20 سبتمبر 2024 | 17 ربيع الأول 1446
A+ A- A
الاوقاف الكويت

الجارالله: الكويت من الدول السباقة في إغاثة إخواننا اللاجئين السوريين

06 مايو 2012

* ألف أسرة نازحة إلى الأردن ولبنان تستفيد من برامج الهيئة الخيرية

* مباركة سمو الأمير لحملة النخوة تعكس حب الشعب الكويتي للعمل الخيري ونجدة إخوانه في المحن

* تلقينا من اللاجئين رسائل شكر وعرفان للكويت أميرا وحكومة وشعبا

* سفارتا الكويت في الأردن ولبنان لم تدخر وسعا في تسهيل مهمة الوفود الإغاثية

* نفذنا برامج اجتماعية ونفسية وصحية واغاثية ونستعد لمراحل اغاثية مقبلة

أكد رئيس الفريق الاغاثي للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية إلى مناطق النازحين السوريين في الأردن صلاح الجارالله أن الكويت من الدول السباقة في مجال إغاثة الللاجئين السوريين، كاشفا أن الهيئة نفذت خلال الفترة الأخيرة مجموعة من برامج الإغاثة الصحية والغذائية والدعم النفسي لـ 15 ألف أسرة نازحة إلى الأردن ولبنان. 

 

وقال الجارالله إن الهيئة الخيرية في الكويت استشعرت في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الأمة مسؤوليتها الإنسانية والإسلامية، وأطلقت حملة "النخوة يا أهل الكويت.. سوريا تناديكم"، مشيرا إلى أن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد بارك الحملة الحملة وتبرع لها بـ 5 ملايين دولار، من إجمالي 12 مليون دولار حصيلة التبرعات للحملة الشعبية.

 

وأوضح أن الهيئة أرسلت وفودا استكشافية لتفقد أوضاع النازعين في الأردن وتركيا ولبنان، وللتنسيق مع المنظمات الخيرية المحلية في دول الجوار السوري للوقوف على احتياجات النازحين وتفقد أوضاعهم في المخيمات والمستشفيات.

 

وقال الجارالله إن أعداد السوريين النازحين إلى الأردن بلغوا أكثر من 100 ألف نازح، وحوالي 30 ألف في لبنان و27 ألف في تركيا حسب بعض التقديرات، مشيرا إلى أن الهيئة الخيرية قامت بـ 5 مهمات اغاثية، ومن المقرر أن تنفذ مرحلة اغاثية جديدة خلال الأيام المقبلة للعمل على تخفيف وطأة معاناة اللاجئين الذين شردتهم الأحداث الدموية وأبعدتهم عن بلدانهم.

 

وفيما يلي تفاصيل الحوار:

 

** كنتم على رأس وفد إغاثي إلى الأردن لإغاثة الشعب السوري كما أرسلت هيئة وفدا آخر الى لبنان ..ماذا عن عدد النازحين السوريين إلى الأردن  ولبنان؟  وماذا عن أوضاعهم الإنسانية؟

 

بعض الإحصاءات والتقديرات تشير إلى أن عدد النازحين إلى الأردن يتجاوز الـ 100 ألف نازح، وحوالي 30 ألف في لبنان، بينما يبلغ عدد النازحين المسجلين لدى الجهات العاملة في الحقل الاغاثي في الأردن على سبيل المثال قرابة 30 ألف نازح تقريباً، وأغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن، وهناك الكثير من الأسر السورية التي آثرت على نفسها عدم التسجيل في  كشوف النازحين لدى الجمعيات الخيرية الأردنية.

 

ولعل تزايد عدد النازحين السوريين إلى الأردن يعود إلى طبيعة المجتمع الأردني واستقباله لعدد من الهجرات المتلاحقة من جهة ووجود أقارب لهم وعلاقات نسب ومصاهرة في المناطق الحدودية كالرمثا والمفرق من جهة أخرى، فضلا عن أن المجتمع الأردني مضياف وقد رحب بإخوانه الفارين من جحيم الأوضاع في سورية، وهؤلاء يعيشون معاناة إنسانية حقيقية، خاصة أن ضررا بالغا قد وقع عليهم، ودورنا أن نخفف من حدة معاناتهم، وذات الحال ينطبق على إخواننا النازحين الى لبنان وتركيا فهم يعيشون في أوضاع كارثية.

 

**ماذا عن البرامج الاغاثية التي نفذتها الهيئة خلال رحلتكم لإغاثة النازحين السوريين في الأردن ولبنان؟

 

لقد شكلت الهيئة الخيرية وفدا اغاثيا ضم عددا من الخبراء والناشطين والمتطوعين في العمل الخيري والإعلامي الى الأردن، ونجحنا بفضل الله في تقديم عدد من  مشاريع وبرامج الإيواء والخدمات الصحية والتربوية والدعم النفسي والاجتماعي والاغاثي، ومنها  تقديم إغاثات عاجلة إلى مناطق النزوح في الشمال وهي ، الرمثا ، المفرق ، إربد، ومناطق النزوح في الوسط ، وهي عمان ، والزرقاء، ومناطق النزوح في الجنوب وهي محافظة الكرك ومعان ،  وشملت الاغاثات الأغطية من احرامات وفرشات ومعدات للطهي مع اسطوانات الغاز، وتبرعات نقدية وعينية وطرود غذائية، وبلغ عدد العائلات المستفيدة في هذه المناطق 5160 أسرة نازحة، وفي لبنان استفاد من البرامج الاغاثية 10 آلاف أسرة.

 

كما قام الوفد الاغاثي بزيارة بعض الجرحى في المستشفيات الأردنية، وقدم لهم الدعم المعنوي والمالي ، وكان للمتطوعات المشاركات في الوفد دور رئيس في تنفيذ برنامج تفقد أوضاع الجرحى في مراكز التأهيل.

 

يضاف الى ذلك أننا وفقنا بفضل الله في افتتاح عيادتين لطب النساء والولادة في محافظة الكرك ومحافظة معان، وهناك جهود تبذل لتوسيعهما ليشملا تخصصات الطب العام ، وطب الأسنان ، المختبرات الطبية  وذلك لسد حاجة اللاجئين.

 

 ونظرا لأن الأطفال السوريين الأكثر تضررا من الأحداث فقد خصصنا يوما للدعم النفسي للأطفال بإقامة يوم ترفيهي في أحد مجمعات عمان "سامح مول" واشتمل على  مسرح الدمى والعرائس القفازية، وجبات غذائية ، هدايا ، أناشيد متنوعة ، ألعاب متنوعة، رسومات على الأيدي والوجوه ، وحضره أكثر من 150 طفلا وعائلاتهم،

 

**كيف كانت آليات توزيع المساعدات ؟ وماذا عن التنسيق مع الجهات الخيرية المحلية في الأردن ؟

 

لابد أن نشير أولا إلى أننا التقينا مع سفير دولة الكويت لدى المملكة الأردنية الهاشمية د.حمد الدعيج، وأطلعنا أركان السفارة على مهمتنا الاغاثية، ووجدنا منهم كل دعم ومساندة، كما عقدنا اجتماعا تنسيقيا مع الجهات العاملة في الميدان ومن أبرزها جمعية المركز الإسلامي الخيرية والهيئة الخيرية الهاشمية ومكتب الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالأردن وجمعية دار الكتاب والسنة ورابطة المرأة السورية ورابطة الأطباء السوريين وجمعية نداء الخير  وحضر الاجتماع بعض الجهات الفاعلة، وتم الاطلاع على نشاط وخبرة كل جهة، واتفقنا على التنسيق،  وضرورة تضافر الجهود لتحقيق الهدف الأساس، وهو إغاثة النازحين السوريين من النواحي المعيشية والصحية والتعليمية والنفسية والاجتماعية ، وطلب وفد الهيئة من الجهات الخيرية إعداد خطة قابلة للتنفيذ بحيث تغطي كل جمعية أو رابطة جانبا من المتطلبات وفق تخصص كل جمعية، وبالفعل وضعنا هذه الخطة ووصلنا الى المستحقين وأدينا جزءا من واجبنا الإنساني والأخوي.  

 

**ما أبرز مشاهداتكم الإنسانية خلال الرحلة الإغاثية والقصص المؤثرة وإلى أي مدى يعيش السوريين أوضاعا مأساوية؟

 

تعيش بعض الأسر السورية في الأردن في ظل أوضاع صعبة للغاية، نظرا لظروف الغربة والبعد عن الأوطان وقلة الدخل، فضلا عن ارتفاع تكاليف المعيشة وإيجارات المنازل، كما أن بعض أطفال الأسر النازحة لم يتيسر لهم الالتحاق بالمدارس إلا في الفصل الدراسي الثاني ، وقد وصلت الحال ببعض الأسر أنها تسكن في صناديق شاحنات الشحن البري (كونتينرات) وذلك لعدم قدرتها على استئجار سكن، ويشتكي بعض الأسر من تدني مستوى الخدمات الصحية ، وبعض الأسر التي لديها أطفال رضع قد يصعب عليها الحصول على الحليب أو لوازم أبنائهم، بالإضافة إلى البرد القارص الذي يعيشونه لانخفاض درجة الحرارة في فصل الشتاء.

 

ورغم هذه الظروف الصعبة إلا أننا لابد أن نشير إلى أن الشعب الأردني قد احتضن إخوانه النازحين من سورية، وقام بدور إنساني مشرف من خلال الجمعيات الخيرية الحكومية والأهلية، وهذا شئ طيب يحسب في رصيد الشعب الأردني.

 

**ما أبرز الصعوبات أو التحديات التي واجهت الفريق الإغاثي ؟ وكيف تغلبتم عليها؟

 

زيادة عدد النازحين السوريين بشكل يومي يعتبر تحدياً أساسياً أمام الجهود الاغاثية، وبفضل الله تعالى ثم بفضل تعاون الفريق الاغاثي والتنسيق مع مكتب الهيئة الخيرية في الأردن والجهات التطوعية الفاعلة في الميدان كجمعية المركز الإسلامي ورابطة المرأة السورية وجمعية الكتاب والسنة،  نجحنا في عقد شراكات مع مثل هذه المؤسسات المتميزة في ميدان الإغاثة ، وأسسنا اختيارنا لها على أساس الجهوزية الكاملة، والبنية التحتية للإغاثة، والخبرة السابقة ، وقوة الميزانية، وتحمل الكُلف الإدارية والتشغيلية والدعم اللوجستي والتقني، وقامت هذه المؤسسات بتزويدنا بالإحصائيات أولاً بأول مما أعطانا دافعا أكبر لتوسعة الحملة وتغطية الأسر النازحة الجديدة بعد دراسة أحوالهم.

 

**كيف استقبل النازحون المساعدات ؟

 

استقبل النازحون المساعدات بفرح وامتنان، وشعروا أن إخوانهم في الكويت يقفون إلى جوارهم في محنتهم، وحرصوا على التعبير بذلك خطياً وبعثوا برسائل شكر لوسائل الإعلام المرافقة، كما عبروا عن خالص شكرهم للكويت أميرا وحكومة وشعبا، ورفعوا أكف الضراعة والشكر لله تعالى أن سخر الله لهم أهل الكويت للوقوف الى جانبهم في محنتهم ومساعدتهم بالمال والدواء والغذاء، ولمسنا فرحة حقيقية في عيون الرجال والنساء والأطفال، وهم يتلقون من اخوانهم المساعدات ، ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يستمر أهل الكويت في عطائهم وأن يجعلهم مفاتيح للخير مغاليق للشر.

 

**ما خططكم وبرامجكم المستقبلية ؟

 

بإذن الله تعالى ستواصل الهيئة الخيرية تنفيذ مراحل حملة النخوة لإغاثة الشعب السوري، ومن برامجها التي تعتزم تنفيذها خلال المرحلة المقبلة مشاريع صحية وتعليمية  وكفالة أسر الجرحي والأرامل والأيتام ، بالإضافة إلى استمرار المسح الميداني لأوضاعهم الإنسانية وأماكن تواجدهم والوقوف على احتياجاتهم بالتعاون مع الجمعيات الخيرية العاملة في الأردن.  

 

وعدنا من الأردن إلى الكويت أوصينا بضرورة تقييم واقع المؤسسات العاملة في الساحة الأردنية والتعاون مع المؤسسات المتميزة وخصوصاً جمعية المركز الإسلامي الخيرية وتوسيع المراكز الطبية واستحداث أخرى وإقامة مراكز لإيواء النازحين وبناء قاعات للدعم النفسي والتربوي ومحو الأمية حيث لوحظ أن كثيرا من النازحين لا يقرأون ولا يكتبون.

 

كما طالبنا بإنشاء مستشفى ميداني في تجمعات اللاجئين في الشمال، واستئجار مبان للإيواء في مناطق ( الرمثا ، المفرق ، وإربد ) ، وحل مشكلة سكن البشابشة بالرمثا بالتعاون مع الحكومة الأردنية لإيواء 1000 جريح ونازح، وتأمين الأسر السورية بمبالغ نقدية شهرية لإيجار البيوت، وتنظيم رحلة للأردن لافتتاح المشاريع التي يتم الاتفاق عليها في الهيئة الخيرية.

 

وفقنا الله لصالح القول والعمل، وفي الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل للسيد/ صلاح الجار الله ، لما تفضل به علينا من علمه الوفير راجين المولى تبارك وتعالى له دوام الصحة والعافية، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت