20 سبتمبر 2024 | 17 ربيع الأول 1446
A+ A- A
الاوقاف الكويت

العتيقي: ليكن همنا إنشاء المجتمع العادل المترابط الآمن المتقبل للآخر والمنحاز للوطن

21 فبراير 2013

**مؤسسات المجتمع المدني يجب أن تضطلع بدور جاد وحقيقي من أجل الوطن والتنمية المستدامة وفق آليات للتنسيق والشراكة

تحتفل الكويت في 25 و26 فبراير من كل عام بالعيد الوطني وذكرى التحرير، وفي هذه المناسبة الوطنية العزيزة على قلب كل مواطن تعلو الأصوات المنادية باعلاء المصالح العليا للوطن، وضرورة استلهام عهد الآباء والأجداد في الحفاظ على اللحمة الوطنية.

ولرئيس الهيئة الإدارية لرابطة المرأة والأسرة الخليجية "وفا" فرع الكويت خولة عبد اللطيف العتيقي رؤية في هذا السياق تدعو فيها مؤسسات المجتمع المدني إلى العمل على نشر الأمن والاستقرار في وطننا الحبيب الكويت والكف عن تصفية الحسابات مع الآخرين والتخلص من الاستبعادات والإلغاءات والمواجهات، مشددة على ضرورة إنشاء مجتمع عادل وآمن ومترابط، موال لأرضه وعروبته وإسلامه.

وتنطلق السيدة العتيقي ذات الخبرة التربوية والدعوية في رؤيتها لقضية الوطن والوطنية من قاعدة إنشاء المجتمع العادل المترابط الآمن المتقبل للآخر الذي ينحاز للمصالح العليا، و تتشارك فيه كل من الدولة والحكومة والشعب ايمانا بهذه المبادئ وتطبيقا لها .

وتعرف الداعية الإسلامية مؤسسات المجتمع المدني بأنها تجمعات أوهيئات أوجمعيات نفع عام ذات أهداف تعمل من أجل تقدم المجتمع وحل مشكلاته والارتقاء به، وهي ليست مؤسسات تجارية وغير ربحية، ولكل جماعة أو منظمة أو جمعية أهداف عامة وأخرى خاصة، ومهما اختلفت الأهداف، وتباينت الرؤى إلا أنها كلها جداول صغيرة تجري لتصب في النهر الكبير وهو الوطن، بمعنى أن المصحة الوطنية هي المستهدفة، والعمل لها ومن أجلها هدف أسمى.

وشددت العتيقي على ضرورة أن تضطلع مؤسسات المجتمع المدني بدور مهم وحقيقي وجاد في تكريس هذه الرؤية من خلال حزمة من الأدبيات، حسب تخصص كل مؤسسة واهتماماتها، ومنها نشر الوعي الثقافي والاجتماعي بين المواطنين، والمشاركة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتقديم خدمات لبعض فئات المجتمع كبار السن والمرضى، القيام بالدراسات والبحوث المتخصصة عن الظواهر الاجتماعية، ورعاية الطفولة والأمومة ودعم الأسرة للقيام بمسؤوليتها في تنشئة الأبناء وتربيتهم، وتقديم الرعاية الاجتماعية والتأهيلية للفئات الخاصة كالمعاقين والصم والمكفوفين، وتقديم بعض المساعدات المادية للأسر المحتاجة المتعففة، والتوعية الدينية والحض على الفضيلة وأعمال البر، والتحذير من بعض الظواهر السلبية في المجتمع، وإنشاء دور للحضانة لرعاية أبناء النساء العاملات، ومساندة المجتمعات الفقيرة العربية والإسلامية، والوقوف مع الشعوب المستضعفة والمعتدى عليها من اجل رفع الظلم عنها.

ومن الأعمال التي تسهم في استقرار الوطن – كما ترى السيدة العتيقي – انخراط المتطوعين في أعمال نافعة مثل محاربة الفقر و المرض أو الاسهام في مؤسسات ذات صلة بشؤون الأسرة والعمل الاجتماعي والتوعية بقوانين الطفل و الأسرة، وكل هذه الجهود من شأنها تقليل مشكلات المجتمع وتضييق الفجوة بين الطبقات والتقريب بين المذاهب والأديان.

وتؤكد السيدة العتيقي على مسلمة تقول فيها " نحن في مركب واحد وحينما يغرق جزء منا فسوف يهلك الجميع غرقا"، مشددة على أن مسؤولية هذا الجيل أن يقلل ما أمكنه من آثار التركة التي سترثها الأجيال المقبلة كي لا تضيع هذه الأجيال وقتها في تسديد ديون جيل لم يضبط دفتر حساباته كما يجب.

وتأتي قضية المشتركات الوطنية بين جميع جمعيات النفع العام كما تشير – العتيقي- لتكون عنصر اسهام في استقرار المجتمع، اذ مع تسليمها بأن لكل جمعية خصوصيتها المهنية التي تخدم أصحاب المهنة الواحدة كالمعلمين والمهندسين والمحامين، فقد تتبنى أي منها كل الأدبيات السابقة، ولكنها تتخصص في الوقت ذاته في رعاية المنتسبين لها ، مما يؤكد أن الهدف التنموي لهذه المجتمعات غالبا ما يكون واحدًا، ويستدعي في الوقت نفسه توسيع مفهوم الشراكة والتعاون في المجتمع الواحد من أجل مواجهة التحديات وتعزيز مسيرة التنمية المستدامة والعمل على سد الفجوة بين الخطاب الذي تتحدث به مؤسسات المجتمع المدني عن أهمية وفاعلية الشراكة وبين واقع الشراكة وتطبيقاتها على أرض الواقع.

وأردفت قائلة إن معظم مؤسسات المجتمع المدني خاصة النسائية منها يشوبها الحذر في التعامل مع بعضها ، ربما لضعف الثقة المتبادلة، ومحاولة تغييب بعضها البعض، مما يضعنا أمام حقائق جوهرية هدفها بناء شراكة من أجل المستقبل وإحداث الإصلاح في المجتمع أهمها: « الوعي المتبادل بين المنظمات الأهلية بقيمة الشراكة وأهميتها لمستقبل التنمية المستدامة في المجتمع"، مع تحديد أولويات العمل في إطار الشراكة و إيجاد آليات للتنسيق بين الشركاء.

وتختم بقول لابن القيم الجوزية " البصير الصادق يضرب بكل غنيمة بسهم ويعاشر كل طائفة على أحسن ما عندها"

وفقنا الله لصالح القول والعمل، وفي الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل للسيدة/ خولة العتيقي لما تفضلت به علينا من علمها الوفير راجين المولى تبارك وتعالى لها دوام الصحة والعافية، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين

**مؤسسات المجتمع المدني يجب أن تضطلع بدور جاد وحقيقي من أجل الوطن والتنمية المستدامة وفق آليات للتنسيق والشراكة

تحتفل الكويت في 25 و26 فبراير من كل عام بالعيد الوطني وذكرى التحرير، وفي هذه المناسبة الوطنية العزيزة على قلب كل مواطن تعلو الأصوات المنادية باعلاء المصالح العليا للوطن، وضرورة استلهام عهد الآباء والأجداد في الحفاظ على اللحمة الوطنية.

ولرئيس الهيئة الإدارية لرابطة المرأة والأسرة الخليجية "وفا" فرع الكويت خولة عبد اللطيف العتيقي رؤية في هذا السياق تدعو فيها مؤسسات المجتمع المدني إلى العمل على نشر الأمن والاستقرار في وطننا الحبيب الكويت والكف عن تصفية الحسابات مع الآخرين والتخلص من الاستبعادات والإلغاءات والمواجهات، مشددة على ضرورة إنشاء مجتمع عادل وآمن ومترابط، موال لأرضه وعروبته وإسلامه.

وتنطلق السيدة العتيقي ذات الخبرة التربوية والدعوية في رؤيتها لقضية الوطن والوطنية من قاعدة إنشاء المجتمع العادل المترابط الآمن المتقبل للآخر الذي ينحاز للمصالح العليا، و تتشارك فيه كل من الدولة والحكومة والشعب ايمانا بهذه المبادئ وتطبيقا لها .

وتعرف الداعية الإسلامية مؤسسات المجتمع المدني بأنها تجمعات أوهيئات أوجمعيات نفع عام ذات أهداف تعمل من أجل تقدم المجتمع وحل مشكلاته والارتقاء به، وهي ليست مؤسسات تجارية وغير ربحية، ولكل جماعة أو منظمة أو جمعية أهداف عامة وأخرى خاصة، ومهما اختلفت الأهداف، وتباينت الرؤى إلا أنها كلها جداول صغيرة تجري لتصب في النهر الكبير وهو الوطن، بمعنى أن المصحة الوطنية هي المستهدفة، والعمل لها ومن أجلها هدف أسمى.

وشددت العتيقي على ضرورة أن تضطلع مؤسسات المجتمع المدني بدور مهم وحقيقي وجاد في تكريس هذه الرؤية من خلال حزمة من الأدبيات، حسب تخصص كل مؤسسة واهتماماتها، ومنها نشر الوعي الثقافي والاجتماعي بين المواطنين، والمشاركة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتقديم خدمات لبعض فئات المجتمع كبار السن والمرضى، القيام بالدراسات والبحوث المتخصصة عن الظواهر الاجتماعية، ورعاية الطفولة والأمومة ودعم الأسرة للقيام بمسؤوليتها في تنشئة الأبناء وتربيتهم، وتقديم الرعاية الاجتماعية والتأهيلية للفئات الخاصة كالمعاقين والصم والمكفوفين، وتقديم بعض المساعدات المادية للأسر المحتاجة المتعففة، والتوعية الدينية والحض على الفضيلة وأعمال البر، والتحذير من بعض الظواهر السلبية في المجتمع، وإنشاء دور للحضانة لرعاية أبناء النساء العاملات، ومساندة المجتمعات الفقيرة العربية والإسلامية، والوقوف مع الشعوب المستضعفة والمعتدى عليها من اجل رفع الظلم عنها.

ومن الأعمال التي تسهم في استقرار الوطن – كما ترى السيدة العتيقي – انخراط المتطوعين في أعمال نافعة مثل محاربة الفقر و المرض أو الاسهام في مؤسسات ذات صلة بشؤون الأسرة والعمل الاجتماعي والتوعية بقوانين الطفل و الأسرة، وكل هذه الجهود من شأنها تقليل مشكلات المجتمع وتضييق الفجوة بين الطبقات والتقريب بين المذاهب والأديان.

وتؤكد السيدة العتيقي على مسلمة تقول فيها " نحن في مركب واحد وحينما يغرق جزء منا فسوف يهلك الجميع غرقا"، مشددة على أن مسؤولية هذا الجيل أن يقلل ما أمكنه من آثار التركة التي سترثها الأجيال المقبلة كي لا تضيع هذه الأجيال وقتها في تسديد ديون جيل لم يضبط دفتر حساباته كما يجب.

وتأتي قضية المشتركات الوطنية بين جميع جمعيات النفع العام كما تشير – العتيقي- لتكون عنصر اسهام في استقرار المجتمع، اذ مع تسليمها بأن لكل جمعية خصوصيتها المهنية التي تخدم أصحاب المهنة الواحدة كالمعلمين والمهندسين والمحامين، فقد تتبنى أي منها كل الأدبيات السابقة، ولكنها تتخصص في الوقت ذاته في رعاية المنتسبين لها ، مما يؤكد أن الهدف التنموي لهذه المجتمعات غالبا ما يكون واحدًا، ويستدعي في الوقت نفسه توسيع مفهوم الشراكة والتعاون في المجتمع الواحد من أجل مواجهة التحديات وتعزيز مسيرة التنمية المستدامة والعمل على سد الفجوة بين الخطاب الذي تتحدث به مؤسسات المجتمع المدني عن أهمية وفاعلية الشراكة وبين واقع الشراكة وتطبيقاتها على أرض الواقع.

وأردفت قائلة إن معظم مؤسسات المجتمع المدني خاصة النسائية منها يشوبها الحذر في التعامل مع بعضها ، ربما لضعف الثقة المتبادلة، ومحاولة تغييب بعضها البعض، مما يضعنا أمام حقائق جوهرية هدفها بناء شراكة من أجل المستقبل وإحداث الإصلاح في المجتمع أهمها: « الوعي المتبادل بين المنظمات الأهلية بقيمة الشراكة وأهميتها لمستقبل التنمية المستدامة في المجتمع"، مع تحديد أولويات العمل في إطار الشراكة و إيجاد آليات للتنسيق بين الشركاء.

وتختم بقول لابن القيم الجوزية " البصير الصادق يضرب بكل غنيمة بسهم ويعاشر كل طائفة على أحسن ما عندها"

وفقنا الله لصالح القول والعمل، وفي الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل للسيدة/ خولة العتيقي لما تفضلت به علينا من علمها الوفير راجين المولى تبارك وتعالى لها دوام الصحة والعافية، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت