** نسعى إلى تعريف المجتمع الإسكندنافي بالدين الإسلامي عقيدة وشريعة وأخلاقًا وسلوكًا
** تحقيق انفتاح واع على ثقافات الأمم الأخرى وخبراتها العلمية والثقافية والفنية مع التمسك بالهوية الإسلامية
** إقامة مدارس تنمي المواهب وتحقق التميز في حيازة المعرفة المتقدمة وتمكنهم من التعامل مع معطيات المستقبل
** نلتزم بمبادئ سماحة الإسلام ودعوته إلى الخير والإصلاح وعدم إثارة الفتن والمحافظة على روح الأخوة والتعاون على البر والتقوى
يتجه كثير من المراكز والهيئات الإسلامية في الغرب إلى إنشاء أوقاف إسلامية لتمويل مشاريعها الدعوية وبرامجها التعليمية، ومن هذه المراكز مركز البحوث الإسلامية في السويد الذي أطلق حديثا وقف المؤسسات الإسلامية في الدول الإسكندنافية، وهو مشروع يهدف لإقامة العديد من الأنشطة والأعمال العلمية والدعوية على مستوى السويد التي يبلغ عدد سكانها 9 ملايين نسمة من بينهم قرابة المليون ونصف المليون مسلم.
أهداف المشروع الوقفي
نائب رئيس المركز تركي عمر خطاب الأشعب شدد على أهمية هذه الأوقاف ودورها في دعم النشاط الدعوي والبحثي وتقديم صحيح الإسلام الى المسلمين بالتعاون مع العديد من المساجد والمراكز الإسلامية عبر استضافة العلماء والمفكرين وإقامة المؤتمرات والمحاضرات وتوزيع الكتب وإنشاء مواقع الإنترنت، والمحافظة على عقيدة المسلمين ودعم هويتهم وثقافتهم في جميع المجالات، والإسهام في الاندماج الاجتماعي والثقافي للمسلمين في المجتمع الإسكندنافي مع المحافظة على دينهم وشعائرهم، و تعريف المجتمع الإسكندنافي بالدين الإسلامي عقيدة وشريعة وأخلاقًا وسلوكًا، وحماية الفكر الإسلامي من التشويه والتشجيع على التعايش مع باقي الديانات، والاسهام في توفير الخدمات التي تحتاجها الجالية المسلمة.، ورفع قدرات الشباب المسلم العلمية والثقافية، وتنفيذ وتطوير المشروعات التي تدخل في اختصاص الوقف في إطار ما تتيحه القوانين ، وتحقيق انفتاح واع على ثقافات الأمم الأخرى وخبراتها العلمية والثقافية والفنية مع التمسك بالهوية والثقافة الإسلامية، ومحاربة إدمان المخدرات وإعداد الكفاءات البشرية القادرة على تحقيق النجاح وتوجيهها نحو الخير للمجتمع، وتوفير مدارس تنمي المواهب وتحقق التميز في حيازة المعرفة المتقدمة وتمكنهم من التعامل مع معطيات المستقبل.
نشأة المركز
وحول المركز و تاريخه ومنهجه ودعوته وأعماله ونشاطاته قال الأشعب إنه تأسَّس في مدينة غوطبورغ غرب السويد سنة 1419هـ/1999م، ويهدف منذ إنشائه إلى المشاركة في الأعمال العلمية والدعوية بهدف دعوة غير المسلمين إلى الإسلام الصحيح بالحوار القائم على العلم والحُجَّة، وتعليم الجالية الإسلامية أمور دينها ودعوتها إلى التَّمسك بالكتاب والسُّنة ومنهج السَّلف، وبيان حُكم الإسلام في القضايا المعاصرة والحوادث الطَّارئة ومشاكل الجالية الإسلامية ورد الشُّبهات والافتراءات التي تلصق بالإسلام، وإعداد البحوث العلمية والمشاركة في تحقيق المخطوطات وخدمة التراث الإسلامي، وترجمة الكتب الإسلامية إلى اللُّغة السِّويدية، واستثمار الانترنت في الأنشطة الدعوية، وإقامة الحلقات الدراسية والدَّورات التَّعليمية والمؤتمرات الشَّرعية بالتعاون مع المراكز الاخرى.
المرجعية والإصدارات العلمية
وعن المرجعية التي ينطلق منها المركز في أنشطته وبحوثه العلمية قال الأشعب: إنه يستمدُّ منهجَه وعلمَه ودعوتَه من الكتاب والسُّنة وعلمِ وعملِ وفهم السَّلف الصالح ولا يمثِّل حزباً معيناً بل هو جزء من جماعة المسلمين أهل السُّنة والجماعة، ويلتزم بمبادئ سماحة الإسلام ودعوته إلى الخير والإصلاح وعدم إثارة الفتن والمحافظة على روح الأخوة والتسامح والتعاون على البر والتقوى، كما يرفض كل أعمال العنف والإرهاب بجميع صورها وأشكالها المخالفة والمنافية لأحكام الإسلام وقيمه الثابتة وأخلاقه الفاضلة وتعاليمه السمحة، ويتعاون مع جميع المساجد والجمعيات الإسلامية والجامعات والمؤسسات العلمية ضمن الضَّوابط الشَّرعية.
وردا على سؤال حول نوعية إصدارات مركز البحوث الموجهة إلى الشعب السويدي أوضح أن هناك العديد من المؤلفات التي أصدرها المركز في هذا الاطار ومنها كتاب "هكذا علَّم محمد" ويتضمن مئتا حديث شريف مع مقدمة في السيرة : جمعها عبد الرحيم الفهيِّم، وقد أجيز الكتاب من رئاسة الإفتاء في السعودية ورابطة العالم الإسلامي ومجمع البحوث الإسلامية في الأزهر، و بين دفتيه أحاديث أغلبها من (الصحيحين) في الآداب والأخلاق الإسلامية ، وتبين سماحة الإسلام ورعايته لحقوق الإنسان والحيوان، وفي هذا الكتاب فائدة كبيرة في تصحيح التصور السيِّء لدى كثير من الغربيين عن الإسلام ومواجهة الحملة الإعلامية المغرضة ضدَّ الرسسول صلى الله عليه وسلم.
كما أصدر المركز أيضا كتاب "دعوة إلى الإله الواحد" من تأليف إسراء رشيد ومراجعة د. بلال فيليبس ، ويعد من الكتيبات الدعوية المهمة لدعوة غير المسلمين، ولطبعته الانكليزية انتشار واسع ، ويتم تقديم مادته في المساجد والمراكز الإسلامية لدى استقبال الزيارات المدرسية، وهناك أيضا كتاب " فتاوى رمضان"، ويتضمن "رسالة الصيام" لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ، ومجموعة منتقاة من فتاوى : اللجنة الدائمة وفتاوى الشيخ ابن باز وابن عثيمين ـ رحمهما الله ـ وفتاوى غيرهم من العلماء، كما يشكل كتاب "الإسلام على مفترق الطرق" للكاتب محمد أسد رحمه الله وترجمة د. إيفا رياض (معهد اللغات السامية جامعة أبسالا) إضاءة مهمة في نقد الحضارة الغربية وبحث في جذور انحرافها وأسباب عدائها للاسلام، وقد تُرجم وطبع باختيار وتمويل الشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين رحمه الله، كما يحذر هذا الكتاب المسلمين من تقليد الغرب وأنماط حياته الفكرية والاجتماعية، وهناك أيضا كتاب "دين الحق" للشيخ عبد الرحمن بن حماد العمر وقد صدر "باللغة السويدية " ولقي قبولًا واهتمامًا واسعًا في الأوساط الإسلامية والسويدية.وكتبت عنه بعض المجلات السويدية المهتمة بالحركة الدينية في السويد ،كما تلقَّى المركز عشرات الرسائل من القراء السويديين الراغبين في الحصول على نسخ مجانية من الكتاب، ومن الكتب المهمة ايضا التي أصدرها المركز كتاب "أركان الإسلام والإيمان وما يجب على كل مسلم معرفته من دينه" للشيخ محمد جميل زينو رحمه الله، وهو كتاب جامع ولاغنى عنه للمسلم المبتدئ.
ويسعى المركز الى اصدار كتب أخرى خلال المرحلة المقبلة منها صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم: للعلامة ناصر الدين الألباني رحمه الله، وشرح العقيدة الواسطية: للعلامة صالح الفوزان حفظه الله، والرحيق المختوم في السيرة النبوية: لصفي الدين المباركفوري رحمه الله.
وبشأن الجهات المستفيدة من أنشطة المركز قال هناك أكثر من عشرين مركزا إسلاميا في داخل السويد وخارجها، وقد قام المركز حتى الآن بتوزيع أكثر من خمسين ألف نسخة من مطبوعاته العلمية والدعوية باللغات المختلفة .
أدوات العصر
وأشار الى أن المركز حريص على الإفادة من أدوات العصر، فقد أنشأ موقــــــعا على الانترنت(www.al-islam.se) ويسعى ا إلى أن يكون هذا الموقع مرجعًا إسلاميًّا شاملًا باللغة السويدية على الشبكة العالمية، كما قام بإنشاء موقع آخر متخصص عن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، لبيان سيرته الكريمة وتجلية دعوته ومبادئ دينه ورد الشبهات وعنوانه www.Muhammed.nu، كما ينظم المركز مؤتمرات سنوية بالتعاون مع بعض المساجد والمراكز الاسلامية ويهدف إلى استضافة العلماء والدعاة وإبراز دعوتهم ومنهجهم وربط الشباب والعامة بهم.
خطة مستقبلية
وبشأن خطة المركز وأهدافه المستقبلية قال الأشعب إننا بصدد وضع دراسة شاملة، وخطة عاجلة لإنشاء وقف للمركز يكون مقرًّا ثابتًا للمركز، بشرط أن يتضمن جانبًا استثماريًّا يغطي تكاليف تشغيل الوقف، كأن يكون مبنًى يحتوي على شقق، يتم إيجار بعضها، واستخدام بعضها الآخر، ونقل مقرِّ المركز إلى العاصمة ستوكهولم، والسعي لاستئجار مستودع للكتب وغيرها يكون تابع لمركز البحوث في ستوكهولم، وتفعيل موقعي المركز على شبكة الانترنت، وإنشاء منتدى عربي بعنوان (ملتقى طلبة العلم في السويد)، ودراسة مشروع المؤتمر السنوي، ومحاولة البدء بالتنفيذ في أقرب فرصة ممكنة، وذلك بعد إعداد الخطط اللازمة للتنفيذ، وتوفير التمويل.
كما نسعى من خلال المركز – والكلام للأشعب- إلى دراسة إمكانية التعاون مع المؤسسة المعتبرة والموثوقة كالمؤسسة البريطانية للتعليم والدعم (BEST)، في تبادل الخبرات، والتعاون في النشاطات الممكنة، واستضافة المشايخ، ودراسة إمكانية التعاون مع جامعة المدينة العالمية في ماليزيا، واعتماد المركز لديها ليكون مركزًا مرجعيًّا للجامعة في السويد، وتكوين مجلس شورى للمركز من نخبة من العلماء والمشايخ والدعاة من السعودية والكويت ومصر وغيرها، يكون مرجعًا علميًّا ودينيًّا لإدارة المركز فيما يخص المنهج الدعوي، ومحاولة اعتماد المركز لدى الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وغيرها، فيما يختص بقبول الطلبة السويديين فيها، والمشاركة في المؤتمرات والأنشطة العلمية التي تقيمها تلك الجامعات.
وفقنا الله لصالح القول والعمل، وفي الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل لفضيلة الداعية الاسلامي/ تركي عمر خطاب الأشعب لما تفضل به علينا من علمه الوفير راجين المولى تبارك وتعالى له دوام الصحة والعافية، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.