عناصر الخطبة المذاعة
بتاريخ 12 من ذي الحجة 1444هـ الموافق30/6 / 2023م
خُطُورَةُ الإِدْمَانِ عَلَى الْفَرْدِ وَالْمُجْتَمَعِ
1- إِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى خَلَقَ الإِنْسَانَ وَسَخَّرَ لَهُ مَا فِي الأَرْضِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ لإِقَامَةِ دِينِهِ وَتَحْقِيقِ عُبُودِيَّتِهِ؛ وَكَتَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَنْ أَحْسَنَ فِي ذَلِكَ، وَسَعَى فِي الأَرْضِ لِإِصْلَاحِهَا وَدَعْوَةِ النَّاسِ إِلَى الْخَيْرِ: الأَجْرَ الْعَظِيمَ، وَوَعَدَهُ بِالثَّوَابِ الْكَبِيرِ، وَالْحَيَاةِ الطَّيِّبَةِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
2- إِلَّا أَنَّهُ قَدْ سَلَكَ بَعْضُ الْبَشَرِ طَرِيقَ الشَّرِّ وَالْفَسَادِ فِي الأَرْضِ، فَسَعَى فِي خَرَابِهَا وَدَمَارِهَا، وَاتَّخَذَ مَا سَخَّرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ لِيُهْلِكَ نَفْسَهُ، وَيُلْحِقَ الأَذَى بِالآخَرِينَ، فَاتَّخَذَ مِنَ الأَنْعَامِ وَالشَّجَرِ وَالزُّرُوعِ مَا يَكُونُ سَبَباً فِي ذَهَابِ نِعْمَةِ الْعَقْلِ وَالصِّحَّةِ وَالأَمْنِ.
3- وَمِنْ أَعْظَمِ ذَلِكَ: كُفْرُهُ بِنِعْمَةِ اللهِ جَلَّ وَعَلَا، وَصَدُّهُ عَنْ سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَذَلِكَ بِالْمُخَدِّرَاتِ وَالْمُسْكِرَاتِ، وَكُلِّ مَا يَضُرُّ صِحَّتَهُ وَصِحَّةَ الآخَرِينَ، وَالاِتِّجَارِ بِذَلِكَ، أَلَا إِنَّهَا تِجَارَةٌ خَاسِرَهٌ، وَبِضَاعَةٌ كَاسِدَةٌ، وَعَمَلٌ مَمْحُوقٌ.
4- إنَّ فَضْلَ اللهِ عَلَيْنَا عَظِيمٌ، فَقَدْ خَلَقَنَا فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ، وَوَهَبَنَا العَقْلَ السَّلِيمَ، وَمَيَّزَنَا عَنْ سَائِرِ المَخْلُوقَاتِ، بِالعَقْلِ والفَهْمِ وَاللِّسَانِ، بَلْ جَعَلَ العَقْلَ مِنَ الضَّرُورَاتِ الخَمْسِ، الَّتِي تَقِي مَنْ حافَظَ عَلَيْهَا التَّلَفَ وَالنَّقْصَ؛ فَبِالْعَقْلِ يُفَكِّرُ الإِنْسَانُ ويُبْدِعُ، ويُنْتِجُ وَيَخْتَرِعُ، وَالْعَقْلُ يَحْمِلُ الإِنْسَانَ عَلَى التَّحَلِّي بِالْفَضَائِلِ، وَالتَّخَلِّي عَنِ الرَّذَائِلِ، وقَدْ سَمَّى اللهُ الْعَقْلَ حِجْراً وَنُهًى وَلُبًّا،؛ ومِنَ الجَرَائِمِ المُنْكَرَةِ الَّتِي تُرْتَكَبُ بِحَقِّ العُقُولِ وَالأَنْفُسِ: التَّعَدِّيَ عَلَيْهَا بِالْمُسْكِرَاتِ وَالْمُفَتِّرَاتِ وَالْمُخَدِّرَاتِ، الَّتِي تُفْقِدُ المُدْمِنَ عَقْلَهُ، فَيَخْرُجُ المدْمِنُ مِنْ إِنْسَانِيَّتِهِ الَّتِي جُبِلَ عَلَيْهَا، إِلَى الْبَهِيمِيَّةِ بَلْ إِلَى شَرٍّ مِنْهَا، ومَنْ تَأَمَّلَ عَوَاقِبَ الإِدْمَانِ، وَمَا يَصِيرُ أَرْبَابُهُ إِلَيْهِ مِنَ الذُّلِّ والْهَوَانِ؛ نَأَى بِنَفْسِهِ عَنْ هَذِهِ الْمُهْلِكَاتِ، وحَفِظَ دِينَهُ وَعَقْلَهُ عَمَّا تُسَبِّبُهُ مِنْ آفَاتٍ.
5- إِنَّ عَوَاقِبَ الإِدْمَانِ خَطِيرَةٌ؛ فَهُوَ عِلَّةٌ لِلْخَرَابِ والدَّمَارِ، ومَجْلَبَةٌ لِسُخْطِ الجَبَّارِ، وَسَبِيلٌ مُظْلِمٌ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، فَهُوَ إنْ لَمْ يُتْلِفِ النَّفْسَ؛ أَلْحَقَ بِهَا الأَمْرَاضَ وَالأَوْجَاعَ وَالْبَأْسَ؛ ومِنْ عَوَاقِبِ الإِدْمَانِ: ذَهَابُ الحَيَاءِ وَالْغَيْرَةِ وَضَعْفُ الإِيمَانِ؛ وَإِذَا غَابَ الإِيمَانُ اسْتَحْوَذَ الشَّيْطَانُ، وَأَغْرَقَ الـمُدْمِنَ فِي أَوْحَالِ الذُّنُوبِ وَالْعِصَيَانِ.
6- وَإِنَّ أَجْدَى هذِهِ الوَسَائِلِ: تَقْوِيَةُ الْوَازِعِ الدِّينِيِّ لَدَى الـمُتَعَاطِينَ، وَسَمَاعُ كَلَامِ النَّاصِحِينَ، هَذَا الْوَازِعُ الَّذِي أَرَاقَ الخَمْرَ حَتَّى جَرَتْ في شَوَارِعِ المَدِينَةِ، بِمُجَرَّدِ أَنْ طَرَقَ السَّمْعَ نَبَأُ تَحْرِيمِ الْخَمْرِ وَالأَمْرِ بِاجْتِنَابِهَا؛ وَإِنَّ أَجْدَى هذِهِ الوَسَائِلِ: تَقْوِيَةُ الْوَازِعِ الدِّينِيِّ لَدَى الـمُتَعَاطِينَ، وَسَمَاعُ كَلَامِ النَّاصِحِينَ، هَذَا الْوَازِعُ الَّذِي أَرَاقَ الخَمْرَ حَتَّى جَرَتْ في شَوَارِعِ المَدِينَةِ، بِمُجَرَّدِ أَنْ طَرَقَ السَّمْعَ نَبَأُ تَحْرِيمِ الْخَمْرِ وَالأَمْرِ بِاجْتِنَابِهَا.