الداعية الإسلامية خولة عابدين ترسم طريق السعادة للمرأة المسلمة

• · احذري عواقب حب المعصية والتبرج والنفاق والتهتك والسبل الشيطانية والجهل والإعراض عن أوامر الله
• · اغتنمي وقتك واعتزي بعقيدتك والتزامك وإياك والغضب وسرعة الانفعال واجعلي شعارك رضا الله عز وجل
• · التكوين الإسلامي هو أساس العلاقة الناجحة والسعادة في الدنيا والآخرة
• · لاتكثري الكلام والثرثرة ونزهي سمعك عن كل ما فيه غضب الله عز وجل واقرئي لتزيدي ثروتك العلمية

الدين الإسلامي منح المرأة شهادة ميلادها الحقيقية يوم أن اعترف بإنسانيتها، ورفض تسليعها وتشييئها، والانتقاص من شأنها، وأعطاها كافة حقوقها دون تمييز مع شقيقها الرجل إلا بما اقتضته طبيعة كل منهما، ولأن التزام المرأة المسلمة بدينها وأحكامه السامية يحفظ لها هويتها وكرامتها وعفتها، فقد رأى خصوم الإسلام أن تمييع شخصية المرأة المسلمة وزعزعة هويتها بمقولات التحرير والتنوير والتحضر هو من المداخل الرئيسة لضرب الإسلام في الصميم ، فها هو أحد كبار الماسونية العالمية زويمر يقول" كأس وغانية يفعلان في تحطيم الأمة المحمدية أكثر ما يفعله ألف مدفع ، فأغرقوها في حب المادة والشهوات".

وفي مواجهة هذه المحاولات المستعرة، يسعى دعاة الإسلام وداعياته إلى تفنيد هذه الفلسفات المضللة وبيان خطورتها على الهوية الإسلامية ، ومن الكتب القيمة في هذا المجال كتاب "عالم المرأة المسلمة" لمؤلفته الداعية خولة بشير عابدين، الذي يمثل قيمة مهمة في مجال تنمية المرأة المسلمة دينياً وثقافياً والتعرف على أمور دينها"، وقد قدم للكتاب الصادر عن دار المأمون للنشر والتوزيع المشرف العام على المكتب خليل محمد حامد.

وتنبع أهمية هذا الكتاب من أن مؤلفته من الداعيات الإسلاميات الناشطات في مجال إلقاء المحاضرات والدروس التوعوية للنساء في كثير من المحافل والمساجد بالعاصمة الأردنية عمان، ولهذا فقد سجلت في كتابها وجبة دسمة لتنمية وعى المرأة المسلمة بدينها وبيان مكانتها كأم وبنت وزوجة، وحددت مقاصد الزواج في الإسلام بأنه حفظ النسل والأنساب، وجاء عرض الكاتبة موثقاً بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة، وعاكساً فقه المرأة المسلمة عبر المراحل المختلفة من حياتها.

ويقع الكتاب في 224 صفحة من القطع الكبير، وقد نجحت الداعية عابدين في عرض كل ما قد تحتاج إليه المرأة المسلمة من مسائل فقهية أو أحكام شرعية في مختلف نواحي الحياة ولمختلف الأعمار بأسلوب مبسط ولغة سهلة ، ويتجلى في هذا الكتاب إدراك مؤلفته لحجم التحديات التي تستهدف المرأة المسلمة في عقيدتها وهويتها وحجابها ، خاصة ما يسعى بشأنه العلمانيون من محاولات لتغريب عقلها بأساليب خادعة وبراقة ، مستخدمين في ذلك جميع وسائل الاعلام وإغراق بلاد الإسلام بثقافة الموضة والأزياء ودور العرض ومحاولات التشكيك في حجاب المرأة وتعدد الزوجات بهدف تفتيت الصف المسلم، الى جانب الحث على الاختلاط المبتذل وتقديم بعض الشخصيات النسوية المتحللات من الإسلام على أنهن مبدعات ونابغات.

مجموعة من الموضوعات القيمة من واقع التجربة والخبرة احتوى عليها هذا المؤلف فبدأ ببيان مكانة المرأة كبنت وأم وزوجة وما جاء في القرآن والسنة من تعزيز لمكانتها ومراعاة لتكوينها وحاجتها النفسية ، وفضل طاعة المرأة لزوجها في المعروف ، ثم أوضحت فلسفة الحياة الزوجية في الإسلام التي تبدأ برؤية المخطوبة ثم آداب الزواج ومنكراته وحقوق الزوجة والطلاق وأحكامه والاحتداد وممنوعاته ،وخاطبت المرأة في كل أوضاعها ومختلف أحوالها، بالاقتداء برسول الله وأمهات المسلمين.

استهداف المرأة المسلمة

وبعد بيان محطات "الحياة الزوجية في الإسلام" بتفاصيلها ، موضحة أن أحكام الإسلام في تلك العلاقة المقدسة وأن التكوين الإسلامي هو أساس العلاقة الناجحة والسعادة في الدنيا والآخرة ، ثم انتقلت إلى "الحرب على المرأة المسلمة" منذ مرحلة ما قبل البلوغ ومحاولة سلخ الفتاة المسلمة من عقيدتها في ظل عالمٍ ماد،تسيطر عليه الشهوات والتفنن في عرض مفاتن المرأة وإغرائها بكل السبل لإبعادها عن دينها باسم حقوق المرأة وشعارات المساواة ، ورصدت في هذا الشأن بعض الكتب والإصدارات المغرضة ،مقدمةً بعضاً من تحذيرات نبوية للنساء تبين لهن الأغراض المشبوهة للحرب المستعرة والمدبرة للمرأة تحت شعارات وعبارات براقة وفضفاضة لاستغلال رقتها وشفافيتها وسرعة تأثرها.

وعرجت الكاتبة على حزمة من الأحكام الفقهية التي تهم النساء منذ مرحلة البلوغ، وما يشمل كل مستجدات الحياة من ضغوط وشروط تعيش خلالها المرأة المسلمة وتحتاج فيها إلى معرفة أحكام الشريعة، كقضايا الاختلاط والطهارة وطلب العلم وأحكام النظر والتشبه وصالونات التجميل والإجهاض ، وشددت على أهمية الالتزام بالحجاب بوصفه من الحياء والعفة والإيمان والغيرة والطهارة والتقوى والستر وفندت بعض الادعاءات التي تسوقها بعض النساء بسبب عدم التزامهن بالحجاب تحت دعاوى ومبررات واهية، وعزت تأثر المرأة بالأفكار العلمانية إلى نقص إيمانها وقلة خوفها من الله وسوء تربيتها وتأثرها بوسائل الإعلام وتقليدها الأعمى لبعض صويحباتها إلى جانب الفنانات ورفيقات السوء .

وتناولت الداعية عابدين أحكام "عبادات المرأة" كصلاة الجماعة وأحكام خروج المرأة للعيد وصلاة المرأة المسبوقة والمرأة المسافرة وصلاة القصر، وما تفعله قبل خطبة الجمعة ، وكذلك ما يتعلق بأحكام الصيام والحج وزيارة القبور والحلف والصدقة ، وأوضحت بعض الأمور الخاصة بفقه المرأة .

محظورات ولاءات

وبمجموعة من "اللاءات" توجهت عابدين إلى المرأة المسلمة في باب "لا تفعلي يا مؤمنة" تخاطبها بلسان القرآن والسنة بما نهى الله عنه ورسوله الكريم من محظورات قد توقع المرأة المسلمة في الشبهات والمحرمات، وقد جاءت على صورة نصائح سريعة ومبسطة تعينها على تمتين دينها وعقيدتها من قبيل لا تمتنعي عن فراش الزوج ، لا تصومي إلا بإذنه ولا تأذني في بيته إلا بإذنه ولا تخرجي إلا بإذنه ولا تخرجي إلا للطاعات والعبادات ولا تؤذي زوجك ولا تنكري خيره ولا تبوحي بأسراره ولا تبخلي عليه ولا ترهقيه ولا تهبي إلا بإذنه ولا تقاطعي والديك، ولا تتعطري خارج بيتك ولا تصافحي الأجانب ولا تختلي بهم ولا تغيري خلقة الله ولا تغتابي ولا تقولي الفحش ولا تكذبي ولا تزيني بيتك بالصور ولا تتحدثي عن علاقتك الزوجية الخاصة ولا تصفي النساء للرجال ولا تلعني ولا تترجلي ولا تحلقي رأسك ولا تصلي شعرك ولا تخضبيه بالسواد ولا تتنمصي ولا توشمي ولا تستخدمي أواني الذهب والفضة ولا تأكلي بشمالك ولا تطلبي الطلاق إلا في بأس ولا تخجلي من السؤال عن دينك ولا تسافري بلا محرم ولا تلجئي للعرافين والكهان ولا تجعلي السوق همك ولا تخضعي بالقول ولا تخلعي ملابسك إلا في بيتك ولا تتسخطي عند المصيبة ولا تنوحي ولا تلطمي ولا تنتفي شعرك عند البلاء ولا تدعي على نفسك بالموت ولا تتبعي الجنائز ولا تحدي على ميت فوق ثلاث إلا الزوج ولا تسبي ولا ترفضي السنة ولا تنتهكي محارم الله إذا اختليت بها. ولا تكثري من الضحك لأن كثرته تميت القلب.

خمس رسائل إلى المرأة المسلمة

والى المرأة المسلمة وجهت الداعية عابدين خمس رسائل بدأتها برسالة أم إلى ابنتها ، ثم حذرت المسلمة من عواقب حب المعصية والتبرج والنفاق والتهتك والفحش والسبل الشيطانية والجهل والإعراض عن أوامر الله ورسمت برؤيتها الطريق إلى السعادة ، وقدمت جملة نصائح تحت عنوان"نصائح لك أختاه"ومنها احفظي لسانك وتعلمي كل مفيد واحذري نقل كل ما تسمعين وأكثري ذكر الله عز وجل، وأطيلي فكرك وصمتك ولا تسخري من غيرك واحذري كثرة الكلام والثرثرة ونزهي سمعك عن كل ما فيه غضب الله عز وجل واقرئي لتزيدي ثروتك العلمية ولا تكثري زيارة الأسواق ، وأكثري من الدعاء والتذلل بين يدي الله عز وجل وتقربي إلى الله دوما واتخذي من المؤمنة صديقة واغتنمي الوقت وكوني رحيمة واعتزي بعقيدتك والتزامك وتحلي بالابتسامة وإياك والغضب وسرعة الانفعال واجعلي شعارك رضا الله عز وجل في كل عمل وقول ونظرة، ثم طالبت المرأة بمحاسبة النفس قبل المحاسبة، واختتمت الكاتبة مؤلفها القيم بعدة فتاوى خاصة بالنساء لكبار العلماء المسلمين في عدد من القضايا الخاصة بأوضاع النساء.

و"أخيراً" وجهت عابدين عددا من الأسئلة إلى كل من تقرأ الكتاب لتقول لها: "سيجيء زائر الموت" فماذا أعددنا؟ كما وجهت نصيحة إلى الرجل "وقفوهم إنهم مسئولون"، ثم تختم برسالة "إلى أختي المسلمة مسؤوليتها عن نفسها وصون دينها".

وفقنا الله لصالح القول والعمل، وفي الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل للدكتورة/ خولة عابدين، لما تفضلت به علينا من علمها الوفير راجين المولى تبارك وتعالى لها دوام الصحة والعافية، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.