بدأت العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك وقد غمرت الدنيا نفحات ربانية وأجواء إيمانية وروحانية أصبحت العنوان الأبرز لكل شيء في الكون.
وها هي مساجد الكويت تشهد تظاهرة إيمانية رائعة وهي تستقبل ضيوف الرحمن جماعات وأفراد سعياً لرضا الله عز وجل وكسباً للأجر، وطلباً للمغفرة والعتق من النار.
لقد عمرت المساجد بروادها بين راكع وساجد وقارئ للقرآن ثم تجمع كل من بالمسجد للاستماع إلى درس فقهي، أو محاضرة دينية، أو متابعة نشاط من أنشطة المساجد المتنوعة في رمضان، ومسك الختام مع العشر الأواخر صلاة القيام وإحياء سنة الاعتكاف.
هذه الصورة البديعة عبر عنها الوكيل المساعد لشؤون المساجد م/داود العسعوسي بقوله: إن ما تشهده مساجد الكويت في شهر رمضان المبارك وخاصة في العشر الأواخر هو عرس إيماني فريد من نوعه، ينتظره المسلمون كل عام بلهفة وشوق، وهذا ما جعلنا في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بشكل عام وفي قطاع المساجد بشكل خاص نحرص على أن يكون الاستعداد والتجهيز لهذه الاحتفالية على قدر ومكانة شهر رمضان المبارك المحتفى به من قبل جمهور المسلمين الذين يعيشون على أرض الكويت من مواطنين ومقيمين.
وقال العسعوسي: وإن كان من فضل فيما تشهده المساجد في هذه الأيام المباركة فهو لله سبحانه وتعالى الذي وفقنا في تجهيز المساجد وتهيئتها لروادها، وتوفير ما أمكن من سبل الراحة لهم، واختيار البرامج والأنشطة والمشاريع الإيمانية والثقافية التي تناسب طبيعة الشهر الفضيل.
وتابع: ثم الفضل لدولة الكويت التي تولي المساجد رعاية فائقة، وتضعها في مقدمة اهتماماتها، إذ تعتبرها عنواناً لهويتها الإسلامية، ومن ثم فهي لا تدخر جهداً في سبيل تمكين المساجد من أداء رسالتها الدينية والتربوية على أكمل وجه والقيام بدورها الريادي في تحصين المجتمع وتقويم سلوك أفراده.
وأضاف: إن ما قام به قطاع المساجد من جهد تجاه المساجد من منطلق مسؤولياته وهو ما نشهد نتائجه وثماره منذ بداية الشهر الفضيل، فإننا نؤكد على أن لدينا المزيد من الجهد المبذول الذي ظهرت ثماره تباعاً على مدار أيام شهر رمضان، وستتجلى في العشر الأواخر منه، التي نعيشها الأن.
وأشار العسعوسي في ثنايا حديثه إلى بعض المشاريع والأنشطة الرمضانية منها: مشروع المراكز الرمضانية، وهو عبارة عن مجموعة من المساجد تم اختيارها على مستوى المحافظات الست لتكون مراكز رمضانية تقام فيها جميع الأنشطة لتميزها من حيث الموقع والكثافة السكانية وكثافة عدد المصلين.
وفي هذه المراكز وغيرها من المساجد يقام مشروع قراء شهر رمضان من داخل الكويت، وهو عبارة عن اختيار مجموعة من القراء المتميزين من شاغلي الوظائف الدينية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المشهود لهم بجودة التلاوة وحسن الصوت لإمامة المصلين في صلاتي التراويح والقيام، علما بأنه يتم ختم القرآن الكريم في عدد من المساجد، وقراءة ما تيسر منه في عدد آخر.
وفي سياق متصل فقد تم تخصيص عدد ستة مساجد في كل محافظة لإحياء سنة الاعتكاف، وتوفير كافة الوسائل والخدمات اللازمة لراحة المصلين والمعتكفين.
وأثنى العسعوسي على الجهود المبذولة من قبل فرق العمل الرمضانية بكافة أنواعها ومهامها، وحثهم على بذل المزيد من الجهد لخدمة بيوت الله وروادها.
داعيا جمهور المسلمين لاغتنام العشر الأواخر من رمضان، والاستفادة من المشاريع البرامج والأنشطة الثقافية التي تقيمها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في مساجد الكويت.