**لا بأس في إقبال المسلم على التثقف في أمور الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية..والقرار لأهل الاختصاص
** لا بديل عن النهضة الاقتصادية والصناعية والعسكرية وإصلاح التعليم وتحقيق الريادة العلمية والتقنية في أقطار المسلمين
** لابد أن يضطلع زعماء الأمة باتخاذ قرارات تنهي المذابح الجماعية في سوريا وبورما والوقوف بوجه الطغاة
حل إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د.صالح بن عبدالله بن حميد ضيفا عزيزا على دولة الكويت بدعوة كريمة من إدارة الثقافة الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التي دأبت على استضافة كبار العلماء والدعاة والمفكرين من جميع أنحاء العالم الإسلامي، وبرمجة دروس ولقاءات لهم في مساجد الكويت.
ويعد فضيلة الشيخ د.صالح بن عبدالله بن حميد واحد من كبار العلماء الذين يصدحون بكلمة الحق ولا يخشون في الله لومة لائم، والى جانب العديد من الدروس التي ألقاها الشيخ بن حميد في مساجد الكويت، زار فضيلته عددا من المؤسسات الإسلامية وتفقد مشاريعها وبرامجها، ومنها مبرة الآل والأصحاب التي قال عنها أنها تنشر الثقافة الصحيحة وتبين الحق وتقيم الحجة وتهدم الفتنة.
الدعوة مسؤولية الجميع
الشيح بن حميد يرى أن الدعوة إلى الله مسؤولية جميع المسلمين وليس أهل الذكر والاختصاص فقط، معتبرا أن لكل مسلم دور في تبليغ هذا الدين بالأساليب والطرق المختلفة، غير أن فضيلته أردف قائلا: لكن مسؤولية العلماء والدعاة أكبر وأعظم، وواجبهم أن يقوموا بهذا الدور على أكمل وجه.
ولما كان للقدوة والأسوة الحسنة دور مهم في نشر الدين الإسلامي العظيم، ذهب إمام وخطيب المسجد الحرام إلى أن الإسلام دين اعتقاد وعمل، وأن دور القدوة في تبليغ الدين مهم جداً لما يمتلكه من موهبة ومؤهلات وسمت إسلامي وخلق، والناس ينظرون إلى أعمال الإنسان قبل علمه فإن كان عمله مطابق لعلمه يأخذون منه ويثقون به.
طلب العون من الله
وأضاف إن واجب الدعاة والمشتغلين بالعمل الإسلامي أن يطلبوا العون من الله تعالى مثل ما سأل موسى ربه في قوله تعالى " رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا انك كنت بنا بصيرا "، مشددا على ضرورة أن يستمد الداعية العون من الله في انشراح صدره وتيسير أمره كي يتحمل الناس ويصبر على أذاهم في سبيل تبليغ الدين، كما أن عليه أن يستعين بالصالحين ممن يملكون المؤهلات والكفاءات حتى تنجح الدعوة فيكثر المسبحون والذاكرون.
ولم ير فضيلة بن حميد بأسا في إقبال المسلم على التثقف في أمور الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، لكنه وازن بين ذلك وبين اتخاذ القرارات بقوله : "لكن عندما يأتي الدور في اتخاذ القرارات التي تهم مصالح الأمة لابد أن يُرد الأمر للمختصين في هذه الأمورـ ويجب أن تحترم قراراتهم حتى نجنب الأمة كثيرا من الأمور التي وقعت فيها، وتعاني منها".
مناصرة قضايا الأمة
قضايا الأمة الإسلامية تشغل اهتمام إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد، وقد ناشد فضيلته زعماء الدول الإسلامية وقادتها العمل على إعادة دم المسلم بمواقف حازمة ضد كل من يرى الإسلام في دائرة التطرف والإرهاب، ويجعل أهل الإسلام يدفعون ثمن ذلك من أنفسهم وكرامتهم واقتصادهم وسياستهم وعلاقاتهم، محذرا من أن تقف المطامع الصغرى والمصالح الضيقة أمام المصالح الكبرى وآمال الأمة وثقتها، ومعتبرا أن أولى الأولويات، هي تعزيز التضامن الإسلامي والسير الجاد نحو تحقيق وحدة كبرى تنقذ الأمة الإسلامية من التشرذم والاضطراب، واتخاذ مواقف حازمة ضد الحملات التي يتعرض لها الإسلام، ونبي الإسلام صلى الله عليه واله وسلم وكتاب الله العزيز.
ويقف فضيلة الشيخ بن حميد على قضية بالغة الأهمية بقوله " أن أعداء الأمة يحاولون ترسيخ الطائفية المذهبية بين المسلمين ليتنامى دورها السلبي كونها المدخل العريض للتنافس لتحقيق مصالحهم الخاصة ومطامعهم على حساب تقسيم المقسم وتوسيع الخلافات وبث روح الانكفاء على الاصطفافات الضيقة مشيراً إلى أن الطائفية هي العائق الصلب والسد العظيم أمام تحقيق كل هدف إسلامي نبيل وأعظمها الوحدة الإسلامية المنشودة".
وفي إطار تبنيه لقضايا المسلمين والتنوير بالمكائد والتحديات المحدقة بالأمة يرى فضيلة الشيخ بن حميد أن قضية المسلمين الكبرى ومشكلتهم الأولى هي فلسطين التي لا تزال ترزح تحت الاحتلال، مؤكدا أن العدو لا يزال يقطع الأراضي، ويعبث بالمقدرات، بل يعبث بالاتفاقيات، ويحاصر غزة ،ويسرق الضفة، ويسعى ومن معه بما أوتوا من قوة ليجعلوا هذه القضية الكبرى في مؤخرة القضايا.
وقف المذابح الجماعية
ولفضيلة الشيخ بن حميد موقف جليل ومقدر في مطالبته زعماء الأمة باتخاذ قرارات تنهي المذابح الجماعية التي يذهب كل يوم ضحيتها رجال ونساء وأطفال كلهم أبرياء عزل مسالمون يطالبون بحقوقهم المشروعة في سوريا الجريحة وفي ميانمار (بورما) والوقوف بوجه الطغاة المتجبرين الذي يرتكبون تلك الجرائم.
وشدد فضيلته على ضرورة اتخاذ طريق الوحدة المنشود والاعتماد على كفاءات تلك البلاد ورجالاتها في وضع الخطط ورصد الموارد للمشاريع المشتركة الاقتصادية والصناعية والعسكرية وإصلاح التعليم، وتحقيق الريادة العلمية والتقنية في أقطار المسلمين مع حفظ حقوق الناس والحرية العامة وحقوق الأقليات وما يتطلبه ذلك من ضبط مسار الإعلام حتى لا يزيد من مناخات التوتر وزرع الشكوك وافتعال التنافر بين المسلمين.