20 سبتمبر 2024 | 17 ربيع الأول 1446
A+ A- A
الاوقاف الكويت

الشيخ نقي كالوش: مسلمو ألبانيا يتمسكون بهويتهم الحضارية ويتحدون التغريب

29 ديسمبر 2013

الشيخ نقي كالوش: مسلمو ألبانيا يتمسكون بهويتهم الحضارية ويتحدون التغريب

**نتواصل ثقافيا مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وغيرها من المؤسسات الإسلامية والخيرية الكويتية

** رابطة الأئمة تضم أكثر من 120 داعية وإمام مسجد من خريجى الكليات الإسلامية فى الكويت والسعودية وغيرها

** الكويت تطلق أول اذاعة للقرآن الكريم في ألبانيا وفريق عملها من خريجي كلية الشريعة بدولة الكويت والمدينة المنورة

** المؤسسات الكويتية لها فضل كبير في تحسين اوضاع مسلمي البانيا حيث كفلت آلاف الأيتام وشيدت مئات المساجد والمراكز الصحية

كما هو حال كثير من الشعوب التي اعتنقت الدين الإسلامي، تعرف الألبانيون على الإسلام في أول الأمر عن طريق التجار المسلمين القادمين من الأندلس وجزيرة صقلية ومناطق حوض البحر المتوسط؛ حيث ما زالت هناك آثار لمسجدين بمدينة بيرات بوسط ألبانيا يرجع تاريخهما إلى ما قبل دخول الأتراك إليها.

ولكن انتشار الإسلام بشكل واسع وسط الألبانيين لم يتم إلا بعد الفتح العثماني لألبانيا (عام 827هـ - 1423م)؛ حيث بدأ تحول الألبان بعد ذلك للإسلام بشكل تدريجي بطيء، ولكنه استمر حتى دخل معظم الألبانيين في الإسلام طواعية بمحض إرادتهم ودون إكراه من الأتراك الفاتحين، وظلت البانيا مملكة من ممالك الخلافة العثمانية حتى عام 1920م، وتتراوح نسبة المسلمين الآن بين 70 - 75% من 4 ملايين نسمة اجمالي عدد السكان.

الداعية الإسلامي والإمام والخطيب الألباني ومدير العلاقات العامة في رابطة الأئمة في ألبانيا نقي كالوش زار الكويت في اطار التواصل الثقافي الإسلامي مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وغيرها من المؤسسات الإسلامية والخيرية الكويتية، بهدف مد جسور التعاون لأجل تطوير قدرات الأئمة والدعاة الألبانيين من خلال إقامة الدورات الشرعية والفقهية والدعوية والتنمية الذاتية.

وقال الشيخ كالوش الذي تخرج في كلية الشريعة الإسلامية جامعة الكويت، وكان من الطلبة الذين رشحوا للمنحة الكويتية للدراسة في المعهد الديني عام 1994م أن رابطة أئمة ألبانيا (LHSH) تعتبر مؤسسة أهلية إسلامية دعوية مستقلة، معترف بها رسميا ومرخصة من المحكمة المدنيّة عام 2010 م، و ذلك لممارسة نشاطاتها و تنفيذ مشاريعها و تحقيق أهدافها الثقافية و الاجتماعية في كافة مدن ألبانيا و خارجها.

وتقوم الرابطة – كما يوضح الشيخ كالوش - بالتنسيق بين الأئمة والخطباء الذين يتولون الوعظ والإرشاد في المساجد، حيث تشرف على ما يزيد علي ثمانين مسجدًا في أنحاء ألبانيا من أصل سبعمائة مسجد ما زالت بحاجة إلى رعاية، وتضم ما يزيد علي 120 داعية وإمام مسجد، من خريجى الجامعات الإسلامية الذين درسوا فى مختلف الدول العربية كالكويت والمملكة العربية السعودية، ويعملون متطوعين، كما تقوم بالعديد من الأنشطة والمشاريع الانسانية والتكافلية التى يحتاجاها مسلمو ألبانيا لمواجهة أزمات الفقر والجهل، وذلك بجانب مشاريع الرابطة الدعوية والثقافية والتربوية.

ورصد الشيخ كالوش حزمة من أهداف رابطة أئمة ألبانيا، وتتمثل في العمل الجاد للحفاظ على الهوية الإسلامية لابناء المسلمين، وإنشاء مرجعية إسلامية موحدة في البانيا تكون مصدرا رئيسا وموحدا للمواقف الدينية والفتاوى، وترسيخ روح التعاون والائتلاف والتشاور بين الدعاة ونبذ الفرقة والاختلاف المذموم، وتكريس قيم الاعتدال والوسطية في المواقف المختلفة، وتدبير الدعم المادي والمعنوي للأئمة والدعاة في مواجهة الظروف الاقتصادية القاسية، ورعاية المساجد والمراكز الإسلامية وتوفير الموارد المالية لبناء مساجد جديدة وترميم القديمة، والعمل على اظهار دور الإمام الحقيقي وتمكين الأئمة من كافة حقوقهم القانونية والمادية، وتطوير كفاءة الأئمة والدعاة وتأهيل الجدد منهم دعويا وفقهيا، والتنسيق مع الهيئات والمؤسسات ذات الصلة في ألبانيا وخارجها، والعمل على ترسيخ المودة والأخوة في المجتمع الألباني ودعم جهود التعايش والاندماج الايجابي، وتكويت هيئة للفتوى والبحوث حول واقع المسلمين.

وأشار إلى أن البانيا تعتبر من أفقر دول أوروبا، حيث يبلغ متوسط دخل الفرد فيها 480 دولار سنويا، لافتا الى أن الرابطة تتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والصندوق الكويتي للتنمية والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وجمعية فهد الأحمد الإنسانية وبيت الزكاة وجمعية احياء التراث الإسلامي وجمعية النجاة الخيرية ومبرة الأعمال الخيرية والسفارة الكويتية، وجامعة القصيم في السعودية ومؤسسة الوقف الإسلامي في السعودية ومؤسسة راف القطرية وغيرها، مشددا على أهمية دعم المشاريع الانسانية وكفالة الدعاة في البانياباعتبارها على ثغرة مهمة من ثغور الإسلام في ظل التحديات الجسيمة التي تواجه مسلموها، سيما أن الحكومة الألبانية تسعى للانضمام الى الاتحاد الأوروبي وفق شروطه التي قد تفرض على المسلمين موجة تغريبية إضافية، تشكل خطرا على هويتهم وثقافة أبنائهم ونسائهم، خاصة شريحة الشباب.

وتابع الشيخ كالوش: المؤسسات الكويتية لها فضل كبير في تحسين اوضاع المسلمين في ألبانيا، حيث كفلت ومازالت آلاف الأيتام، وأسهمت في بناء مئات المساجد وعشرات المراكز الصحية، ولم تدخر جهدا في تقديم المساعدات الإنسانية للفقراء والمحتاجين وتنفيذ المشاريع الموسمية كافطار الصائم والأضاحي، فضلا عن اسهامها في طباعة الكتب وترجمتها الى الألبانية، معربا عن شكر الشعب الألباني للكويت - أميرا وحكومة وشعبا ومؤسسات- لعطائها المتواصل في البانيا.

وحول أوضاع المسلمين في البانيا، عكس الشيخ كالوش خطابا متفائلا يشير إلى تحسن أحوال المسلمين وانتشار المساجد والمراكز الإسلامية في كافة مدن ألبانيا، وانطلاق برامج اسلامية في التليفزيون الألبان وانتشار المؤسسات الإسلامية التركية بما لها من تأثير ايجابي في الشارع الألباني وإنشار مدارس وجامعات إسلامية كجامعة البدر بالتنسيق مع المشيخة الإسلامية.

ولفت الشيخ كالوش إلى أن الكويت أطلقت أول اذاعة للقرآن الكريم في ألبانيا بدعم من لجنة زكاة الشامية والشويخ التابعة لجمعية النجاة الخيرية، وبالتعاون مع الحكومة الألبانية، وذلك لخدمة الدين الاسلامي في بلاد البلقان، والعمل على اعادة هذه الدول الى هويتها الاسلامية، بعد أن كان الحكم الشيوعي قد مسخها، مشيرا الى أن فريق العمل من المذيعين والمعدين من خريجي كلية الشريعة بدولة الكويت، وكذلك من خريجي كليات الشريعة في المدينة المنورة ومنطقة القصيم في المملكة العربية السعودية، ومنهم من كان يعمل إماما وخطيبا في مساجد ألبانيا.

نسأل الله التوفيق لصالح القول والعمل، ولا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل الشيخ نقي كالوش ، لما تفضل به علينا من علمه الوفير راجين المولى تبارك وتعالى له دوام الصحة والعافية، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت