19 سبتمبر 2024 | 16 ربيع الأول 1446
A+ A- A
الاوقاف الكويت

أ.د. عبد الله الطيار: إن غاية العمل التطوعي في الإسلام هو تحقيق الترابط المجتمعي من خلال التعاون على البر والخير

10 ديسمبر 2018

إن العمل التطوعي هو كل جهد بدني أو عطاء مادي يهدف إلى تحقيق المنفعة العامة للمجتمع أو لفئات مُهَمَّشة منه، دون انتظار مردود أو مصلحة شخصية، ولا شك أن ثقافة العمل التطوعي في العصر الحديث تستمد جذورها من تعاليم الإسلام الحنيف التي تحث على التراحم والتعاون، والمروءة ونجدة الملهوف، والمسارعة في الخيراتِ.
   حول مفهوم العمل التطوعي في الإسلام تحدث الأستاذ الدكتور عبد الله بن محمد الطيار، الأستاذ بكلية التربية - جامعة المَجْمَعة بالمملكة العربية السعودية، مؤكدا أن مفهوم العمل التطوعي في الإسلام واسع لا حد له، ومجالاته تتسع لتشمل جميع الأعمال الخيرية، وأن غاية هذه الأعمال التطوعية هو حفظ الترابط المجتمعي، ومنح الفقراء والمعوزين حقهم المشروع في الحياة الكريمة.
   لا شك أن في كل مجتمع هناك فئة تعاني من الابتلاءات والمِحن، فمن الناس من لا يجد بيتا يؤويه، أو كسوة تستره، أو عملا يدر عليه دخلا يقتات منه، ومن الناس من يكون صاحب مرض أو إعاقة يحتاج للرعاية ولمن يعينه أو يسانده، ومن فضائل ديننا الحنيف أنه يحث على التعاون على كل خير وبر يفيد المجتمع المسلم، من أجل هذا ينبغي ألا يحرم أي منا نفسه من هذا الباب الواسع من أبواب الخير، وأن يسعى ويبادر ويشارك فيما ينفع الناس، ويسهم في تنمية المجتمع، ويؤدي دورا في تحقيق الترابط بين المسلمين.
   وربنا سبحانه وتعالى يجازي العباد على كل عمل طيب يقدمونه ولو كان إماطة أذى عن طريق الناس، فكل عمل تطوعي يحقق الترابط والتآلف بين أفراد المجتمع يعد من الأعمال التي يحبها الله جل وعلا، ويجزي فاعلها الأجر الجزيل، {لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء:١١٤].
   ونبينا صلى الله عليه وسلم حث على فعل الخير والمشاركة فيه بكل ما يُستطاع، جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيام، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة)، وقال: (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله)، هكذا حرص الإسلام على ترابط المجتمع وتواصيه بالخير، وأمر ببذل الجهد لمساعدة الفقراء، والسعي في قضاء حوائج الناس، وجعل في هذه الأعمال التطوعية ثوابا عظيما، كما أثنى على أهل الخير والعطاء الذين يبذلون جهودهم للوقوف بجانب إخوانهم المسلمين في كل موقف يتطلب العون والمساعدة.
   ويضيف فضيلة الدكتور أن الهدف الرئيسي من أنشطة التطوع ومؤسساته هو رفع المعاناة عن بعض فئات المجتمع وتلبية احتياجاتهم المُلحة، علاوة على أن العمل التطوعي يوجه الطاقات المهدرة، ويسخرها لخدمة البناء والتنمية، كما أنه يفيد في تنمية الإحساس بالمسؤولية لدى المشاركين، ويُشعرهم بقدرتهم على العطاء وتقديم الخبرة والنصيحة في كل مجال يتميزون فيه.
    وهنا تجدر الإشارة أن أي عمل تطوعي يحتاج إلى دعم وتوجيه، كما يحتاج إلى تطوير واستمرار، حتى تترسخ فكرة التطوع لدى جميع فئات المجتمع، وحتى تنشأ أجيال تتربى على حب بذل الخير، وعلى قيمة العطاء والإيثار، وما أجمل أن ينبني كل هذا على برامج تطبيقية واقعية تمس حياة الناس وتُعنى باحتياجاتهم، برامج يراها الناشئة ويلمسونها في واقعهم، ويعملون من خلالها ضمن كيانات منظمة، تعمل تحت إشراف رسمي، وفق ما يحدده الشرع، وفي إطار القوانين المُنظِمة المعنية بهذا الأمر.
 

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت