10 نوفمبر 2024 | 08 جمادى الأولى 1446
A+ A- A
الاوقاف الكويت

الناشطة الإسلامية شذى المشري: المرأة المسلمة قادرة على تقديم صورة حضارية في المحافل الدولية

04 سبتمبر 2012

** القدرة على العطاء والنضج الفكري والمؤهلات العلمية والخبرات المهنية ..من معايير المرأة القيادية

** نستعد لعقد مؤتمر عالمي بمناسبة يوم المرأة العالمي بمشاركة نخبة من العلماء والفقهاء والمختصين في العالم

** المرأة الناشطة في العمل الخيري جديرة بالتعامل مع قضايا المرأة والطفل في حالات العمل الإغاثي

 

  السيدة شذى المشري واحدة من الكوادر النسائية الكويتية اللائي لهن خبرة واسعة في مجال العمل الخيري، وتقلبت في عدد من الأعمال ذات الصلة بالعمل الوقفي والتطوعي والتخطيط الاستراتيجي.

وتفعيلاً لدور المرأة المسلمة القيادية في العمل الخيري اختارت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية السيدة المشري ضمن 9 كوادر نسائية من مختلف أنحاء العالم الإسلامي عضوا في الجمعية العامة، الأمر الذي يعد تطوراً جديداً في فكر الهيئة الخيرية ونظرتها لأهمية دور المرأة وقدرتها على العطاء والعمل بفاعلية في الميدان الإنساني.

وفي هذا الحوار أكدت المشري أن اختيار المرأة عضواً في الجمعية العامة خطوة متميزة وبادرة أمل لجميع مؤسسات ومنظمات العمل الخيري الإسلامي محلياً وعالمياًن معتبرة أن الخبرة والكفاءة والقدرة على العطاء والنضج الفكري والاستعداد للتعامل مع مستجدات العصر ومواكبته علمياً ومهنياً... من معايير اختيار القياديين.

وأضافت إن المرأة المسلمة تستطيع أن تشارك في المحافل والمؤتمرات العالمية وأن تعكس صورة حضارية للمرأة ودورها التكاملي مع الرجل في بناء المجتمعات ونهضتها، كاشفة عن اعتزامها تنظيم مجموعة من ورش العمل المتخصصة في العمل الخيري المجتمعي بمشاركة قيادات نسائية تمهيداً لعقد مؤتمر عالمي في هذا الشأن، كما تناولت قضايا كثيرة في هذا الحوار، وفيما التفاصيل:

** نود في البداية أن نتعرف على خبراتك وجوانب من تاريخك المهني في العمل الخيري والتطوعي؟

بدأت مسيرتي الوظيفية بتوفيق من الله عز وجل بالعمل في عدة مواقع أهمها وزارة التربية ومجلس الوزراء والديوان الأميري، وأنا أعمل في مجال العمل الخيري الإسلامي منذ عشرين سنة تقريباً من خلال بعض الجمعيات الخيرية، ثم  شغلت منصب مدير إدارة التخطيط والمتابعة في الأمانة العامة للأوقاف، وكنت ولله الفضل من أوليات القيادات النسائية في العمل الإسلامي في دولة الكويت، وتوليت مهمات أمين سر مجلس شؤون الأوقاف بدولة الكويت، وأيضاً كنت السيدة الوحيدة في المجلس.

 كما عملت أمين سر اللجنة التنسيقية لقطاع الشؤون الإسلامية برئاسة وزير الأوقاف وعضوية جهات قطاع العمل الإسلامي الحكومية مثل الوزارة والأمانة العامة للأوقاف وبيت الزكاة، ومنسق عام برنامج عمل الحكومة وخطة التنمية للدولة، ومدير مشروع رعاية العمل التطوعي "وقف الوقت"، ومديراً لإدارة المكتب الفني في الأمانة العامة للأوقاف، وترأست وشاركت بعضوية العديد من اللجان وفرق العمل المتخصصة، وشاركت بالعديد من المؤتمرات والندوات المتعلقة بهذا المجال.

وقد حصلت بفضل الله على الرخصة الدولية في التدريب مدرب معتمد من الأكاديمية العالمية للتدريب والاستشارات دبلوم تدريب مدربين من كلية أميرالد في بريطانيا، انتدبت للعمل كمستشار في مركز الدراسات الخيرية بالهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، ثم أصبحت مستشاراً لرئيس الهيئة، وبذلك أيضاً كنت ولله الفضل أول امرأة تعمل مستشاراً للرئيس في منظمات العمل الخيري على مستوى العمل الخيري المحلي في دولة الكويت، وأخيراً وليس آخراً عضو في الجمعية العامة للهيئة الخيرية.

**لأول مرة في تاريخ الهيئة الخيرية وربما في تاريخ العمل الخيري الإسلامي يجري اختيار عدد من الكوادر النسائية في هذا الموقع الرفيع... كيف تقيمين هذه الخطوة؟

 

الفضل لله أولاً، ثم لرئيس الهيئة الدكتور عبدالله المعتوق الذي حرص كل الحرص منذ بداية توليه زمام الأمور في رئاسة الهيئة وانطلاقاً من إيمانه المطلق بأهمية دور المرأة ومكانتها في الإسلام، أن يفعّل دورها في العمل الخيري ويسعى بكل ما أوتي من قدرة على تمكينها للنهوض بمسؤولياتها في تنمية المجتمعات المسلمة والارتقاء بها ومشاركة إخوانها الرجال في ميدان العمل الخيري والمجتمعي.

وتعد هذه الخطوة المتميزة بادرة أمل لجميع مؤسسات ومنظمات العمل الخيري الإسلامي محلياً وعالمياً للتأسي بها والسير على هداها في شحذ قدرات وطاقات الأخوات المسلمات لبذل المزيد من العطاء والممارسة الفعلية لأدوارهن المطلوبة لتحقيق غايات العمل الخيري وأهدافه الإنسانية النبيلة.

معايير اختيار الكوادر النسائية

**في تقديرك ما معايير اختيار الكوادر النسائية في عضوية الجمعية العامة للهيئة الخيرية؟

كما هو متعارف عليه في اختيار أعضاء جدد سواء من الرجال أو النساء في مختلف المؤسسات والمنظمات الخيرية فإن معيار الخبرة والكفاءة في مجال العمل الخيري يعتبر من أهم المعايير. ومما لا شك فيها أن معايير القدرة على العطاء، والنضج الفكري، والاستعداد للتعامل مع مستجدات العصر ومواكبته علمياً ومهنياً، تعتبر في نظري كذلك من أبرز المعايير التي يجب قياس إمكانات الأعضاء عليها.

**ما الدور الذي يمكن أن تضطلع به المرأة من خلال هذا الموقع؟ وهل سيكون لعضوات الجمعية العامة دور في توجيه العمل الخيري بالهيئة ورسم سياساته؟

 

لا شك أن هناك الكثير من التوقعات المرجوة التي يمكن تحقيقها من خلال وجود المرأة في هذا الموقع المهم، حيث يجب أن نعمل من خلال وجودنا لرسم بعض الغايات الإستراتيجية والسياسات العامة للعمل بالهيئة وتوجيه مزيد من الاهتمام لقضايا المرأة المسلمة في العالم على وجه الخصوص وللأسرة المسلمة بشكل عام، والعمل على تمكينها – المرأة – للنهوض بمسؤولياتها تجاه الأسرة والمجتمع المسلم، وتسليط الضوء على المرتكزات الأساسية والمقومات الرئيسية للحياة الكريمة وأبرزها قضايا التعليم والتربية ومحو الأمية والصحة ومشروعات التنمية التي تعمل من خلالها لسد حاجتها من خلال المشروعات الاستثمارية التنموية الصغيرة، وتخصيص الميزانيات التقديرية اللازمة لتنفيذ هذا التوجه الاستراتيجي مستقبلاً.

كما يمكن للمرأة من خلال هذه المواقع أن تمثل المرأة المسلمة في المحافل العالمية وفي اجتماعات ومؤتمرات المنظمات الدولية، وأن تحدد الإطار العام لصورة المرأة المسلمة ودورها التكاملي مع الرجل في بناء المجتمعات ونهضتها.

وكذلك يمكن أن تسهم في العمل على تنسيق الجهود والتخطيط للعمل الخيري الإسلامي على مستوى العالم، لاسيما أن أعضاء الجمعية العامة البالغ عددهم 120 شخصية يمثلون مختلف الدول الإسلامية والأقليات المسلمة في دول العالم.

تأتي هذه الأدوار المرجوة، في ظل تأكيدات السيد رئيس الهيئة على أهمية وضرورة العمل على تغيير آلية ونمط سير اجتماعات الجمعية العامة ومكونات ومحاور الاجتماع مستقبلاً، والعمل على تفعيل دور الأعضاء بشكل يخدم الغاية الأساسية من هذا التشكيل.

**إلى أي مدى يمكن أن تمثل هذه الخطوة انطلاقة جديدة في العمل الخيري؟

بصراحة، أعتقد أن المبادرة الرائدة والمتميزة للهيئة الخيرية ستعد منهجاً لتأصيل العمل المؤسسي القائم على تكامل الأدوار والتنسيق بالمهام فيما بين الرجل والمرأة في منظمات ومؤسسات العمل الخيري على الصعيد المحلي والإقليمي. فالكثير من منظمات العمل الخيري مازالت تفتقد إلى وجود المرأة في مراكز اتخاذ القرار وصنع الاستراتيجيات الفاعلة، وانطلاقاً من استشعارنا بحجم المسؤولية تجاه هذه المبادرة وحرصاً منا على نقل التجارب الرائدة، سنعمل بإذن الله وعونه بالتنسيق مع المؤسسات والمنظمات الزميلة على المشاركة في ندوات وحلقات نقاشية خاصة بهذا الموضوع لمؤسسات العمل الخيري. 

المرأة والعمل الاغاثي

**تحدث البعض عن غياب دور المرأة المسلمة في العمل الإغاثي باستثناء بعض الأدوار الفردية... هل يمكن أن توجد المرأة المسلمة في الفضاء الإغاثي رغم مخاطره؟

**هذا صحيح، فنزول المرأة للعمل الإغاثي الميداني مازالت تكتنفه بعض الصعوبات والعوائق، وهناك نقص في الكوادر النسائية في هذا الجانب رغم أهمية وضرورة وجود المرأة في هذه الميدان لما لطبيعتها الخاصة من قدرة على التعامل مع قضايا المرأة والطفل في حالات العمل الإغاثي والتي قد يصعب على الرجل أن يتعامل معها لما تتسم به هذه القضايا من خصوصية وحساسية بالغة، سواء في زيارة مخيمات اللاجئين النساء أو مراكز وملاجئ الأطفال، أو في التعاطي مع الحالات الإنسانية الأخرى مثل التعامل مع الحالات التي تعرضت لاعتداءات جسدية أو جنسية.

وفي هذا الصدد تقدمت بعد التوكل على الله وموافقة رئيس الهيئة بالتنسيق مع المنتدى الإنساني العالمي لتبني مبادرة العمل على تفعيل دور المرأة ومشاركتها في العمل الخيري الميداني وبحث أسباب ومعوقات العمل التي تعترض انطلاقها والعمل على تمكينها من ممارسة هذا الدور.

وتقوم فكرة المبادرة على أساس تنفيذ ورش عمل متخصصة لمجموعات من القيادات النسائية الرائدة العاملة في المجال الخيري المجتمعي لبحث الأسباب التي تحول دون ممارسة المرأة لهذا الدور والمعالجات التي تراها المشاركات كفيلة بأن تزيل هذه المعوقات وتحقق الغاية المنشودة.

وكل ذلك للتمهيد لعقد مؤتمر عالمي لهذا الموضوع في الربع الأول من العام القادم، ومن المقرر بإذن الله أن يعقد في يوم المرأة العالمي بمشاركة نخبة من العلماء والفقهاء والمختصين في العالم الإسلامي، لبحث هذا الموضوع وتقديم المعالجات اللازمة بشأنه سواء على المستوى الشرعي أو الاجتماعي أو التربوي، بما لا يتعارض مع تعاليم ديننا الإسلامي وشريعتنا الغراء، ومن المأمول مشاركة زوجات بعض الرؤساء والقادة الإسلاميين لتقديم نموذج للمرأة المسلمة الملتزمة في مجال العمل الخيري. 

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت