفقنا الله لصالح القول والعمل، وفي الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل للدكتور/ سعد المرصفي ، لما تفضل به علينا من علمه الوفير راجين المولى تبارك وتعالى له دوام الصحة والعافية، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت