عناصر الخطبة المذاعة
بتاريخ 7 من رجب 1445هـ الموافق 19 / 1 / 2024م
الْحَذَرُ مِمَّا فِي وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ مِنْ خَطَرٍ
- إِنَّ مِنْ عَظِيمِ فَضْلِ اللهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – عَلَيْنَا، وَمِنْ فَيْضِ نِعَمِهِ الَّتِي لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى فِي كُلِّ مَا لَدَيْنَا: هَذِهِ الْآلَاتِ وَالْبَرَامِجَ الَّتِي بَيْنَ أَيْدِينَا، فَكَمْ – بِفَضْلِ اللهِ – قَرَّبَتْ مِنْ بَعِيدٍ، وَأَحْدَثَتْ مِنْ جَدِيدٍ، وَهَوَّنَتْ مِنْ عَسِيرٍ!! وَهِيَ مِمَّا سَخَّرَهُ اللهُ تَعَالَى لَنَا وَجَعَلَهُ لِخِدْمَتِنَا، فَبَعْدَ أَنْ كَانَ الْمَكَانُ تُضْرَبُ إِلَيْهِ أَكْبَادُ الْإِبِلِ شَهْرًا: أَضْحَى يُبْلَغُ فِي سَاعَاتٍ مَعْدُودَةٍ، وَفِي حِينِ كَانَتِ الرِّسَالَةُ تَسْتَغْرِقُ أَيَّاماً وَأَسَابِيعَ لِتَصِلَ إِلَى مَنْ أُرْسِلَتْ إِلَيْهِ: صَارَتْ تَصِلُ فِي لَحَظَاتٍ مَحْدُودَةٍ.
- وَمِنْ تِلْكُمُ الْوَسَائِلِ الَّتِي جَدَّتْ فِي هَذَا الْعَصْرِ، وَكَانَتْ وَلِيدَةَ التَّقَدُّمِ وَالتِّقْنِيَّةِ وَالثَّوْرَةِ الْعِلْمِيَّةِ: مَا يُعْرَفُ بِوَسَائِلِ وَبَرَامِجِ التَّوَاصُلِ الِاجْتِمَاعِيِّ؛ وَهِيَ وَسَائِلُ مُفِيدَةٌ جِدًّا، وَفِي الْوَقْتِ نَفْسِهِ ضَارَّةٌ جِدًّا أَيْضاً، وَإِنَّمَا تَكُونُ مَنَافِعُهَا وَمَضَارُّهَا بِحَسَبِ مُسْتَخْدِمِهَا.
- كَمْ مِنْ زَلَّةٍ وَقَعَ بِهَا بَعْضُ مُسْتَخْدِمِي تِلْكَ الْبَرَامِجِ أَوْرَثَتْ أَصْحَابَهَا نَدَمًا وَحَسْرَةً! وَكَمْ مِنْ كَلِمَةٍ لَمْ يَتَدَبَّرْهَا قَائِلُهَا أَوْرَدَتْهُ مَوَارِدَ الْهَلَكَةِ وَالْخُسْرَانِ.
- إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْأَخْطَارِ وَالشُّرُورِ الَّتِي صَاحَبَتِ التَّوَسُّعَ فِي وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ الْحَدِيثَةِ، نَشْرَ الْأَحَادِيثِ الْمَنْسُوبَةِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَنَاقُلَهَا بَيْنَ النَّاسِ دُونَ تَأَكُّدٍ مِنْ ثُبُوتِهَا أَوْ تَحَقُّقٍ مِنْ صِحَّتِهَا.
- إِنَّ مِنْ أَخْطَارِ وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ الْحَدِيثَةِ: مَا يَفْعَلُهُ بَعْضُ النَّاسِ مِنْ نَشْرِ مَقَاطِعِ الْفِسْقِ وَالْفُجُورِ وَتَنَاقُلِهَا عَبْرَ الْمَوَاقِعِ وَالرَّسَائِلِ، بَلْ وَصَلَ الْحَالُ فِي بَعْضِهِمْ إِلَى الْمُجَاهَرَةِ بِفِعْلِ الْفَوَاحِشِ وَتَصْوِيرِ أَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ نَشْرِ تِلْكَ الْمَقَاطِعِ وَالتَّفَاخُرِ بِهَا بَيْنَ زُمَلَائِهِمْ وَأَقْرَانِهِمْ، مُعَرِّضِينَ أَنْفُسَهُمْ لِجُرْمٍ فِي الْأَخْلَاقِ عَظِيمٍ وَخَطَرٍ فِي الدِّينِ جَسِيمٍ.
- مِنَ الْأَخْطَارِ وَالشُّرُورِ الَّتِي صَاحَبَتِ التَّوَسُّعَ فِي تِلْكَ الْبَرَامِجِ: اسْتِسْهَالُ التَّوَاصُلِ بَيْنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ مِنْ غَيْرِ الْمَحَارِمِ دُونَ ضَرُورَةٍ أَوْ حَاجَةٍ، فَيَكُونُ ذَلِكَ مَدْخَلًا مِنْ مَدَاخِلِ الشَّيْطَانِ وَذَرِيعَةً تَجُرُّ صَاحِبَهَا لِلْوُقُوعِ فِي وَحَلِ الْمُحَرَّمَاتِ.