20 سبتمبر 2024 | 17 ربيع الأول 1446
A+ A- A
الاوقاف الكويت

الشيخ المعيقلي: اجتماع كلمة المسلمين مصدر قوة ...وتفرقهم هلكة وضعف

18 مارس 2014

** علينا أن نبذل الغالي والنفيس لتوحيد صفوف الأمة..فهذا من علامات محبته صلى الله عليه وسلم

** محبة النبي صلى الله عليه وسلم عبادة عظيمة تستوجب توقيره وتعظيمه والامتثال لسنته ومحبة آله وأصحابه

** من أمارات حبه صلى الله عليه وسلم طاعته وإتباعه فيما أمر وتصديقه فيما أخبر واجتناب ما نهى عنه وزجر

**واجبنا أن ننزل النبي صلى الله عليه وسلم منزلته التي أنزله الله إياها فلا نغلوا فيه أو ننسب اليه شيئا لم ينسبه الله له

دأبت إدارة الثقافة الإسلامية في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت على استضافة علماء الدين ورموز الدعوة وأعلام الوعظ والإرشاد في العالم الإسلامي في نشاط دعوي دؤوب ومتنوع وناجح يتجلى في إقبال الجمهور على مثل هذه الفعاليات الدعوية.

إمام الحرم المكي فضيلة الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي أحد هؤلاء الدعاة، حل ضيفا على مساجد الكويت خطيباً وواعظاً وقارئا للقرآن الكريم، وألقى فضيلته خطبة الجمعة 14 مارس الجاري في المسجد الكبير، ونقلت الخطبة مباشرة عبر أثير تلفزيون دولة الكويت محليا وفضائيا وإذاعة القرآن الكريم، وازدحم المسجد وساحاته بالمصلين.

وفي سياق حديثه عن"عظمة محبة النبي ووجوبها"، بالأدلة القرآنية والنبوية والأشعار، شدد الشيخ المعيقلي على ضرورة اجتماع كلمة المسلمين لأن اجتماعهم قوة ودليل محبة للنبي صلى الله عليه وسلم واقتداء بهديه وفي تفرقهم الهلكة والضعف.

من أجل أعمال القلوب

إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم عبادة عظيمة نعبد بها الله عز و جل – كما يقول المعيقلي- كما أنها عمل قلبي من أجل أعمال القلوب، ولا يكون العبد مؤمنا حتى يصير الرسول أحب اليه من نفسه وولده ووالده والناس اجمعين، وهو صلى الله عليه وسلم الذي أخرجنا الله به من الظلمات الى النور ومن الضلالة الى الهداية، فتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك، لا يزيغ عنها إلا هالك، قال تعالى (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا، ما كنت تدري ما الكتاب وما الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا، وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم، صراط الله الذي له ما في السموات وما في الأرض، ألا إلى الله تصير الأمور)، كما أن حب النبيّ يكون مع الاقتداء به والعمل بسنته وتعظيمه وتوقيره ومحبة من يحب من أهل بيته وصحابته وكثرة الصلاة عليه وكثرة ذكره ، وكثرة الشوق إلى لقائه.

طاعة الرسول وإتباعه

وأضاف الشيخ المعيقلي: إن لحب النبي صلى الله عليه وسلم علامات وأمارات، وعلى قدر تلك الامارات تكون حقيقة المحبة، فمن تلك العلامات طاعته واتباعه صلى الله عليه وسلم فيما امر، وتصديقه فيما اخبر واجتناب ما نهى عنه وزجر، وان تكون محبته صلى الله عليه وسلم مقدمة على محبة ما سواه، (قل إن كنتم تحبون الله، فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم، والله غفور رحيم).

وعن جابر رضي الله عنه« لما استوى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة قال: اجلسوا، فسمع ذلك ابن مسعود، فجلس على باب المسجد، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: تعال يا عبدالله، ولنتأمل في فعل هذا الصحابي الجليل، بمجرد ان سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اجلسوا، جلس رضي الله عنه وارضاه ولو كان جلوسه بباب المسجد، (يأيها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم).

الأنصار وحب النبي

وعن حب الأنصار رضي الله عنهم لنبي صلى الله عليه وسلم قال الشيخ المعيقلي، لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا قسم الغنائم، فأعطى المؤلفة قلوبهم ولم يعط الأنصار شيئا، فكأنما وقع ذلك في نفوسهم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطبهم: فحمد الله واثنى عليه ثم قال: يا معشر الأنصار: الم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي، وعالة فأغناكم الله بي ومتفرقين فجمعكم الله بي، وهم يقولون: لله ولرسوله المن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تجيبوني يا معشر الانصار، قالوا: وما نجيبك يارسول الله، ولله ولرسوله المن والفضل، قال: اما والله لو شئتم لقلتم: فلصدقتم وصدقتم، اتيتنا مكذبا فصدقناك، ومخذولا فنصرناك وطريدا فأويناك، فوجدتم في انفسكم يا معشر الانصار في لعاعة من الدنيا، تآلفت بها قوما ليسلموا، وفوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ولو سلكت الناس شعبا والانصار شعبا لسلكت شعب الانصار، اللهم ارحم الانصار وأبناء الانصار وأبناء ابناء الأنصار فبكى القوم حتى اخضلت لحاهم، وقالوا: رضينا برسول الله قسما وحظا».

والمرأة التي اصيب ابوها وزوجها وأخوها- كما يوضح المعيقلي- يوم أحد وهي تقول «ما فعل رسول الله» ولم تطمئن تنظر اليه وتقول «كل مصيبة بعدك جلل يارسول الله»، أتراها بعد هذه المحبة العظيمة لرسول الله ان تخالف امره او تربي ابناءها على غير سنته وهديه، وليس هذا حالها فقط بل هو حال نساء الصحابة رضي الله عنهن، كن بمجرد ان يسمعن الامر من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقلن: سمعنا واطعنا.

توقيره صلى الله عليه وسلم وتعظيمه

ومن علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم – كما يتناولها إمام الحرم المكي- توقيره وتعظيمه والامتثال لسنته قال رب العزة (إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا)، وفي صحيح مسلم قال عمرو بن العاص «وما كان احد احب الي من رسول الله، ولا اجل في عيني منه وما كنت اطيق ان املأ عيني منه اجلالا له صلى الله عليه وسلم ولو سئلت ان اصفه ما اطقت لأنني لم اكن املأ عيني منه صلى الله عليه وسلم».

محبة الآل والأصحاب

وأضاف الشيخ المعيقلي: ومن علامات محبته صلى الله عليه وسلم محبة آله واصحابه، قال تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى، والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه، أعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم).

ان كنت تحب محمدا صلى الله عليه وسلم فأحب آله وصحبه، قال شيخ الاسلام ابن تيمية من اصول اهل السنة والجماعة انهم يحبون اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى).

لا تطروني..وإياكم والغلو

وفي معنى بالغ الأهمية نوه إمام الحرم المكي إلى أنه من علامات محبته صلى الله عليه وسلم ان ننزله منزلته التي انزله الله إياها فلا نغلوا فيه او ننسب اليه شيئا لم ينسبه الله له، (قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا، قل إني لن يجيرني من الله أحد)، وقال صلى الله عليه وسلم كما جاء في كتاب ربي (قل إني لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله)، (ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء)، وحذرنا صلى الله عليه وسلم من الغلو فقال «اياكم والغلو في الدين فإنما اهلك من كان قبلكم الغلو» وقال صلى الله عليه وسلم «لا تطروني كما اطرت النصاري ابن مريم، فإنما انا عبد فقولوا عبدالله ورسوله»، ويقول رب العزة (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم، فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم).

اجتماع الأمة

وفي اسقاط واضح على ما تعانيه الأمة من تفكك وانقسام قال الشيخ المعيقلي: ان من اثار محبة النبي صلى الله عليه وسلم اجتماع الكلمة ووحدة الأمة، فكان صلى الله عليه وسلم يحرص على ذلك في دعوته، بل استمر في ذلك الى آخر حياته، فرسم لنا منهجا وأوضح لنا طريقه، حيث جمع أعراقا متعددة من اقاليم متباينة تحت مظلة الاسلام، العربي مع غير العربي، والابيض مع الاسود، والفقير مع الأمير فكان يدعو أمته الى آخر حياته بان تجتمع يدا واحدة مع ولاة أمرها وتسمع لها وتطيع في العسر واليسر، قال انس رضي الله عنهلما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة اضاء منها كل شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه اظلم منها كل شيء، وقال الامام النووي ان تبسم النبي صلى الله عليه وسلم حينما رأى ابا بكر يؤم المسلمين في الصلاة في مرض النبي صلى الله عليه وسلم هو فرحه باجتماع المسلمين على الصلاة وإتباعهم لإمامتهم وإقامتهم شريعته واتفاق كلمتهم ولهذا استنار وجه النبي صلى الله عليه وسلم.

تأليف قلوب الأمة

ودعا إمام الحرم المكي المسلمين إلى بذل الغالي والنفيس في تأليف قلوب الامة واجتماع كلمتها وتوحيد صفها على كتاب ربها وسنة رسولها لان ذلك مما يفرح رسولنا صلى الله عليه وسلم ويدخل السرور على قلبه صلى الله عليه وسلم، بل وفي ذلك القوة والمنعة وفي غير ذلك الضعف والهلكة (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، واصبروا إن الله مع الصابرين)، (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا).

أشعار في حب الرسول

وتخلل حديثه العديد من المقاطع الشعرية للتدليل على عظمة النبي الكريم وعظمة مكانته عند ربه، وعظمة محبته لامته.

نسينا في ودادك كل غال

فأنت اليوم أغلى ما لدينا

نلام على محبتكم ويكفي

لنا شرف نلام وما علينا

ولم نلقكم لكن شوقا

يذكرنا فكيف إذا التقينا

تسلى الناس بالدنيا وإنا

لعمر الله بعدك ما سلينا

وفي موضع آخر أورد الأبيات التالية في شأن النبي صلى الله عليه وسلم:

فليتك تحلو والحياة مريرة

وليتك ترضى والأنام غضاب

وليت الذي بيني وبينك عامر

وبيني وبين العالمين خراب

إذا صح منك الود فالكل هين

وكل الذي فوق التراب تراب

وفي موضع ثالث أورد مايلي:

وأحسن منك لم تر قط عيني

وأجمل منك لم تلد النساء

خلقت مبرأ من كل عيب

كأنك قد خلقت كما تشاء

والله نسأل أن يبارك في جهود إمام الحرم المكي الشيخ د. ماهر المعيقلي، وأن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان، وأن يهديهم إلى محبة النبي صلى الله عليه وسلم تأسيا وإقتداء وإتباعا، وأن يقي بلاد المسلمين الفتن ماظهر منها وما بطن.

** علينا أن نبذل الغالي والنفيس لتوحيد صفوف الأمة..فهذا من علامات محبته صلى الله عليه وسلم

** محبة النبي صلى الله عليه وسلم عبادة عظيمة تستوجب توقيره وتعظيمه والامتثال لسنته ومحبة آله وأصحابه

** من أمارات حبه صلى الله عليه وسلم طاعته وإتباعه فيما أمر وتصديقه فيما أخبر واجتناب ما نهى عنه وزجر

**واجبنا أن ننزل النبي صلى الله عليه وسلم منزلته التي أنزله الله إياها فلا نغلوا فيه أو ننسب اليه شيئا لم ينسبه الله له

دأبت إدارة الثقافة الإسلامية في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت على استضافة علماء الدين ورموز الدعوة وأعلام الوعظ والإرشاد في العالم الإسلامي في نشاط دعوي دؤوب ومتنوع وناجح يتجلى في إقبال الجمهور على مثل هذه الفعاليات الدعوية.

إمام الحرم المكي فضيلة الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي أحد هؤلاء الدعاة، حل ضيفا على مساجد الكويت خطيباً وواعظاً وقارئا للقرآن الكريم، وألقى فضيلته خطبة الجمعة 14 مارس الجاري في المسجد الكبير، ونقلت الخطبة مباشرة عبر أثير تلفزيون دولة الكويت محليا وفضائيا وإذاعة القرآن الكريم، وازدحم المسجد وساحاته بالمصلين.

وفي سياق حديثه عن"عظمة محبة النبي ووجوبها"، بالأدلة القرآنية والنبوية والأشعار، شدد الشيخ المعيقلي على ضرورة اجتماع كلمة المسلمين لأن اجتماعهم قوة ودليل محبة للنبي صلى الله عليه وسلم واقتداء بهديه وفي تفرقهم الهلكة والضعف.

من أجل أعمال القلوب

إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم عبادة عظيمة نعبد بها الله عز و جل – كما يقول المعيقلي- كما أنها عمل قلبي من أجل أعمال القلوب، ولا يكون العبد مؤمنا حتى يصير الرسول أحب اليه من نفسه وولده ووالده والناس اجمعين، وهو صلى الله عليه وسلم الذي أخرجنا الله به من الظلمات الى النور ومن الضلالة الى الهداية، فتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك، لا يزيغ عنها إلا هالك، قال تعالى (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا، ما كنت تدري ما الكتاب وما الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا، وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم، صراط الله الذي له ما في السموات وما في الأرض، ألا إلى الله تصير الأمور)، كما أن حب النبيّ يكون مع الاقتداء به والعمل بسنته وتعظيمه وتوقيره ومحبة من يحب من أهل بيته وصحابته وكثرة الصلاة عليه وكثرة ذكره ، وكثرة الشوق إلى لقائه.

طاعة الرسول وإتباعه

وأضاف الشيخ المعيقلي: إن لحب النبي صلى الله عليه وسلم علامات وأمارات، وعلى قدر تلك الامارات تكون حقيقة المحبة، فمن تلك العلامات طاعته واتباعه صلى الله عليه وسلم فيما امر، وتصديقه فيما اخبر واجتناب ما نهى عنه وزجر، وان تكون محبته صلى الله عليه وسلم مقدمة على محبة ما سواه، (قل إن كنتم تحبون الله، فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم، والله غفور رحيم).

وعن جابر رضي الله عنه« لما استوى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة قال: اجلسوا، فسمع ذلك ابن مسعود، فجلس على باب المسجد، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: تعال يا عبدالله، ولنتأمل في فعل هذا الصحابي الجليل، بمجرد ان سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اجلسوا، جلس رضي الله عنه وارضاه ولو كان جلوسه بباب المسجد، (يأيها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم).

الأنصار وحب النبي

وعن حب الأنصار رضي الله عنهم لنبي صلى الله عليه وسلم قال الشيخ المعيقلي، لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا قسم الغنائم، فأعطى المؤلفة قلوبهم ولم يعط الأنصار شيئا، فكأنما وقع ذلك في نفوسهم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطبهم: فحمد الله واثنى عليه ثم قال: يا معشر الأنصار: الم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي، وعالة فأغناكم الله بي ومتفرقين فجمعكم الله بي، وهم يقولون: لله ولرسوله المن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تجيبوني يا معشر الانصار، قالوا: وما نجيبك يارسول الله، ولله ولرسوله المن والفضل، قال: اما والله لو شئتم لقلتم: فلصدقتم وصدقتم، اتيتنا مكذبا فصدقناك، ومخذولا فنصرناك وطريدا فأويناك، فوجدتم في انفسكم يا معشر الانصار في لعاعة من الدنيا، تآلفت بها قوما ليسلموا، وفوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ولو سلكت الناس شعبا والانصار شعبا لسلكت شعب الانصار، اللهم ارحم الانصار وأبناء الانصار وأبناء ابناء الأنصار فبكى القوم حتى اخضلت لحاهم، وقالوا: رضينا برسول الله قسما وحظا».

والمرأة التي اصيب ابوها وزوجها وأخوها- كما يوضح المعيقلي- يوم أحد وهي تقول «ما فعل رسول الله» ولم تطمئن تنظر اليه وتقول «كل مصيبة بعدك جلل يارسول الله»، أتراها بعد هذه المحبة العظيمة لرسول الله ان تخالف امره او تربي ابناءها على غير سنته وهديه، وليس هذا حالها فقط بل هو حال نساء الصحابة رضي الله عنهن، كن بمجرد ان يسمعن الامر من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقلن: سمعنا واطعنا.

توقيره صلى الله عليه وسلم وتعظيمه

ومن علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم – كما يتناولها إمام الحرم المكي- توقيره وتعظيمه والامتثال لسنته قال رب العزة (إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا)، وفي صحيح مسلم قال عمرو بن العاص «وما كان احد احب الي من رسول الله، ولا اجل في عيني منه وما كنت اطيق ان املأ عيني منه اجلالا له صلى الله عليه وسلم ولو سئلت ان اصفه ما اطقت لأنني لم اكن املأ عيني منه صلى الله عليه وسلم».

محبة الآل والأصحاب

وأضاف الشيخ المعيقلي: ومن علامات محبته صلى الله عليه وسلم محبة آله واصحابه، قال تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى، والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه، أعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم).

ان كنت تحب محمدا صلى الله عليه وسلم فأحب آله وصحبه، قال شيخ الاسلام ابن تيمية من اصول اهل السنة والجماعة انهم يحبون اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى).

لا تطروني..وإياكم والغلو

وفي معنى بالغ الأهمية نوه إمام الحرم المكي إلى أنه من علامات محبته صلى الله عليه وسلم ان ننزله منزلته التي انزله الله إياها فلا نغلوا فيه او ننسب اليه شيئا لم ينسبه الله له، (قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا، قل إني لن يجيرني من الله أحد)، وقال صلى الله عليه وسلم كما جاء في كتاب ربي (قل إني لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله)، (ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء)، وحذرنا صلى الله عليه وسلم من الغلو فقال «اياكم والغلو في الدين فإنما اهلك من كان قبلكم الغلو» وقال صلى الله عليه وسلم «لا تطروني كما اطرت النصاري ابن مريم، فإنما انا عبد فقولوا عبدالله ورسوله»، ويقول رب العزة (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم، فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم).

اجتماع الأمة

وفي اسقاط واضح على ما تعانيه الأمة من تفكك وانقسام قال الشيخ المعيقلي: ان من اثار محبة النبي صلى الله عليه وسلم اجتماع الكلمة ووحدة الأمة، فكان صلى الله عليه وسلم يحرص على ذلك في دعوته، بل استمر في ذلك الى آخر حياته، فرسم لنا منهجا وأوضح لنا طريقه، حيث جمع أعراقا متعددة من اقاليم متباينة تحت مظلة الاسلام، العربي مع غير العربي، والابيض مع الاسود، والفقير مع الأمير فكان يدعو أمته الى آخر حياته بان تجتمع يدا واحدة مع ولاة أمرها وتسمع لها وتطيع في العسر واليسر، قال انس رضي الله عنهلما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة اضاء منها كل شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه اظلم منها كل شيء، وقال الامام النووي ان تبسم النبي صلى الله عليه وسلم حينما رأى ابا بكر يؤم المسلمين في الصلاة في مرض النبي صلى الله عليه وسلم هو فرحه باجتماع المسلمين على الصلاة وإتباعهم لإمامتهم وإقامتهم شريعته واتفاق كلمتهم ولهذا استنار وجه النبي صلى الله عليه وسلم.

تأليف قلوب الأمة

ودعا إمام الحرم المكي المسلمين إلى بذل الغالي والنفيس في تأليف قلوب الامة واجتماع كلمتها وتوحيد صفها على كتاب ربها وسنة رسولها لان ذلك مما يفرح رسولنا صلى الله عليه وسلم ويدخل السرور على قلبه صلى الله عليه وسلم، بل وفي ذلك القوة والمنعة وفي غير ذلك الضعف والهلكة (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، واصبروا إن الله مع الصابرين)، (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا).

أشعار في حب الرسول

وتخلل حديثه العديد من المقاطع الشعرية للتدليل على عظمة النبي الكريم وعظمة مكانته عند ربه، وعظمة محبته لامته.

نسينا في ودادك كل غال

فأنت اليوم أغلى ما لدينا

نلام على محبتكم ويكفي

لنا شرف نلام وما علينا

ولم نلقكم لكن شوقا

يذكرنا فكيف إذا التقينا

تسلى الناس بالدنيا وإنا

لعمر الله بعدك ما سلينا

وفي موضع آخر أورد الأبيات التالية في شأن النبي صلى الله عليه وسلم:

فليتك تحلو والحياة مريرة

وليتك ترضى والأنام غضاب

وليت الذي بيني وبينك عامر

وبيني وبين العالمين خراب

إذا صح منك الود فالكل هين

وكل الذي فوق التراب تراب

وفي موضع ثالث أورد مايلي:

وأحسن منك لم تر قط عيني

وأجمل منك لم تلد النساء

خلقت مبرأ من كل عيب

كأنك قد خلقت كما تشاء

والله نسأل أن يبارك في جهود إمام الحرم المكي الشيخ د. ماهر المعيقلي، وأن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان، وأن يهديهم إلى محبة النبي صلى الله عليه وسلم تأسيا وإقتداء وإتباعا، وأن يقي بلاد المسلمين الفتن ماظهر منها وما بطن.

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت