20 سبتمبر 2024 | 17 ربيع الأول 1446
A+ A- A
الاوقاف الكويت

الشاعر الفلسطيني سمير عطية: وزارة الأوقاف الكويتية تتميز بخطاب إسلامي عصري

04 سبتمبر 2012

** نهتم بالثقافة الشعرية عن فلسطين وتحولات القصيدة الشعرية ورصد تجارب وإبداعات شعراء الوطن العربي والإسلامي

** الشعراء سبقوا الساسة والإعلاميين والخبراء في التوعية بنكبة فلسطين

**أدعو المؤسسات الإسلامية أن تضطلع بالإغاثة الفكرية في ظل قيام الكيان الصهيوني بتزوير التاريخ وسرقة الهوية واستلاب التراث

مدير بيت فلسطين للشعر ورئيس تحرير مجلة العودة الشاعر الفلسطيني سمير عطية من مواليد الكويت، درس في مدارسها، وتعلم الشعر على أرضها، أسس بيت فلسطين للشعر عام 2009، للحفاظ على الهوية الفلسطينية وتعزيز الشعور الوطني لدى الشعب الفلسطيني الذي يرفض المساومة على حقوقه التاريخية ويتمسك بحق العودة من خلال الفعاليات والأنشطة الثقافية والأدبية.

وقال عطية في هذا الحوار إن مشروعنا مؤسسة تخصصية لتكون أقدر على العطاء الثقافي، والعناية بالشعر العربي والفلسطيني على حدٍّ سواء، وان هناك تعاون وثيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتية، مؤكدا أن الأوقاف الكويتية تختلف عن نظيراتها بتميزها بخطاب إسلامي عصري ونوعي يجمع بين الأصالة والمعاصرة.

ودعا الشاعر الفلسطيني المؤسسات الإسلامية أن تضطلع بالإغاثة الفكرية في ظل قيام الكيان الصهيوني بتزوير التاريخ وسرقة الهوية واستلاب التراث من أجل الصمود الثقافي وإطلاق المشاريع الثقافية للوقوف سدا منيعا أمام حالة سلب التاريخ، وفيما يلي نص الحوار:

**في البداية نود أن نتعرف على نشأة بيت الشعر الفلسطيني وأهدافه وأهم أنشطته؟

** بيت الشعر الفلسطيني تأسس في عام 2009م، ويعد أول مؤسسة متخصصة بالشعر وشؤون الشعراء خارج حدود الوطن المحتل، ويهدف إلى العمل على إبراز دور الشعراء وإبداعاتهم في قضية فلسطين وأدب العودة واستكشاف المواهب الشبابية وصقلها وتطويرها لبناء جيل شبابي مبدع واع ومنتم لقضيته العادلة، والعمل على التواصل الثقافي بين شعراء فلسطين وشعراء الوطن العربي والعالم، ورفد الواقع الثقافي الفلسطيني والعربي والعالمي بالعطاء الايجابي والمتميز، وتعزيز حضور المضامين الأخلاقية والوطنية في الأوساط الثقافية، والقيام بربط الأجيال بدور الشعر الهادف ومكانته الثقافية والوطنية.

ونحن في بيت فلسطين للشعر نهتم بالثقافة الشعرية عن فلسطين وتحولات القصيدة الشعرية، ورصد تجارب وإبداعات شعراء الوطن العربي والإسلامي، وشعراء أبناء فلسطين، ونرصد ونتابع ونحلل ونصوغ ثقافة ملتزمة وهادفة وجادة من خلال الشعر وصناعة أجواء ثقافية في أوساط الأدباء والشعراء، ونسعى إلى أن يضم بيت الشعر الفلسطيني تخصصات أخرى مثل الرواية والفن التشكيلي والمسرح وغيرها.

**وماذا عن مجلة العودة التي تترأسون تحريرها؟ والرسالة التي تقدمها للقراء والمهتمين؟

**مجلة العودة أسست عام 2007 وصدر منها حتى الآن 57 عددا، وهي مطبوعة دورية تعنى بشؤون اللاجئين الفلسطينيين في العالم، ويبلغ عددهم 6 ملايين لاجئ، كما تحلل القضية الفلسطينية من مختلف الأبعاد والزوايا، ومواقف دول العالم العربي والإسلامي والحر، كما ترصد التحولات الفكرية والشعبية والاجتماعية في المؤتمرات، ولها هيئة تحرير مختصة ومراسلون متخصصون في شؤون اللاجئين، وهي المنبر الوحيد المتخصص في شؤون اللاجئين.

**وهل للشعر والأدب دور ملموس في دعم القضية الفلسطينية وتعميق قيم الانتماء للوطن الفلسطيني؟

** نستطيع القول أن الشعراء سبقوا الساسة والإعلاميين والخبراء في التوعية بنكبة فلسطين، ومن هؤلاء الشعراء الشاعر المصري أحمد محرم، صاحب قصيدة نكبة فلسطين في عام 1933، وهو أول من أدخل مصطلح النكبة إلى المعجم السياسي والثقافي والشعبي والإعلامي، وهذا دليل على أهمية الرؤية الثقافية والنصرة الأدبية لفلسطين في الوسط العربي والإسلامي، لأنه حينما يهتم الشاعر بالقضية الفلسطينية يعطيك استشرافا مهما ويعطي العلماء والساسة رسائل واضحة في هذا الشأن.

** ما أهم إصدارات بيت فلسطين للشعر ؟

** يعنى البيت بإصدار دواوين للشعراء العرب من فلسطينيين وغير فلسطينيين، بغية رفد المكتبة الفلسطينية بالإصدارات الجديدة، وقد أصدر دواوين عديدة منها ديوان (رسالة من المسجد الأقصى) للشاعر عبد الغني التميمي، ديوان (تختبئ الطيور لكي تموت) للشاعر حسن الأمراني، وديوان (خلف أسوار الهوى) للشاعر ياسر علي، وديوان (أحلام العودة) للشاعر حسن الزريقي، وديوان (عودة النسور) للشاعر محمد توكلنا، وهناك دواوين أخرى في طريقها إلى الطبع، منها الأعمال الكاملة للشاعر المرحوم يحيى برزق، وديوان قصيدة العودة الذي سيضم قصائد لعدد من الشعراء من جميع أنحاء الوطن العربي معارِضة لقصيدة الشاعر المرحوم أبي سلمى (سنعود)، وإضافة إلى الإصدارات المطبوعة، أصدر البيت أول ديوان صوتي للشاعر عبد الغني التميمي، وهو فاتحة لإصدارات صوتية يعمل البيت على إصدارها لتكون رديفاً للإصدارات المطبوعة، وقد باشر البيت منذ وقت قريب الإعداد لإصدار كل ما يرفد ثقافة العودة من أعمال نثرية كالدراسات والروايات والقصص القصيرة والمسرحيات.

**ما أهم البرامج والمناشط التي شارك فيها بيت فلسطين للشعر في الكويت؟

**بيت فلسطين شارك في عدد من المناشط والفعاليات الأدبية والثقافية بالكويت، ومن بينها مهرجان العودة الذي كان للبيت جناح خاص، حيث قدمنا للجمهور تعريفا مرئيا لمسيرة بيت فلسطين من الفكرة إلى النشأة، وقد قدمنا عدد من الأعمال الشعرية عن فلسطين والقدس والأسرى.

وهناك حراك ثقافي نحاول أن نكون جزءا منه، وتوجيهه لخدمة القضية الفلسطينية من خلال مؤتمراتنا وإصداراتنا باللغتين العربية والانجليزية، وتواصلنا مع الشعراء في أوروبا وآسيا وإفريقيا لخدمة القضية الفلسطينية وصناعة مقاومة ثقافية وصمود ثقافي، وأطلقنا مسابقة شعرية عن بيت فلسطين، وقد فاز فيها شعراء من مصر والعراق، وهذا دليل على حضور القضية في أذهان أبناء الأمة والقدرة على بناء جيل معرفي داعم للقضية الفلسطينية.

** ما أهم مجالات التعاون المشترك مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتية وغيرها من المؤسسات؟

**نتواصل مع العديد من المؤسسات المعنية في الكويت ومنها إدارة الثقافة والدراسات الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ورابطة الأدباء الكويتيين، ومنتدى الأدب الإسلامي في المركز العالمي للوسطية، و مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، وقد قدمنا عددا من المشاريع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بعضها في إطار التنفيذ وبعضها قيد الدراسة.

والحقيقة إن اهتمام وزارة الأوقاف في الكويت بالقضايا الإسلامية يعد اهتماما نوعيا ومتطورا بالمقارنة بالخطاب التقليدي في وزارات الأوقاف بالدول الأخرى، حيث أن وزارة الأوقاف الكويتية تتميز بخطاب عصري يلتزم بالأهداف والثوابت والقيم الإسلامية، وتقدم الإسلام بصيغة عصرية وأسلوب يتناسب مع جميع الأجيال المختلفة، هذا الخطاب الثقافي العصري يرتكز إلى القيم والأصالة والفهم الصحيح للإسلام، ونأمل أن تحاكي المؤسسات الأخرى تجربة الأوقاف الكويتية.

**وكيف ترى دور المؤسسات الإسلامية في دعم قضية فلسطين على المستوى الثقافي؟

**أناشد المؤسسات الإسلامية أن تضطلع بالإغاثة الفكرية لأننا بحاجة إلى إغاثة ثقافية واسعة وجادة وفاعلة في ظل قيام الكيان الصهيوني بتزوير التاريخ وسرقة الهوية واستلاب التراث.

والمعركة في جوهرها معركة حضارية ثقافية يجب على جميع أبناء الأمة الإسلامية أن يقفوا معنا في المؤسسات الثقافية من أجل الصمود الثقافي وإطلاق المشاريع الثقافية للوقوف سدا منيعا أمام حالة سلب التاريخ.

وفقنا الله لصالح القول والعمل، وفي الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل للشاعر الفلسطيني/ سمير عطية:، لما تفضل به علينا من علمه الوفير راجين المولى تبارك وتعالى له دوام الصحة والعافية، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت