19 سبتمبر 2024 | 16 ربيع الأول 1446
A+ A- A
الاوقاف الكويت

الشيخ يوسف الحجي: لنستذكر شهداءنا وأسرانا الأبرار في أعيادنا الوطنية

19 فبراير 2012

حب الوطن قيمة إسلامية وإيمانية وقدوتنا في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم

وطننا الحبيب أعطانا الكثير، نشأنا على ترابه، وترعرعنا على خيراته، وتنسمنا في ظلاله عبير الحرية والأمن والأمان

    \t
  • احتفالنا بالمناسبات الوطنية يقتضى شكر النعمة وفعل الخيرات ونبذ الفرقة والتأكيد على الوحدة الوطنية
  • \t
  • مازلت أذكر المشهد المؤثر لسمو أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد عندما سجد لله شكرا على أرض الوطن بعد التحرير

شدد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الأسبق الشيخ يوسف جاسم الحجي على أن اليوم الوطني للكويت وذكرى التحرير مناسبتان عزيزتان على قلب كل وطني، ودورنا أن نعتز بهاتين المناسبتين التاريخيتين، ونستذكر فيهما رجالات الكويت الذين ضحوا وتفانوا في في إجلاء المستعمر، وأبنائها البررة من رجال قواتنا المسلحة البواسل ورجال المقاومة الذين نجحوا بفضل الله في الدفاع عن الحق الكويتي وطرد الغازي العراقي من بلادنا الحبيبة،وإعادة راية الخير والحرية والاستقلال ترفرف على جميع أصقاع كويت الخير والعطاء.

وأضاف الحجي: وعلينا أن نستذكر في هذه المناسبة بالعرفان دور القادة والشعوب العربية والإسلامية الذين ناصروا الحق الكويتي، كما نستذكر شهداء الكويت الأبرار وأسرانا الأخيار الذين كانوا مثالا للتضحية والفداء والذود عن حياض الوطن، والله تعالى يقول في شأن الشهداء "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا، بل أحياء عند ربهم يرزقون" ، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمدهم بواسع رحمته وأن يسكنهم مع النبيين والصديقين، وحسن أؤلئك رفيقا.

وأكد الحجي أن الإسلام يحثنا على حب الأوطان والذود عنها ، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خاطب مكة المكرمة حينما أكره على الخروج منها قائلا: فيما روي عن عبد الله بن عباسٍ (رضي الله عنهما) " ما أطيبكِ من بلد، وأحبَّكِ إليَّ، ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ " ، كما أن الإسلام اعتبر من مات دفاعا عن وطنه شهيدا ، مشيرا الى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو للمدينة، بقوله: "اللهم حبِّب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد" (متفق عليه)، وهذا دليل على أن حب الوطن قيمة إسلامية وإيمانية.

وأضاف : إن وطننا الحبيب الكويت أعطانا الكثير والكثير فقد نشأنا على ترابه، وترعرعنا على خيراته، وتنسمنا في ظلاله عبير الحرية والأمن والأمان، وعلينا أن نحافظ على ثوابته وهويته وثقافته الإسلامية، ومكتسباته الخيرية ، فقد شاء الله سبحانه وتعالى أن يفئ على هذا الوطن الغالي بالعطاء الوافر والعيش الكريم ، وقد أدرك قيمة هذه النعمة أبناء الكويت ومحسنوها فبادروا إلى إنشاء المؤسسات والجمعيات الخيرية لجمع الصدقات والزكوات للعمل على تلبية احتياجات الفقراء والمساكين في كل أصقاع العالم، وعلى أبناء الكويت أن يواصلوا دعمهم للعمل الخيري الذي نراه أحد أهم ركائز وعوامل حفظ الكويت في مواجهة الغزاة والطامعين والحاقدين .

وحول واجب الشعب الكويتي تجاه وطنه، قال الحجي: في هذه المناسبة علينا أن ننمي في نفوس أبنائنا الشعور بحب الوطن عبر إدراك فضائله علينا بعد فضل الله سبحانه وتعالى، وبذل كل ما من شأنه العمل على رفعته والتصدي للعابثين والمحرضين على الإخلال بأمنه ، والاحتفال بهذه المناسبات الطيبة ليس معناه الخروج على حدود الله وشريعته وجلب أهل الطرب والفن لإحياء الليالي بالحفلات الماجنة، وإنما الاحتفال يقتضى شكر النعمة وفعل الخيرات وإقامة الأنشطة النافعة والمفيدة ونبذ الفرقة والتأكيد على الوحدة الوطنية، وتنمية سبل التعايش بين أبناء الوطن الواحد.

وبشأن انجازات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية حينما كان وزيرا لها قال الشيخ يوسف الحجي: ، لقد واصلنا مسيرة الذين سبقوني في خدمة الإسلام والمسلمين ، ونجحنا بفضل الله تعالى في تأسيس الموسوعة الفقهية ، وهى تعتبر سفرا مهما في العناية بالفقه الإسلامي دراسة وتأصيلا ، وإضافة مهمة للمكتبة الإسلامية ، وتعد هذه الموسوعة من أهم الانجازات في تاريخ وزارة الأوقاف ، كما وفقنا الله تعالى في تبادل الخبرات والتجارب الدعوية مع العديد من دول العالم الإسلامي خاصة على صعيد تنمية الزكوات وتطوير الأوقاف الإسلامية ، كما اهتممنا بالمساجد وحرصنا على تفعيل دورها الرسالي والتوعوي والتثقيفي والإيماني، ولم ندخر وسعا بفضل الله في الاهتمام بجميع قطاعات وزارة الأوقاف في ميادين الحج والثقافة والدراسات الإسلامية وتحفيظ القرآن الكريم .

وعن مكانة الكويت في نفسه قال الحجي:إنها بمنزلة الروح من الجسد، وقد جربنا الحرمان من هذه النعمة يوم أن داهمنا النظام العراقي بعدوانه الغاشم في الثاني من أغسطس 1990 ولنا في موقف الرسول صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فهو القائل عن بلده مكة المكرمة (انك لأحب البلاد الي ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت) فالوطن عزيز نبذل من أجله كل غال ونفيس، ومازلت أذكر المشهد المؤثر لسمو أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد رحمه الله عندما سجد لله شكرا على أرض الكويت أثناء دخوله البلاد بعد التحرير، شاكرا الله سبحانه وتعالى على التحرير والعودة، داعيا الشباب أن يدركوا قيمة وطنهم وأن يعملوا ليلا ونهارا على تنميته والنهوض به ، وأن يواصلوا اكتساب العلم والمعرفة، متسلحين بقيم الإسلام وأدبياته السامية.

وفقنا الله لصالح القول والعمل، وفي الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل للشيخ/ يوسف الحجي، لما تفضل به علينا من علمه الوفير راجين المولى تبارك وتعالى له دوام الصحة والعافية، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت