** نعتني بالوقف والاستثمار المحترف وتحقيق الريادة في العمل الخيري والمؤسسي وخدمة التنمية و الاعمار
** لابد من توفير مصادر ثابتة لتمويل المشاريع الانسانية تجنبا للهزات الاقتصادية وضمانا لاستمرارها
** عقدنا شراكات مع جهات ومستشفيات عديدة لاغاثة سوريا وحصلنا على شهادات الأيزو والشفافية من منظمات دولية
تشكل مسيرة هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية في المملكة العربية السعودية تجربة ثرية على مدى 37 عاما، حيث تمتلك حصيلة ضخمة من الخبرات والنجاحات والبرامج التي أنجزتها في مختلف أنحاء العالم عبر 36 مكتبا في الخارج و26 داخل المملكة.
أمين عام الهيئة هو الدكتور إحسان صالح الطيب صاحب خبرات كبيرة وواسعة في ميدان العمل الإنساني والاجتماعي، ومن الشخصيات التي جمعت بين المكانة العلمية المتخصصة والخبرات المتنوعة في مختلف الأنشطة الاجتماعية والإنسانية، فقد كانت له إسهامات في الجمعيات الخيرية وتطويرها وتوسيع آفاقها وفي فتح القنوات بين الدولة، ممثلة في وزارة الشؤون الاجتماعية ومؤسسات المجتمع المدني، وله تاريخ عمل حافل مع دور الأحداث وفي السجون ودور التوجيه ودور الملاحظة ومكافحة التسول،وفي مختلف الأنشطة الاجتماعية التي تعود على المجتمع بالخير، حتى أطلق عليه العاملون والمسؤولون في هذه القطاعات عاشق العمل الخيري.
التعاون واعمار الأرض
من واقع خبرته يرى الدكتور الطيب أن نجاح العمل الخيري يقوم الايمان بفكرة أن الإنسان خلق لاعمار الأرض، وأن التعاون على البر والتقوى أمر الهي، قال تعالى " وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ" هذه الآية الكريمة توضح أن الهدف من خلق الله للانسان عبادته واعمار الأرض، ومن ثم فهذا أساس لبناء حياة الإنسان، ثم يأتي التعاون المشترك كأساس ثان ، قال تعالى " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان".
ولفت إلى ان دور العمل الخيري تعاظم كقطاع ثالث في تنمية المجتمعات إلى جانب القطاعين الحكومي والخاص، وفي هذا السياق أسهمت هيئة الإغاثة بنشاط متنوع في الميدان الاغاثي والصحي والاجتماعي، وسعت إلى إقامة الشراكات والتحالفات وبناء القدرات ودعم برامج التطوير المستمر.
وتسعى هيئة الاغاثة – كما يشير الطيب – إلى أن تكون مرجعية للأعمال الإنسانية والخيرية والاختيار الأول للمتبرعين، وعبر العناية بالوقف والاستثمار المحترف لتنفيذ برامجها ومشروعاتها لتنمية المجتمعات لتحقيق الريادة في العمل الخيري والمؤسسي وخدمة التنمية و الاعمار.
البرامج التعليمية
أهداف هيئة الاغاثة كثيرة ومتنوعها – كما يرصدها الأمين العام- وتشمل مساعدة اللاجئين، وتنفيذ برامج الاضاحي وتقديم المساعدات الإنسانية للفقراء والمعوزين، أما مجالات عملها فتنصب على بناء المدارس باعتبار أن الاهتمام بالتربية والتعليم يعد أساس التغيير في المجتمعات، ودعم وتسيير المؤسسات التعليمية وتوفير المنح الدراسية للطلاب والطالبات، والاسهام في دعم إعداد المناهج الدراسية للمراحل التعليمية، وطباعة الكتب التعليمية واستقبال فائض الكتب المدرسية وإرسالها للمجتمعات الفقيرة للاستفادة منها وتوفير التعليم المؤقت لمدارس النازحين أو اللاجئين.
الاغاثات العاجلة
كما يعد تقديم الاغاثات العاجلة واحدة من مجالات عمل الهيئة ومنها المساعدات العاجلة لمنكوبي الحروب الأهلية والكوارث الطبيعية في جميع أنحاء العالم ورعاية اللاجئين والمهاجرين والنازحين إغاثياً وصحياً وتعليماً ومعنوياً وإيجاد السبل والوسائل الكفيلة للوصول إلى المتضررين في أسرع وقت ممكن والتعاون مع كل الجهات العاملة في حقل الإغاثة العاجلة لتركيز الجهود وتقليل التكلفة والتخفيف من معاناة المصابين بالوقوف إلى جانبهم ومد يد العون لهم، ونقل وقائع اللاجئين والنازحين لإعطاء صورة حية للمتبرع الكريم للوقوف على مد يد العون لإخوانه، وهذا ما ترجمته الهيئة بمواصلة جهودها في إغاثة الشعب السوري، وإقامتها معسرات لللاجئين السوريين في لبنان مع توفير كافة الامكانيات للعيش الكريم في مراكز الايواء.
حفظ وتدريس القرآن الكريم
العناية بحفظ وتدريس القرآن الكريم من أبرز أنشطة الهيئة أيضا – كما يوضح الدكتور الطيب-، وذلك امتثالاً لأمر الله عز وجل بقوله: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }آل عمران104, وحرصاً من الهيئة على تكثيف الجهود الدعوية وتحفيظ القرآن الكريم وإبراز الجانب الدعوي في أنشطتها وبرامجها، وربط سائر أعمال الهيئة بالدعوة إلى الله عز وجل وكتابه الكريم فقد تقرر تأسيس برنامج القرآن الكريم والدعوة كأحد البرامج المتخصصة ليحمل على عاتقه هذه المهمة الجليلة، ويؤدي أمانتها على الوجه الذي يرتضيه المولى عز وجل.
وتنشط الإدارة الهندسية في الهيئة بمجالات تشييد المدارس وحفر الآبار السطحية والارتوازية، وبناء المساجد ومراكز تحفيظ القرآن الكريم والمستوصفات والمستشفيات والملاجئ ومراكز التدريب المهني والمجمعات الإسلامية والمراكز الحضارية ودور الأيتام وبيوت الارامل والمساكين، وتوزيع برادات المياه داخل المملكة العربية السعودية وفي الدول الإسلامية ومناطق وجود المسلمين حول العالم.
التنمية المجتمعية
وواصل د. الطيب استعراض تجربة هيئته قائلا: إنه من منطلق ترسيخ الروابط والتكافل بين الفرد والمجتمع وتجسيد معاني التواد والتراحم والتعاطف سعت هيئة الإغاثة ممثلة بمكاتبها المنتشرة في أنحاء المملكة إلى تقديم الدعم والمساعدة للمحتاجين داخل المملكة وخارجها، وفي هذا الإطار أنشأت إدارة خاصة باسم (إدارة تنمية المجتمع) للعناية ببعض شرائح المجتمع، كالأرامل والأيتام والعجزة وذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين والمرضى والأسر المحتاجة وأسر السجناء والمطلقات، و الأسر المتضررة من الكوارث والنكبات، والأسر المنتجة والمدمنين وكبار السن والأحداث، ورعاية الطلاب والطالبات الفقراء، مشيرا إلى ان هذا التوجه عزز رغبة بعض رجال الأعمال والمحسنين في المشاركة بالعمل الخيري داخل دولة المقر، ورغبة الهيئة في الافادة من المواد الغذائية وغيرها والأجهزة المنزلية والمفروشات التي يصعب شحنها إلى خارج المملكة أو التي يخصصها المتبرعون للمحتاجين في الداخل.
وأكد أن برامج التنمية المجتمعية تهدف الى تأهيل الناس للاسهام في تنمية المجتمعات وتحريرها من براثن التخلف عبر الاعتماد على انفسهم من منطلق قاعدة " أعطه فأساً ليحتطب" ، وعلمه صيد السمك بدلا من أن تعطيه سمكة، مشيرا الى رعاية الهيئة لمشاريع وبرامج مكافحة الفقر، وبرامج التنمية البشرية، وبرامج الاسر المنتجة وبرامج مكافحة التصحر وبرامج المشاريع الزراعية والاسكانية، وبرامج مساندة اسر السجناء خاصة ان عقوبة السجن متعدية، وإدخال التيار الكهربائي لبيوت بعض الاسر الفقيرة.
وأشار الى انه حينما أطلق خادم الحرمين حملة شعبية لاغاثة المنكوبين في سوريا، كانت الهيئة من المؤسسات المبادرة بالاستجابة، موضحا أنها حريصة على تنفيذ برامجها وفق منهج علمي مدروس، وعقد شراكات مع جهات ومستشفيات ومنظمات عديدة، وبفضل ذلك حصلت على شهادات الأيزو والشفافية من عدد من المنظمات الدولية.
وشدد على ضرورة توفير مصادر ثابتة لتمويل المشاريع الانسانية تجنبا للهزات الاقتصادية وضمانا لاستمرارها في أداء دورها.
نسأل الله التوفيق لصالح القول والعمل، لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل للسيد / الدكتور إحسان صالح الطيب أمين عام هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية في المملكة العربية السعودية لما تفضل به علينا من علمه الوفير راجين المولى تبارك وتعالى له دوام الصحة والعافية، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.