19 سبتمبر 2024 | 16 ربيع الأول 1446
A+ A- A
الاوقاف الكويت

الشيخ طارق المحيلبي: أولى خطوات الاستعداد لاستقبال رمضان هي التوبة والدعاء

13 مايو 2018

هذه الأيام الطيبة التي نحن مقبلون عليها، وهذا الشهر المبارك الذي سيحل بنا هو ضيف كريم نحتاج إلى الاستعداد له، استعدادا يليق بموسم الخيرات والنفحات، التماسا للأجر وطمعا في المغفرة، ومن يتدبر سير الصالحين على مر التاريخ الإسلامي يُدرك ان استعدادهم لاستقبال رمضان كان يبدأ قبل أشهر طويلة ايماناً منهم بفضل هذا الشهر الكريم.
   حول سبل الاستعداد لاستقبال الشهر قال فضيلة الشيخ طارق المحيلبي، الداعية والمحاضر، أننا على أبواب نفحة ربانية كريمة وهي شهر رمضان المبارك، الذي كان النبي يبشر أصحابه بقدومه فيقول: «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين» (رواه مسلم)، وعلى ذلك فإنه ينبغي على المسلم أن يستعد لموسم الطاعات بعدة أمور، أولها وأهمها على الإطلاق؛ التوبة والدعاء، ينطبق ذلك على الاستعداد لأية طاعة، وليس فقط رمضان، عندما يتعرض الإنسان لأي عبادة أو موسم للخير ينبغي عليه أن يستهل ذلك بالتوبة والدعاء لله تبارك وتعالى أن يتقبل منه تلك العبادة، لا ينبغي أبدا الاستهانة بهذا الأمر، فعند الاقبال على الله بطاعة، فقط عليك أن تتذكر أنك أتيت وأنت مثقل بالذنوب والمعاصي، إذا لم تتنزه منها بالتوبة والدعاء، سيكون لهذه الذنوب أثر على العبادة، قد تنقصها، وربما أحبطتها والعياذ بالله، من أجل هذا ينبغي أن تكون أول خطوة في الاستعداد لاستقبال موسم الخير في رمضان أن نتذكر تقصيرنا وضعفنا وافتقارنا لرحمة الله وعفوه، وأن نتوب بين يدي الله عز وجل، وندعوه أن ييسر الله لنا الطاعة والعبادة وأن يتقبلها منا.
ثانيا: من الاستعداد للعبادة معرفة فضل هذه العبادة، حينما يعلم المسلم أن الله عز وجل يتكفل بأجر الصائم، وأعد له من الجزاء ما لا يعلمه إلا هو سبحانه، هذا يبعث الحماس في النفس ويهيئ المسلم للطاعة ويعينه عليها.
ثالثا: معرفة أحكام العبادة والكيفية التي تؤدى بها، لا يصح أن يقبل المسلم على عبادة دون أن يتعلم أركانها وشروطها، ومحظوراتها أو مكروهاتها، كل سنة تأتي إلى العلماء أسئلة عن أمور بديهية معلوم أنها من المفطرات، وبرغم ذلك يجهلها كثير من الناس، والآن ولله الحمد العلم متيسر، بضغطة زر على أي هاتف يمكن للمرء أن يسأل أو يفتح مقاطع تشرح له ما جهل عنه، فلا عذر لأحد.
رابعا: التهيؤ للعبادة عن طريق أداء مثلها مندوبا، الصلاة لها سنن مندوبة كالسنن الرواتب، والصيام كذلك، له مثله الثلاثة أيام البيض، وصوم الاثنين والخميس، والحج أيضا هناك استعداد له من خلال التمتع بالعمرة، وهكذا فإن أكثر العبادات لها من جنسها عبادة مندوبة، مثال على ذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يتهيأ لرمضان بصوم شعبان.
خامسا: حسن الظن بالله، وهذه نقطة في غاية الأهمية، لأن الله عند ظن العبد به؛ إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، فالمقصد أن الإنسان ينبغي أن يجدد حسن ظنه بالله تعالى عند الاستعداد للطاعة، يطلب ما عند الله من خير وهو مقبل عليه ومستبشر بالقبول، هذا يعزز المحبة والقرب من الله عز وجل.
سادسا: الحرص على العبادات الأخرى المرتبطة بهذه الطاعة، إذا أدرك العبد صيام رمضان، حرص على احياء ليله بالقرآن وقيام الليل، ونهاره بالصدقات، وإفطار الصائمين، لأن عبادات كثيرة مرتبطة برمضان.
سابعا: الترتيب والتنسيق، من خلال اعداد جدول أعمال أو ما شابه ذلك لتنظيم الطاعات والالتزام بهذا الجدول، حتى يغتنم الإنسان كل لحظة في يومه، ولا يتفلت الشهر دون إنجاز العبادات على الوجه الأمثل.
ثامنا: إزالة العوائق التي قد تؤثر على أداء العبادة، مثال على ذلك اعادة تنظيم أوقات جرعات العلاج حتى لا تتعارض مع الصيام، أو احتساب موعد أداء الزكاة وتوفير أموال سائلة حاضرة في وقتها المحدد، وما إلى ذلك من إزالة العوائق المادية حتى يتيسر للمرء أداء العبادة دون إبطاء أو تقصير.

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت