عناصر الخطبة المذاعة
بتاريخ 20 من ذي القعدة 1444هـ - الموافق 9/6/2019م
- إِنَّ مِنْ نِعَمِ اللهِ تَعَالَى عَلَى الْمُؤْمِنِينَ: أَنْ جَعَلَهُمْ إِخْوَةً فِيهِ؛ وَوَحَّدَ قُلُوبَهُمْ وَأَلَّفَ بَيْنَهَا؛ وَحَرَّمَ عَلَيْهِمُ التَّدَابُرَ وَالتَّبَاغُضَ وَالتَّحَاسُدَ.
- لَقَدْ آخَى الْإِسْلَامُ بَيْنَ قَبَائِلَ شَتَّى، وَأَقْوَامٍ مُتَنَاحِرَةٍ، وَأُمَمٍ مُتَشَاجِرَةٍ، فَذَابَتْ كُلُّ الْفَوَارِقِ وَسَاحَتْ كُلُّ الْحَوَاجِزِ فِي سَمَاحَةِ هَذَا الدِّينِ، وَزَالَتِ الضَّغِينَةُ بَيْنَهُمْ، وَصَارُوا كَالْجَسَدِ الْوَاحِدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالْحُمَّى وَالسَّهَرِ ؛ فَكَانُوا إِخْوَةً فِي اللهِ مُتَحَابِّينَ.
- بِالْأُخُوَّةِ تُذَاقُ حَلَاوَةُ الْإِيمَانِ؛ وَبِالْأُخُوَّةِ نَسْتَظِلُّ تَحْتَ عَرْشِ الرَّحْمَنِ، وإِنَّ الْمُتَحَابِّينَ فِي اللهِ فِي ظِلِّ الرَّحْمَنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَهَذَا إِنَّ دَلَّ عَلَى شَيْءٍ فَهُوَ يَدُلُّ عَلَى عِظَمِ الْأُخُوَّةِ فِي اللهِ.
- إِنَّ حُقُوقَ الْمُسْلِمِ عَلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ كَثِيرَةٌ: فَالدُّعَاءُ لَهُ، وَالسُّؤَالُ عَنْهُ، وَرَدُّ سَلَامِهِ، وَعِيَادَتُهُ، وَاتِّبَاعُ جَنَازَتِهِ، وَإِجَابَةُ دَعْوَتِهِ، وَتَشْمِيتُهُ- تُعَدُّ مِنْ أَوْثَقِ عُرَى الْإِيمَانِ؛ بَلْ هِيَ مِنْ مُوجَبَاتِ الْأُخُوَّةِ الْحَقَّةِ الْمُوجِبَةِ لِرِضْوَانِ اللهِ تَعَالَى.
- فَالْمُؤْمِنُونَ بِمُقْتَضَى عَقْدِ الْأُخُوَّةِ بَيْنَهُمْ يَنْتَفِعُ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ، وَيَدْعُو بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ؛ وَلِهَذَا ذَكَرَ اللهُ تَعَالَى فِي هَذَا الدُّعَاءِ نَفْيَ الْغِلِّ فِي الْقَلْبِ الشَّامِلِ لِقَلِيلِهِ وَكَثِيرِهِ، الَّذِي إِذَا انْتَفَى ثَبَتَ ضِدُّهُ، وَهُوَ الْمَحَبَّةُ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ.