** الدين الإسلامي يؤدي دورا رائدا في صياغة حياة البشر وخاصة النساء
** تنظيم دورات تدريبية وتأهيلية للراغبات في العمل الإنساني
** المرأة الكويتية انطلقت من لجان الزكاة لتتبوأ مكانتها في المجتمع
** تعزيز الثقة في قدرات المرأة المسلمة يمنحها الفرصة للعمل والابداء اقتداء بأمهات المؤمنين
ضربت المرأة الكويتية المثل والقدوة في العمل التطوعي الإنساني، فلا تكاد تخلو جمعية خيرية كويتية من لجنة أو ادارة للنشاط النسائي، للتواصل مع المتبرعات وحشد جهودهن لدعم الفقراء والمنكوبين من جراء الكوارث والنزاعات الأهلية.
وتجسيدا لهذا الدور الإنساني، وفي واحد من أنشطتهن المتعددة، قامت مجموعة من النساء الكويتيات قبل أيام بجمع 85 الف دولار لاغاثة اللاجئين السوريين، ونجحن بالتعاون مع السفارة الكويتية في الأردن في تشييد أربعة مبان في المملكة الأردنية لايواء أرامل وأيتام وجرحى سوريين لجأوا إليها هربا من أحداث العنف الدامية التي تشهدها بلادهم منذ عامين.
وبهذا النوع من النشاط الإنساني يمكن القول أن الله سبحانه وتعالى أودع في المرأة رقة وتعاطفا في التعامل مع الغير والاحساس باحتياجاته- كما ترى عضو الجمعية العامة في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية والخبيرة التربوية خولة العتيقي- لأن المرأة قبل تعاطيها مع أى مشكلة أو أزمة، تتسائل ماذا لو كان ما يحدث للغير قد حدث لأبنائي؟ ، وماذا سيكون حالهم؟ وإلى أين سيؤول مصيرهم؟، ومن ثم تتحول اجاباتها على هذه الأسئلة إلى سلوك انساني منتج.
المرجعية الإسلامية
وأضافت العتيقي إن الدين الإسلامي يؤدي دورا رائدا في صياغة حياة البشر وخاصة النساء ، فكل جزاء حسن، وكل عاقبة جيدة، وكل مغنم يغنمه الإنسان في الدنيا قبل الآخرة، وكل توفيق للأبناء في حياتهم مرده إلى صلاح الآباء والأمهات وتمسكهم بتعاليم الدين الإسلامي واجتهادهم في العبادات والطاعات، مشيرة إلى أن المرأة تمتلك طبيعة تجعلها مؤهلة لمساعدة الآخرين والتعاطف مع المحتاجين، والإسهام في فك كربات المكروبين، وتفريج هموم المهمومين، حيث تبدأ بدائرتها الاجتماعية الصغيرة ممثلة في بيتها وأهلها، ثم تتسع دائرة اهتمامها لتشمل الحي الذي تسكن فيه، ثم تبدأ الدوائر بالاتساع أكبر فأكبر لتشمل الوطن ثم تنتقل باهتماماتها إلى خارجه، مؤكدة أن عطاء المرأة لايقف عند حدود معينة، بعد أن أصبح هذا العالم الكبير أشبة بالقرية الصغيرة، التي تعرف فيها أخبار الكوارث والمحن في لحظة حدوثها، وتشاهد فيها المآسي عن طريق وسائل الإعلام المرئية حال وقوعها، ومن ثم فالمرأة وهي في بيتها ترى وتسمع وتتعاطف وتشارك في مساعدة ذوي الحاجة.
وأوضحت العتيقي أن حب الخير مزروع في كل البشر على اختلاف مللهم ونحلهم ، وأن الإنسان يتصرف حين الحاجة وفق الطاقة الخيرية الموجودة في نفسه ، فالبعض يعطي دون أن يسأل أو يحدد لأن الخير والحب مطلق في نفسه، والبعض الآخر يحب أن يتأكد ويسأل وهذا حقه ولكنه في النهاية يعطي ويقدم حتى لو طلب أن يسلم صدقته بيده دون وسيط ، وقليل يعطي وهو متردد، والقليل القليل يحجم عن تقديم المساعدة، مؤكدة أن النساء الأسهل إقناعا و الأكثر تعاطفا والأقوى تفاعلا مع ما يصيب الآخرين ومع احتياجات المعوزين.
انطلاقة المرأة المتطوعة والتحديات
ومع نشأة جمعيات النفع العام الكويتية، خصصت لجان زكاة نسائية وأخرى للرجال ، ومن العمل الخيري ولجان الزكاة انطلقت المرأة الكويتية لتتبوأ مكانتها الجديدة في المجتمع وانطلقت من مجال العمل الخيري إلى المجالات الأخرى، غير أن الصعوبات التي واجهت المرأة في هذا الحقل كثيرة، وقد عزتها – العتيقي- إلى ما تعانيه اللجان الخيرية من قلة الكوادرأو عزوف النساء عن هذا العمل لمشقته وكثرة متطلباته خاصة في حالات الزيارات الميدانية للأسر المحتاجة أوالمناطق المنكوبة، فضلا عن أن بعض الأزواج يحلن دون عمل زوجاتهم في هذا المجال لاعتبارات اجتماعية موروثة، كما أن هناك عزوفا من قطاع غير قليل من النساء عن العمل في هذا الجانب، هذا بالإضافة إلى تعدد المسؤوليات على الداعيات وكثرتها وتفضيل النساء للعمل الدعوي والاجتماعي على العمل الميداني، وصعوبة الوصول للأسر المتعففة المحتاجة، وعدم توفر البيانات والإحصاءات عن الحالات المحتاجة.
تفعيل دور المرأة الإنساني
وفي مقابل هذه التحديات التي تواجه المرأة تقترح – العتيقي- حزمة حلول ومعالجات لتمكينها من ممارسة العمل الخيري والإغاثي والاضطلاع بمسؤوليتها نحو المحتاجين في ضوء الضوابط الشرعية والتقاليد الاجتماعية المرعية منها ضرورة استحداث جهات بحثية إسلامية مهتمة تجمع المعوقات وتصيغها صياغة بحثية لوضعها محل الدراسة والبحث، وكذلك تنظيم دورات تدريبية وتأهيلية لمن ترغب في العمل بهذا المجال، وإحياء الوازع الديني في نفوس العاملين في الحقل الخيري مع الحث على أهميته في الارتقاء بالفرد المسلم، ومن ثم المجتمع المسلم وتغيير فكرة العمل الخيري المتمثلة في العطاء للمواد المادية و العينية إلى تأهيل الأسر المحتاجة وتدريبها على العمل الذي يغنيها عن ذل السؤال ، مع توفير المواد الأولية المعينة على أن يبدأ رب الأسرة أو ربتها أو المعيل في حياة تبعد عنه ذل السؤال والحاجة.
كما ترى العتيقي ضرورة توجيه القائمين على العمل الخيري نحو الثقة في قدرات المرأة المسلمة واعطائها الفرصة لتعمل وتبدع اقتداء بأمهات المؤمنين والصحابيات الجليلات اللائي كن لا يكففن عن العمل التطوعي، كما لا ينبغي أن يكون الزوج حجر عثرة أمام انخراط زوجته في العمل الخيري.
وفقنا الله لصالح القول والعمل، وفي الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل للسيدة الفاضلة /خولة العتيقي، لما تفضلت به علينا من علمها الوفير راجين المولى تبارك وتعالى لها دوام الصحة والعافية، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.