عناصر الخطبة عيد الأضحى المبارك المذاعة
بتاريخ 10 من ذي الحجة 1444هـ - الموافق 28/6/2023م
فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا
1- إِنَّ الْعِيدَ فِي الْإِسْلَامِ شُكْرٌ لِلَّهِ تَعَالَى عَلَى عَظِيمِ مِنَنِهِ وَجَزِيلِ عَطَائِهِ، وَهُوَ عِبَادَةٌ لَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي أَوَّلِهِ وَأَثْنَائِهِ. وَإِذَا كَانَ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَعْيَادٌ تَحْتَفِي بِهَا، وَتَفْرَحُ فِيهَا؛ فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدِ اخْتَصَّ أُمَّةَ الْإِسْلَامِ بِعِيدَيْنِ هُمَا: عِيدُ الْفِطْرِ وَعِيدُ الْأَضْحَى.
2- إِنَّ الْعِيدَ مَظْهَرٌ مِنْ مَظَاهِرِ وَحْدَةِ الْأُمَّةِ الْإِسْلَامِيَّةِ؛ فَفِيهِ تَذُوبُ الْفَوَارِقُ الِاجْتِمَاعِيَّةُ، وَتَتَلَاشَى الْعَصَبِيَّاتُ الْعِرْقِيَّةُ، فَتَرَى الْغَنِيَّ وَالْفَقِيرَ، وَالْعَرَبِيَّ وَالْأَعْجَمِيَّ يَهْتِفُونَ بِلِسَانٍ وَاحِدٍ:
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
3- إِنَّ الْعِيدَ يَوْمُ فَرَحٍ وَسُرُورٍ، وَيُسْتَحَبُّ فِيهِ إِظْهَارُ الْفَرَحِ، وَالتَّوْسِعَةُ عَلَى الْعِيَالِ؛ فَأَظْهِرُوا فِيهِ الْفَرَحَ وَالسُّرُورَ، وَالْأُنْسَ وَالْحُبُورَ، وَاجْتَنِبُوا الْحَرَامَ؛ فَإِنَّ لَكُمْ فِي الْحَلَالِ غُنْيَةً، وَإِيَّاكُمْ وَمَوَارِدَ الْإِثْمِ؛ فَإِنَّ لَكُمْ فِي حِيَاضِ الْمُبَاحِ سَعَةً وَكِفَايَةً.
4- لَقَدْ شَرَعَ اللهُ تَعَالَى لِعِبَادِهِ الْأُضْحِيَّةَ شَعِيرَةً يَتَقَرَّبُونَ بِهَا إِلَيْهِ، وَعِبَادَةً تَرْتَفِعُ بِهَا أُجُورُهُمْ لَدَيْهِ،
وَمَا الِالْتِزَامُ بِأَحْكَامِ الْأُضْحِيَّةِ وَآدَابِهَا الْمُتَعَلِّقَةِ بِصِفَاتِهَا وَهَيْئَةِ ذَبْحِهَا إِلَّا مَظْهَرٌ مِنْ مَظَاهِرِ التَّسْلِيمِ لِلَّهِ عَزَّوَجَلَّ، وَالْخُضُوعِ إِلَيْهِ، كَمَا أَنَّ الْأُضْحِيَّةَ مِنْ مَظَاهِرِ تَوْحِيدِ اللهِ وَتَعْظِيمِهِ فِي أُمَّةِ الْإِسْلَامِ.
إِنَّ الْأُضْحِيَّةَ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ؛ فَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: «ضَحَّى النَّبِيُّ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ (أَيْ أَبْيَضَيْنِ) أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا»؛ وَأَنَّ أَيَّامَ الْعِيدِ كُلَّهَا وَقْتٌ لِذَبْحِ الْأُضْحِيَّةِ، حَيْثُ يَبْدَأُ وَقْتُهَا مِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِيدِ، وَيَسْتَمِرُّ إِلَى غُرُوبِ شَمْسِ آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ.