أناشد أهل الخير والمؤسسات الخيرية والوقفية الكويتية دعم مشروع المعهد الإسلامي لتعليم البنات لانتشالهن من الجهل
السنغال دولة مسلمة بنسبة 97% ودستورها ينص على أنها دولة علمانية والمنظمات الغربية تسئ استغلال الحرية
جمعية السيدة سمية تعنى بالتربية والتعليم والارتقاء بالبنات المسلمات دعويا وأخلاقيا
بلادنا ظلت طوال الوقت مستهدفة والاستعمار أراد أن تظل أسيرة الجهل والفساد بكل صوره
يعاني 60% من الشعب السنغالي المسلم فقرا مدقعا، من إجمالي عدد السكان البالغ 14 مليون نسمة، وتصل نسبة المسلمين إلى 97% ، منهم 10% فقط يعرفون القراءة والكتابة، ولأن السنغال تمثل بوابة الأوروبيين إلى إفريقيا وعاصمة الاستعمار الفرنسي، فقد كانت ومازالت ضمن المطامع الأوروبية، احتلت قوات أوربية أجزاء من شاطئها في القرن الخامس عشر ثم احتلتها فرنسا كاملة بعد حروب عديدة، إلى أن استقلت في 1960، وإذا كان الاحتلال العسكري قد رحل عنها حينئذ فإنها مازالت رهن الاحتلال الثقافي والفكري والاقتصادي بذريعة حرية الرأي والاعتقاد.
جانب من هذه المعاناة ترويها رئيس جمعية السيدة سمية للتربية والعمل في السنغال أم سلمة محمد هدية الله سومبونو قائلة: إن الإسلام دخل السنغال في القرن الحادي عشر الميلادي مع قبيلة صنهاجة التي كانت تقطن "موريتانيا حاليا" في ذلك الوقت، ومع الوقت انتشر الإسلام في ربوع السنغال، غير أن بلادنا ظلت طوال الوقت مستهدفة، وأراد لها الاستعمار الغربي وخاصة الفرنسي أن تظل أسيرة الجهل والفساد بكل صوره وأشكاله.
وأضافت السيدة أم مسلمة: بحكم نشاطي الدعوي في أوساط النساء، فإنني شاهدة على تعمد إغراق المرأة السنغالية في مشاكل اجتماعية خطيرة من جانب منظمات غربية عبر إغرائها بالمال من أجل نشر الفساد الأخلاقي حتى لا تقوم للمجتمع المسلم قائمة، مشيرة إلى أن هناك اتجاه للتركيز على السنغال بوصفها بوابة الأوربيين إلى إفريقيا، وأن الحركات الإسلامية تجتهد في صد هذه الهجمة التغريبية، إلا أن إمكاناتها تظل محدودة مقارنة بالمنظمات الغربية.
والسيدة أم سلمة هي ابنة أحد مشاهير العلماء المسلمين في السنغال الشيخ محمد هدية سومبونو الذي خرج بأهله وأتباعه من مدينة "كولك" للابتعاد عن التأثيرات الغربية المعادية للإسلام التي كانت تتمركز في هذه المدينة التي كان يسكنها الشيخ سابقا وغيرها من المدن الكبرى، وقد جاءت إلى الكويت لأول مرة حاملة العديد من التزكيات التي تبين سيرتها الطيبة وجهودها في حقل الدعوة.
وتعد ابنة الشيخ محمد هدية واحدة من الداعيات الإسلاميات اللائي يعملن بدعم من المكتب الإقليمي لرابطة العالم الإسلامي بالعاصمة السنغالية دكار، وهي تلعب دورا كبيرا في مجال التربية الإسلامية وتعليم اللغة العربية والدعوة وتعليم النسوة أمور دينهن، كما تقدم المساعدات للسجينات المسلمات اللائي دخلن السجن بسبب الجرائم الاجتماعية والأخلاقية.
وتقول السيدة أم سلمة عن تجربتها الدعوية: لقد بدأت العمل في حقل الدعوة الإسلامية منذ 1983 م، وقمت بالدعوة في منطقة " زيغنشور" التي ابتليت بالتيارات الهدامة ذات الأسلحة الفتاكة، وظللت في هذه المنطقة أمارس الدعوة لمدة 10 أعوام متتالية، وكنت بفضل الله على رأس قطاع العمل النسائي، وقدمت برنامجا دينيا في إذاعة زيفنشور وكان لجهودنا مع بعض المخلصات نتائج ملموسة استفاد منها المسلمون في هذه المنطقة.
وأمام هذه التحديات، أسست أم سلمة جمعية السيدة سمية التي تعنى بالتربية والتعليم ورعاية العديد من الأنشطة النسوية والتوعوية بهدف الارتقاء بالبنات المسلمات والعمل على إخراجهن من الفساد الأخلاقي والجهل إلى نور العلم والإصلاح لينشأن أمهات مربيات صالحات، لاسيما أن شريحة النساء محرومة من فرصة تحصيل العلم الشرعي الصحيح، هذا بالإضافة إلى سعي الجمعية إلى جمع الشباب حول هدف واحد لمواجهة الأخطار والتحديات التي تواجه المسلمين، كما أن لها دور في تعليم القرآن الكريم والإسهام في تشكيل الشخصية المسلمة، ومحاربة الفقر وسوء التغذية، والعمل على تلبية احتياجات الفقراء.
.
وتناشد الداعية السنغالية أهل الخير والمؤسسات الخيرية والوقفية الكويتية دعم مشروع المعهد الإسلامي لتعليم البنات، والمؤلف من فصول دراسية لمرحلة الروضة، ومثلها للمرحلة الابتدائية وقسم التحفيظ، وورش للتدريب المهني، بتكلفة إجمالية 129440 يورو، مشيرة إلى أن الجمعية تمتلك قطعة ارض موقوفة لتعليم بنات المسلمين في منطقة كاهون – كولخ ومساحتها 2000 كيلو متر مربع، كما تدعو أهل الإحسان إلى التعاون معها من أجل دعم مشاريعها الخيرية التعليمية والمهنية التي تعود بالنفع على الإسلام والمسلمين، والتي تستهدف القطاع النسائي على وجه التحديد.
وقالت أم سلمة : رغم أن السنغال دولة مسلمة بنسبة 97%، إلا أن دستورها ينص على أنها دولة علمانية معروفة بحرية الدين والاعتقاد، وقد استغلت المنظمات التغريبية والتنصيرية المنتشرة في جميع أنحاء السنغال هذه الحرية أسوأ استغلال، هذا في مقابل ضعف إمكانيات المؤسسات الإسلامية وحاجتها الماسة إلى مساعدات معنوية ومادية، داعية المؤسسات الإسلامية العربية وخاصة الكويتية إلى زيارة السنغال والوقوف في مواجهة التحديات المحدقة بالمسلمين.
وفقنا الله لصالح القول والعمل، وفي الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل للداعية الإسلامية أم سلمة رئيس جمعية السيدة سمية للتربية لما تفضلت به علينا من علمها الوفير راجين المولى تبارك وتعالى لها دوام الصحة والعافية، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين