20 سبتمبر 2024 | 17 ربيع الأول 1446
A+ A- A
الاوقاف الكويت

الطرابلسي: رمضان في ايطاليا ذو نكهة خاصة..والمراكز الإسلامية تحفل بفعاليات اجتماعية وثقافية

05 أغسطس 2012

** المسلمون في الغرب يصومون من 17 إلى 20 ساعة يوميا

** المراكز الإسلامية تشكل الملاذ الآمن للمسلمين للمحافظة على الهوية وتبديد مشاعر الغربة

** أرباب العمل الايطاليين لا يمنعون المسلمين من الذهاب لصلاة العيد أو الحصول على إجازات ودية

** المراكز تستقطب في رمضان دعاة وأئمة وشيوخ من المشرق لإلقاء الدروس وتلاوة القرآن

وصف مسئول المراكز الإسلامية باتحاد الهيئات الإسلامية في إيطاليا سامي الطرابلسي شهر رمضان الفضيل في إيطاليا بأنه ذو نكهة خاصة، لكونه من المناسبات التي ارتبطت لدى المسلمين في الغربة بعادات وعبادات خاصة، حيث يسعون دائما لإحيائها لتبديد مشاعر الاغتراب، وخلق حالة من الدفء الاجتماعي والمودة بين أبناء الدين الواحد.

وقال الطرابلسي إن النهار في الغرب طويل جدا لاسيما في فصل الصيف، حيث يصوم المسلمون من 17 إلى 20 ساعة يوميا، وأن الحياة في الغرب حافلة بالأعباء الكثيرة التي يشعر معها المسلم بضيق الوقت، بسبب انشغاله بين العمل والبيت والأولاد والتسوق، وأن المسلم الذي يمكن أن نطلق عليه محظوظا هو من يصلي التراويح، ويعود للبيت ليتسحر ثم ينام قليلا ثم يذهب لأداء صلاة التهجد.

فعاليات رمضانية

وحول دور المراكز الإسلامية في رمضان أوضح الطرابلسي أنها دأبت على إقامة الإفطارات الجماعية، خاصة أن الكثير من الناس قد تقطعت بهم السبل، وأن بعضهم ليس له مأوى، بسبب أوضاعه الاقتصادية المتردية، مشيرا إلى أن المراكز الإسلامية تشكل في النهاية الملاذ الآمن لهؤلاء ولعامة المسلمين.

وأضاف أن فعاليات شهر كالإفطارات والصلوات والدروس تعتبر من أسباب جذب بعض المنحرفين عن جادة الصواب، ومن عوامل هدايتهم والتخلي عن ممارساتهم الخاطئة، لافتا إلى أنه بعد تناول الإفطار، اعتادت المراكز أن تقيم الليل، في حضرة دعاة وأئمة وشيوخ تم دعوتهم من المشرق كمقرئين أو كوعاظ لتلاوة القرآن الكريم والصلاة بالمسلمين وإلقاء الدروس والمحاضرات.

حركة ثقافية

وتابع الطرابلسي إننا في الغرب وخاصة في ايطاليا لدينا حركة ثقافية واجتماعية جيدة لم نشهدها في البلدان العربية الإسلامية، مثل إلقاء المحاضرات إبان صلاة التراويح، وتنظيم إفطارات جماعية يومي السبت والأحد للعائلات والأطفال، مشيرا إلى أن المراكز الإسلامية تشكل الوجهة الرئيسة للمسلمين بصفة عامة وفي رمضان على وجه الخصوص، وذلك لعدم وجود ملاذ آخر غيره، والأمر الثاني أنه يشكل الحاضنة التربوية والتوعوية للمحافظة على الهوية الإسلامية وخاصة الأبناء.

الدور التكافلي

وردا على سؤال بشأن الدور التكافلي للمراكز الإسلامية في رمضان قال الطرابلسي إن المراكز الإسلامية تضطلع بدور مهم جدا طوال العام، فهناك تكافل اجتماعي بين المسلمين وتعاون على البر قال تعالى "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" ، مشيرا إلى أن هذا الدور يتزايد في شهر رمضان، وهذا من بركة الشهر الفضيل الذي حثنا فيه الإسلام على الكرم والجود والمسح على رؤوس اليتامي.

وحول مدى انسجام المسلمين في ايطاليا وتناغمهم قال الطرابلسي إن مراكزنا الإسلامية تضم مكونات ثقافية عديدة ومتنوعة التنوع ، ولعل أهم ما يميز المسلمين في ايطاليا أنهم يعيشون تحت لواء إسلامي واحد، حيث نجح القائمون على العمل الإسلامي في توحيد صفوف المسلمين، وتراجعت اختلافاتهم كثيرا، وهذا بخلاف دول أوروبية أخرى نراها تضم مسجد مستقل لكل جالية مسلمة، ومن ثم فالمناخ في إيطاليا يحافظ على أبسط الأبجديات للمكون الثقافي للمسلم.

الأعياد

وعن إجازات المسلمين خلال فترة الأعياد أوضح أنه لا توجد هناك عطلات رسمية، لكن في الوقت نفسه لا يمنع أرباب العمل الايطاليين المسلمين من الذهاب لصلاة العيد أو ربما الحصول على إجازة ودية، وبشكل فردي، مستدركا: لكن يظل 99 % من المسلمين يحصلون على إجازات في هذه المناسبات، واصفا ذلك بأنه دليل على أن الشعب الإيطالي ليس عنصريا، وأن مشكلة المسلمين ليست مع الشعب الايطالي، وإنما هي مشكلة قانونية في الأساس، وأن هناك بعض الجهات التي تحول دون أن يكون للمسلمين كيان معترف به، ونحن نعرف هذه الجهات، لكننا ندرك جيدا أن الحقوق تؤخذ بالأساليب القانونية والمشروعة ولا تعطى، ونوقن انه بالمثابرة والعمل الجاد سنحصل علي حقوقنا قريبا.

اتحاد الهيئات الإسلامية

وأشار إلى أن اتحاد الهيئات الإسلامية يعد مؤسسة دينية غير ربحية تعتمد في الأساس على التطوع في القيام بأعمالها، وتدافع عن حقوق المسلمين في إيطاليا، لافتا إلى أن رسالتها تنطلق من قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ".

واستدرك قائلا: إن التعرف على الثقافات والحضارات والديانات الأخرى، والتقارب معها من المبادئ التي ينطلق منها الاتحاد، وأن الهدف الاستراتيجي هو الحفاظ على الوجود الإسلامي في إيطاليا بشكل أساس وبكل وسيلة سلمية ومشروعة يكفلها القانون.

وذكر أن الاتحاد يضم في عضويته أكثر من 130 مركزاً ومؤسسة إسلامية، من إجمالي 400 هيئة إسلامية في إيطاليا ، وله العديد من الأهداف، أولها كما أشرنا الحفاظ على الوجود الإسلامي، ثم التعريف بالدين الإسلامي والثقافة الإسلامية، والعمل على اندماج المسلمين داخل هذا المجتمع اندماجا إيجابيا مع المحافظة على الهوية الإسلامية وثقافتهم التي ينحدرون منها سواء كانت ثقافة عربية أو ثقافة أخرى.

وفقنا الله لصالح القول والعمل، وفي الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل للدكتور/ سامي الطرابلسي، لما تفضل به علينا من علمه الوفير راجين المولى تبارك وتعالى له دوام الصحة والعافية، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت