20 سبتمبر 2024 | 17 ربيع الأول 1446
A+ A- A
الاوقاف الكويت

داعية إسلامي: التيار الإسلامي الوسطي يسعى لاحتواء الأزمة الصومالية

27 مايو 2012
  • الصومال تشهد أوضاع إنسانية كارثية بفعل الاضطرابات الأمنية والسياسية وموجة الجفاف والمجاعة
  • الجهل سبب رئيس في استمرار أزمة بلادي وأدعو إلى دعم منظومة التعليم
  • الصومال المستقل والمستقر سند قوي وظهير استراتيجي للأمتين العربية والإسلامية
  • الصحوة الإسلامية في إفريقيا والدعم الخيري الخليجي زاد إيمان الشعب الصومالي بأمته ودينه وعروبته

أشاد الداعية الإسلامي ومدير مؤسسة زمزم الإغاثية بالصومال شعيب عبد اللطيف شيخ بجهود المؤسسات الخيرية العربية والإسلامية، وفي مقدمتها الجمعيات الخيرية الكويتية ومنظمة التعاون الإسلامي واتحاد الأطباء العرب ووزارة الأوقاف الكويتية التي لم تدخر وسعا في بذل الوسع من أجل اغاثة الشعب الصومالي المنكوب بفعل موجة الجفاف والتصحر والنزاعات الأهلية التي أتت على الأخضر واليابس,

وقال شعيب شيخ مدير مؤسسة زمزم التي أسست عام 1992 وتعتبر أكبر مؤسسة صومالية تعمل في مجال الإغاثة ، وتركز خدماتها في مجال الإغاثة والتنمية المجتمعية والتعليم، ان مؤسستنا تعمل في جميع الأراضي الصومالية، ولدينا مكتب في أرجليسه بكينيا، يعمل في إغاثة اللاجئين الصوماليين في المخيمات، ونعمل في مجالات الإغاثة والطوارئ ومجال التعليم والصحة ورعاية الأيتام وحفر الآبار وتوفير مياه صالحة للشرب وكذلك المشاريع التنموية المختلفة، مشيرا إلى أن المؤسسة أقيمت بجهود ذاتية صومالية في 1992 بعد انهيار الحكومة الصومالية المركزية للتواصل التعاون مع مؤسسات المجتمع المحلي والتعاون مع المنظمات الخيرية والإسلامية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

الأوضاع الإنسانية

وعن الوضع الإنساني في الصومال، قال شعيب شيخ ان بلاده تشهد تداعيات كارثية للاضطرابات الأمنية والسياسية وموجة الجفاف والمجاعة، وهو الأمر الذي ترتب عليه تفاقم الوضع الإنساني بصورة كبيرة، مشيرا الى ان هناك تحسن نسبي في الوضع الإنساني بعد هطول الأمطار الغزيرة في البلاد، وبفضل الله ثم الإغاثات التي قدمت من دول العالم وخاصة دولة الكويت، لكن مع ذلك هناك مشاكل كبيرة جداً يواجهها النازحون في المخيمات في مقديشيو وحولها وكذلك علي الحدود الصومالية الكينية والأثيوبية ..

وأردف قائلا: هذه المناطق كلها تعتبر مناطق أزمة لأن الناس الذين عادوا إلى بيوتهم قراهم تحسن وضعهم إلي حد ما، لكن الذين بقوا في المعسكرات ما زالوا يعانون من ظروف شديدة الصعوبة، داعيا المؤسسات الخيرية في العالم الإسلامي إلى مساعدة هؤلاء النازحين حتى يعودوا إلي قراهم ومناطقهم الأصلية، ويكونوا فاعلين في المجتمع، خاصة أن المشاريع التنموية مثل الآبار ما زالت قليلة جداً وهناك أزمة حادة في المياه تتكرر وشديد نقص في الخدمات في ظل غياب الحكومة ومؤسسات الدولة.

وحول العمل الإنساني في ظل التحديات الأمنية، قال شعيب شيخ: نحن مؤسسة صومالية ، ونعرف كيف نتخير المسارات الآمنة، للوصول للفقراء والمعوزين، وتتميز مؤسستنا بأن جميع العاملين في كل مرافقها صوماليون، ومن ثم فنحن نعمل بصورة طبيعية، ونعرف كيف نتعامل مع مثل هذه الأوضاع الصعبة، مشيرا إلى أن المؤسسات القادمة من الخارج تعاني بعض الإشكاليات وعليها أن تتعامل مع المؤسسات المحلية،ومؤسسة زمزم من المؤسسات الوطنية التي لا تتدخل في السياسة وليست طرفا في أى نزاع.

دور الحركة الإسلامية في الأزمة

وعن دور الحركة الإسلامية الوسطية في الصومال أكد سعيها الحثيث لدعم الاستقرار الأمني والسياسي وإيقاف التداعيات الكارثية الذي تتعدد ألوانها في الصومال سواء على صعيد النزاعات والحروب الأهلية، أو الوضع الإنساني ،وذلك بالتعاون مع المصلحين الصوماليين الإسلاميين والوطنيين وكل من له دور ويريد أن يكون له دور في الوضع السياسي بعيداً عن القوة وحمل السلاح والنزاع الأهلي

وعن طبيعة حياة الصوماليين في ظل هذه التحديات المستمرة منذ أكثر من ربع قرن، أوضح مدير مؤسسة زمزم أنه بحكم عمله في إغاثة المتضررين وتنمية البلد، يري أن أزمة عدم استقرار الصومال تكمن في عدم وجود تنمية ، فغياب الدولة وانهيارها منذ العام 1991 وغياب المؤسسات حول ملايين الشعب إلى عاطلين عن العمل ، واكتفى معظم الشعب بأعمال بسيطة يقتات منها، فيما توجه كثير من الشباب إلى أعمال السلب والنهب وتحول البعض الآخر إلى العمل المسلح لفرض سيطرته على بعض المناطق أو للحصول على المال، وذهب البعض لأعمال القرصنة والعصابات....وأعتقد أنه بعمل مشاريع تنموية نموذجية وتوفير فرص عمل للشباب يكون جزءا كبيرا جداً في عملية الاستقرار في البلد قد تحققت.

الوضع التعليمي

وبشأن الواقع التعليمي في الصومال قال انه صعب جداً حيث لاتوجد أجهزة رسمية تدير التعليم سواء في المراحل الأساسية أو المراحل العليا ، ومن ثم فالجهود المتاحة في هذا المجال أهلية ، ونستطيع القول أنه في 15 سنة الأخيرة وبعد الإفاقة من الأزمة، بدأت هناك جهود محلية، تبلورت في إنشاء مدارس و منظمات وروابط لهذه المدارس تعمل وتراقب المنهج وتراقب الامتحانات، وهي بمثابة المرجعية لهذه المدارس أوالحصن الذي يحمي هذه المدارس وبعد ذلك تكونت جامعات ومدارس منظمة وبمستويات جيدة نسبيا، لكن المشكلة أن المدارس غير منتشرة في كل المناطق والجامعات دون المستوي المطلوب، كما أن الوسائل التعليمية والمناهج التعليمية تحتاج إلي تنقيح وترتيب ومراجعة.

وشدد على أهمية دعم التعليم بالصومال، لأن الجهل يعتبر سببا رئيسا في استمرار الأزمة الصومالية، ومن هذا المنطلق ندعو إلى التكاتف لدعم منظومة التعليم في الصومال وتقويتها وتطويرها، وإعادة الصومال لحضن أمته العربية والإسلامية بلدا مستقرا آمنا.

الهوية الإسلامية

وحول الجهود الثقافية والتوعوية للحفاظ علي الهوية الإسلامية في بلاده، قال ان الشعب الصومالي مسلم بنسبة مائة في المائة ويمتلك من القدرات ما يستطيع أن يقاوم الأفكار التي لا يؤمن بها، كما أن الصحوة الإسلامية في إفريقيا ودعم أهل الخير من الخليجيين زاد إيمان الشعب الصومالي بأمته ودينه وعروبته، ويقظته لمحاولات استهداف عقيدته ودينه من قبل بعض المؤسسات الغربية.

وثمن شعيب شيخ مساندة الشعوب العربية والإسلامية للشعب الصومالي في أزماته بحكم أن الصومال جزء من العالم العربي والإسلامي، مطالبا بالتكاتف العربي لحل أزمة الصومال، وبذل المزيد من الجهد الشعبي عبر المنظمات وعبر العاملين في داخل الصومال في مجال التنمية والإغاثة ومساعدة المحتاجين، لأن الصومال المستقل والمستقر يعد سندا قويا وظهيرا استراتيجيا للعالم العربي والأمة الإسلامية، لاسيما ان العالم العربي يستطيع أن يساعد الصومال معنوياً وسياسياً ومالياً وانسانيا وتنمويا.

وفقنا الله لصالح القول والعمل، وفي الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل للداعية الإسلامي/ شعيب عبداللطيف شيخ ، لما تفضل به علينا من علمه الوفير راجين المولى تبارك وتعالى له دوام الصحة والعافية، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت